رجوع الوساوس بعد الانتهاء من تناول الأنافرانيل
2004-08-28 21:20:42 | إسلام ويب
السؤال:
سيدي الفاضل! إن زوجتي مريضة بالكآبة والوسواس، لم نترك باباً من الأطباء والرقاة إلا طرقناه، لكن دون فائدة!
تعاطت السنة الماضية دواء الانافرانيل لمدة ستة أشهر، أحست بالراحة ورجعت إلى عهدها السابق أثناء تناول هذا الدواء، ولكن بعدما انتهت من تناوله على تقدير الطبيب الأخصائي، انتكست وازدادت سوءاً؛ فعدنا مرة ثانية إلى الأطباء والرقاة.
وضاق بنا الحال؛ فاتجهنا إلى أحد المشعوذين على كره، لكن دون فائدة! وزاد في الطين بلة: حيث كثر وسواس الزوجة المسكينة، وعلق في ذهنها أن الله ينتقم منها؛ لأنها عصته، وذهبت إلى المشعوذ! ومع إني ألحيت عليها بأن باب التوبة مفتوح، لكن ما زالت طول اليوم تندب حظها!
رجعنا إلى الطبيب الأخصائي، فطلب منها أخذ دواء أنافرانيل لمدة سنة، وستشفى بإذن الله، لكنها خائفة من أن تعود مرة ثانية وتنتكس، مع وسواس يصاحبها بأن الانافرانيل من المخدرات، وهو حرام، ولا يمكنها تناول الحرام؛ فبقينا في دوامة من القلق!
أفيدونا، جزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
يُعرف عن مرض الوسواس أنه من الأمراض الذكية -إذا جاز التعبير- حيث أن فكرة وسواسية واحدة قد تتولد منها عدة أفكار، وتوجد الآن -بفضل الله تعالى- علاجات مفيدة وناجحة، لكن المطلوب في مثل حالة زوجتك هو مواصلة العلاج لفترات أطول، وعلى ما أرى أن الذي قصده الطبيب هو أن تتلقى الجرعة العلاجية لمدة عام، ثم تواصل على الجرعة الوقائية لمدةٍ أطول، علماً بأن الجرعة الوقائية هي في الغالب جرعة صغيرة، ولا تكون أكثر من نصف أو ثلث الجرعة العلاجية.
أرجو محاولة إقناع زوجتك بأن العلاج يُعتبر أمراً ضرورياً، وبما أنها متدينة، فيجب أن تعرف أنه إذا كان هنالك علاج يفيد الإنسان، ورفض تعاطيه، فربما يكون آثماً في ذلك.
الأنافرانيل من الأدوية الجيدة، ولكن العلاج الأفضل يعرف باسم فافرين Faverin، وجرعته هي من 100-300 مليجرام في اليوم، هذا الدواء ربما تزداد قناعات زوجتك بتناوله، حيث أنه قليل الآثار الجانبية، كما أن الجرعة الوقائية التي تحتاجها هي حبة واحدة 100 مليجرام، وتوجد أدوية أخرى، مثل: السبراليكس، بروزاك، وزيروكسات .
أرجو أن تكون مسانداً ومدعماً علاجياً حقيقياً لزوجتك، حيث أننا نرى أن الشخص الذي يستطيع أن يقدم الدعم النفسي الحقيقي لمن حوله يمثل 50% من الآليات العلاجية المطلوبة، خاصةً في مثل هذه الحالات، وأنا على يقين تماماً أنك تقدم لزوجتك كل ما تستطيع .
أما فيما يخص مقابلة المشعوذين، فهو خطأٌ كبير، حيث أن هؤلاء الناس لا يخافون الله في عباده، ولا ينفعون المريض، بل قد يعقدونه أكثر.
أرجو أن تطمئن زوجتك بأن الله توابٌ رحيم لمن تاب وندم ورجع إليه سبحانه، وأن رعاية الله ورحمته لخلقه لا تحتاج لواسطة من أحد من البشر، وأنه يمكن أن ترقي نفسها أو تقوم أنت برقيتها، وهذا هو المطلوب، وليس أكثر من ذلك.
وبالله التوفيق.