تعرفت على شاب محترم عن طريق النت.. فهل أستمر بالمحادثة معه؟

2015-04-30 01:55:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

تعرفت على شاب محترم ذي خلق طيب عن طريق النت، وأحببنا بعضنا، ولكنه لا يستطيع أن يتقدم لخطبتي الآن، لأننا ما زلنا في مرحلة الدراسة، فهل هذا حرام؟

لا أعلم إذا كان حديثنا على النت حراما أم حلالا؟

علماً بأن حديثنا فقط على النت، لا نتقابل ولا نتحدث على الهاتف، وعلاقتنا لا تؤثر بالسلب على دراستنا، بل على العكس فنحن نشجع بعضنا على الاجتهاد، نحن لا نريد سوى الحلال.

هل أستمر في محادثته على النت أم أتوقف عن هذا؟ أنا في حيرة، أرجوكم أفيدوني فأنا لا أريد أن أخسره.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك حرصك على معرفة الحلال والحرام، وحرصك كذلك على الوقوف عند حدود الله تعالى وتجنب ما حرمه عليك، وهذا -إن شاء الله تعالى- مؤشِّر على ما نرجوه -إن شاء الله تعالى- لك من الخير والتوفيق والسداد، فإن من وفَّقه الله تعالى لطاعته واجتناب مناهيه فقد وفَّقه لخير كثير، فالطاعة سببٌ لكل توفيق، والمعصية سببٌ لكل حرمان، ونأمل -إن شاء الله- أن تأخذي الأمور بجد، فحيث حَرُمَ عليك الشيء جاهدتِ نفسك على تجنُّبه.

وهذا الذي سألت عنه –أيتهَا البنت الكريمة– من إقامة هذه العلاقة مع هذا الشاب والمحادثة له على الهاتف -أو على غيرها من وسائل الاتصال- باب فتنة عظيم، ويجُرُّ شرًّا عظيمًا، فإن فتنة الرجل بالمرأة (والعكس) من أعظم الفتن التي حذّرنا الله تعالى منها، وبالغ نبينا -صلى الله عليه وسلم- من التحذير منها حتى قال: (ما تركتُ بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-.

وقد قال -عليه الصلاة والسلام- حينما سُئل وهو في عرفة في الحج، وقد صرف وجْهَ ابن عمِّه الفضل بن العباس، صرَفَه من ناحية إلى ناحيةٍ أخرى، لأنه كان في الناحية الأولى نساء، فخشي عليه أن ينظر إليهنَّ، فلما سُئل: لماذا صرفتَ وجْه ابن عمك يا رسول الله؟ قال -عليه الصلاة والسلام-: (رأيتُ شابًّا وشابَّةً فلم آمن عليهما الشيطان).

فحبائل الشيطان وشِراكه الذي ينصبه ليصيد به الرجال أو النساء، أمْرُه جلل وخطره عظيم، ولهذا حذّرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- غاية التحذير، والواجب علينا أن نقف عند ما حدَّه الله تعالى لنا.

وكلام المرأة مع الرجل الأجنبي بكلامٍ فيه خضوع ولين – وهذا لا يخلو منه الكلام في الغالب – هذا ممَّا نهى الله عنه، إذ قال سبحانه وتعالى لأمَّهات المؤمنين وهنَّ قُدوةٌ لمن بعدهنَّ من النساء، قال سبحانه: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}.

والتواصل بالطرق الأخرى لا يقل خطرًا عن ذلك، ولهذا فالواجب عليك – أيتهَا البنت الكريمة – أن تقطعي هذا التواصل مع هذا الشاب، ولأن الاشتغال بذلك لا يجُرُّ لك خيرًا، بل على العكس من ذلك يشغل قلبك ويُعلقك بشخصٍ قد يكون هو زوجك في المستقبل وقد لا يكون، ولهذا ينبغي ألا تشغلي نفسك بذلك.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net