كيف يمكنني الموازنة بين دراستي وعبادتي؟

2015-04-20 03:44:52 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في الثالث المتوسط، أحس هذه الأيام أن الشيطان بدأ يسيطر علي؛ إذ أنني لا أقدر على تنظيم وقتي بين دراستي، والقيام بأمور ديني، أحتاج لمعرفة ما ينبغي علي القيام به، أفيدوني -جزاكم الله خيرا- بجدول يومي لما ينبغي علي القيام به، بحيث أوازن بين ديني ودنياي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وفكرة السؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يعينك على الخير، ويحقق لنا ولكم الآمال.

لا شك أن الشيطان عدو مبين، وهم هذا العدو إدخال الأحزان والتشويش على المؤمنات والمؤمنين، ولكنه ضعيف، وليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، فاستعيني بالله، واشتغلي بذكره وشكره وحسن عبادته، وتعلمي أحكام دينك، فالفقيهة أشد على الشيطان من ألف عابد، والذاكرة لله يعجز الشيطان عن القرب منها، والبيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة بيت لا يدخله الشيطان.

وقد أسعدتنا رغبتك في تنظيم الوقت، وأنجح الجداول ما كان مرتكزا على مواقيت الصلوات، والسجود لله يفتح أبواب التوفيق والخيرات، ونتمنى أن تخلصي لله في عبادتك ودراستك، فإن إخلاص النية يحول العادات إلى عبادات، والدراسة من الطاعات، كما نرجو أن يكون هناك وقت للوالدين، مع ضرورة إعطاء النفس حقها من الطعام، وحظها من الراحة، وننصحك بأن يكون الجدول معقولا ومقبولا ومناسبا للأوقات والقدرات، واستعيني قبل ذلك وبعده برب الأرض والسموات، وأرجو أن تنوعي بين المواد الدراسية، ولا بد أن يكون في الجدول مرونة، وحاولي تشجيع نفسك والفرح بكل إنجاز، ولو كان قليلا، واشكري الله على توفيقه، فبالشكر تنالين المزيد.

وقد أعجبتنا كلمة الموازنة، وهي المطلوبة منك ومن غيرك، والموازنة مطلوبة بين احتياجات النفس واحتياجات البدن، وبين متطلبات الدنيا ووظائف الآخرة، علما بأن الدنيا في تصورنا لا تنفصل عن الآخرة، بل هي مزرعة الآخرة "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا"، وفي الحديث "إن لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولربك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه".

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ولقد سعدنا بتواصلك، وفرحنا بفكرة الاستشارة، ونطمع في الاستمرار في التواصل، ونتشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا.

www.islamweb.net