أخي أتته حالة صرع بعد عملية استئصال ورم دماغي، أفيدونا

2015-05-04 03:31:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أخي عمره 34 سنة، متزوج ولديه أطفال، ومنذ 10 أشهر في 30 يونيو (6) 2014 قام بعملية استئصال ورم دماغي حميد، والعملية ناجحة -والحمد لله- ولكن بعد 10 أشهر أي البارحة 23 إبريل (4) 2015، عندما كان نائما استيقظ وهو يعاني من إعياء شديد، وعدم التحكم في نفسه، كان فمه ولسانه معوجاً واستطاع أن يوقظ زوجته، ثم أراد أن يقول لها أنه خائف من أن يبتلع لسانه؛ لأن لسانه كان معوجا، ولكنه لم يستطع قول ذلك، ثم أغمي عليه وأصبح يخرج لعاب من فمه.

كان يستيقظ ثم يغمى عليه، ويتكلم بلغة غير مفهومة، لمدة حوالي ربع ساعة أو أكثر، ثم استيقظ ولم يعرفنا، وكان يحاول ضربنا ولا يريد الذهاب للمستشفى، كان يتصرف بطريقة غير واعية، ثم هدأ وقال: أنا لا أشعر بشيء سوى التعب الشديد، ونسي أنه أغمي عليه، وبعد حوالي نصف ساعة نسي كل شيء حدث معه، ثم اقتنع بالذهاب إلى المستشفى، وعندما عاد من المستشفى بعد ساعتين قال: كنت أتذكر فقط اللحظة الأولى عندما حاولت أن أوقظ زوجتي، ولم يتذكر شيئا مما حدث.

قال الطبيب: إنها حالة صرع، وأنها بسبب العملية الدماغية التي قام بها، مع العلم أن أخي لم يعاني من شيء قبل هذه الحالة، وصحته جيدة.

الأسئلة كالتالي -وسامحوني على الإطالة-:

1- هل يستطيع ممارسة حياته بصفة عادية؟ هو يعمل مهندسا إعلاميا، يعني يجلس كثيرا 8 ساعات يومياً أمام الكمبيوتر، ويشتغل في منطقة بعيدة عن مقر سكنه ب 60 كلم.

2- هل يستطيع قيادة السيارات وحده؟

3- هل من المستحسن أن لا نخبره بما فعل عندما كان غير واع؟ وهل تؤثر معرفته بتصرفاته وهو في حالة الصرع بحالته النفسية؟

4- هو مواظب على أداء صلاة الفجر في المسجد والطقس بارد، مع العلم أن الطبيب أوصاه بتوخي الحذر عندما يكون الطقس باردا أو ساخنا جداً عندما أجرى العملية، وأن يلبس شيئا فوق رأسه، هل من المستحسن عدم الخروج للمسجد، علما أن الطقس في تونس بارد بعض الشيء؟ وهل يكفي أن يلبس شيئا فوق رأسه؟

5- كيف لنا أن نعرف بحصول هذه الحالة قبل حدوثها إن قدر الله وحصلت مرة أخرى؟

6- كيف نتصرف حين يغمى عليه -لا قدر الله- وحصلت مرة أخرى؟

مع العلم أنه كان خائفا من أن يبتلع لسانه، كان يريد أن يقول: أني خائف من لساني ولكنه لم يستطع قول ذلك.

شكرا، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yosra حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك كثيرًا لاهتمامك بأمر أخيك هذا، والذي نسأل الله له العافية والشفاء.

من المعروف جدًّا -أيها الفاضل الكريم- أن تغيرات كبيرة تحدث في النشاط الكهربائي الدماغي بعد إجراء العمليات الدماغية وإزالة الأورام، والحمد لله تعالى كانت عملية هذا الأخ ناجحة وممتازة، والشيء المعروف هو أن يتناول مريض الأورام -أو أي مريض فُتحتْ عنده الجمجمة جراحيًا- يجب أن يتناول أحد مضادات الصرع لمدة ثلاثة أشهر، هذا بعد العملية.

هذا إجراء تحوطي معروف، وأنا لديَّ تواصل مستمر مع زملائي أطباء جراحة المخ، وهذا هو منهجهم، وأنا متأكد أن الأخ الطبيب الجراح الذي قام بإجراء العملية له طبيبٌ مقتدر ولا شك في ذلك، ربما يكون قد نصحه بتناول أحد مضادات الصرع لفترة قصيرة، ولم يلتزم هذا الأخ بذلك، أو ربما يكون الطبيب قد سها من هذا الأمر، أو ليس من منهجه أن يعطي هذا الدواء، لأنه أصلاً يُعطى تحوطًا، وحدوث النوبات الصرعية ليست حتمية.

المهم هذا الأخ الآن حدثت له هذه النوبة، والشيء الأساسي والضروري هو أن يذهب ويُقابل طبيب الأعصاب ليبدأ مباشرة، وبعد أن يجري تخطيط الدماغ والصورة الدماغية يبدأ مباشرة في تناول أحد الأدوية المضادة للصرع.

هذا هو الأمر الجوهري والأساسي، وغالبًا يحتاج لأحد هذه الأدوية من ستة أشهر إلى عامٍ، أو حسب ما يُقرره الطبيب المعالج، ويُعرف تمامًا أن تناول الأدوية -أي الأدوية المضادة للصرع، وغالبًا سوف يحتاج لدواء واحد مثلاً مثل الـ (فينتوين Phenytoin) أو الـ (تجراتول Tegretol) أو الـ (دباكين Depakine)- تناول هذا الدواء سوف يؤدي إلى حالة من الاستواء التام في كهرباء الدماغ، ممَّا يمنع حدوث أي نوبات تشنجية.

بالنسبة لأسئلتك: هل يستطيع ممارسة حياته؟

نعم، هذا الأخ يستطيع أن يمارس حياته بصورة طبيعية جدًّا، بشرط أن يتناول الدواء المانع للتشنجات، وسوف يكون تناوله لفترة محدودة وليس كمريض الصرع العادي.

هل يستطيع قيادة السيارة وحده؟

أنا من وجهة نظري لا، إلا إذا تناول الدواء المضاد للصرع.

هل من المستحسن ألا نُخبره بما فعل عندما كان غير واع؟

نعم، أعتقد أنه ليس هنالك ما يدعو لإخباره بالتفاصيل، لكن يجب أن يعرف أن الذي حدث له هي نوبة تشنجية -وهكذا تُسمى– ناتجة من الجراحة التي أُجريت له، وهذا أمر طبيعي جدًّا، وأنا أفضل أن يشرح له الطبيب المعالج، إما الطبيب الذي أجرى الجراحة أو طبيب الأعصاب.

سؤالك الثالث حول مواظبة الصلاة؟

الحمد لله تعالى هذا أمرٌ جيد، وقطعًا التحوط من البرد وخلافه هذا أمر ممتاز، لكن ليس هنالك ما يمنعه من الذهاب للمسجد، أبدًا على العكس تمامًا، دعوه يذهب إلى المسجد مع اتخاذ التحوطات، وأنا أرجع مرة أخرى وأقول: أن الأمر الأساسي والضروري لهذا الأخ هو أن يتناول أحد الأدوية المضادة للتشنجات الصرعية.

سؤالك الرابع: كيف لنا أن نعرف حصول هذه الحالة قبل حدوثها؟

معظم النوبات الصرعية ليس لها مقدمات، في بعض الأحيان قد يحسُّ المريض بشيء غريب، قد يشمُّ رائحة غير مألوفة، قد يحسُّ بألمٍ بسيطٍ في فم المعدة، لكن معظم مرضى الصرع تأتيهم هذه النوبات دون أي مقدمات، وأنا لا أريدكم ولا أريدُ لهذا الأخ أن يدخل في هذه الحالة من عدم الاستقرار حول حالته، الأمر واضح جدًّا، وحين يتناول العلاج كل شيء سوف ينتهي، وإن شاء الله تعالى يُكتب له الشفاء التام.

سؤالك: كيف نتصرف حين يُغمى عليه وحصلت مرة أخرى؟

أولاً: أيها الفاضل الكريم: اتفقنا أن مبدأ أن هذه النوبات يجب ألا تحدث ويجب ألا تحصل، وهذا أكيد -بإذن الله تعالى- إذا تناول العلاج. وفي حالة حدوثها هنالك إجراءات تمريضية معروفة، أهمها أن تجعل المريض يرقد على جنبه في مكانٍ آمنٍ حتى لا يجرح نفسه، ونتأكد أنه لن يقوم بعضِّ لسانه في أثناء النوبة، لذا إذا كانت النوبة شديدة نقوم بإدخال جسم قوي وليِّن في ذات الوقت، نضعهما بين أسنانه حتى لا يقوم بعض اللسان أو كسر الأسنان، وهذه معروفة جدًّا، يمكن أن تُحضر المعلقة العادية وتُلَفُّها في شاشٍ مثلاً، ثم تُوضع بين الفكين.

معظم المرضى تأتيهم إفاقة بعد مُضي خمس إلى عشر دقائق، والتشنجات الصرعية في حد ذاتها لا تستغرق أكثر من نصف دقيقة إلى دقيقتين، بعد هذه النوبات قد يكون الشخص في حالة من عدم الإدراك، وبعض الناس ينامون لفترة تستغرق نصف ساعة أو أكثر قليلاً، والبعض يشتكي من صداع، وقطعًا ربما يحدث تبوّل لا إرادي، وهذا يُسبب الكثير من الحرج للمريض.

هذه هي الإجراءات التي تُتخذ في مثل هذه الحالات، لكن قطعًا أتمنى ألا تحدث له هذه النوبات مرة أخرى، لأن هذه الحالة يمكن أن تُعالج وتعالج بصورة فعّالة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net