أشعر بحزن بالغ بعد رفض الخاطب لي، فكيف أتجاوز هذه المحنة؟

2015-05-05 02:08:58 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا فتاة في الثلاثين من عمري، ولم يتقدم أحد لخطبتي حتى الآن إلا واحد هو أخو زميلة لي، وأراد أن أكون زوجة ثانية له، لأن زوجته لا تنجب.

في البداية بينت الموافقة لما شهد له من حسن الالتزام والتدين، ولما تمت المقابلة الأولى، اتفقنا على أداء صلاة الاستخارة ثم الرد بعدها.

صليت الاستخارة، وكانت الرؤيا مطمئنة، إلا أنني ترددت قليلا، لأنني وضعت نفسي في موضع زوجته الأولى، وتخيلت ماذا سوف يكون موقفها؟ خشيت من الألم الذي سيصيبها، وهل سيبارك الله لي إذا بدأت حياتي الزوجية على آلام الزوجة الأولى؟

ترددت في القبول، ولكننا أبلغناه بالموافقة لما رآه من اطمئنان بعد صلاة الاستخارة، ولأنه مقبل على سفر؛ فأراد أن تتم المقابلة الشرعية الثانية قبل سفره، حتى يبدأ في إجراءات الخطبة بعد عودته من السفر.

تمت المقابلة، وأخبرته أنه لماذا يريد أن يتمسك بزوجته الأولى؟ وأن من حقها أن تتزوج بآخر لتنجب أطفالا، فقال لي أن السبب هو العشرة الطيبة التي تزيد على 10 سنوات، فأخبرته بقلقي، فطمأنني بأنه لن يكون هناك أي قلق بهذا الشأن، فاطمأننت قليلا، وسافر، ولكنه قبل أن يعود في الوقت الذي تم تحديده؛ اتصلت أخته بي لتخبرني عن لسانه بأن كل شيء نصيب، فدهشت لذلك، وأردت معرفة السبب، فرفض أن يتصل ويبلغني السبب دفعا للإحراج.

أنا أعلم بأن كل شيء نصيب، وأن كل شيء بقدر، ولكن أشعر بتأنيب الضمير والإحراج البالغ في رفضه لي، فأنا لست راضية عن نفسي، وأريد أن أرتاح.

أتمنى أن أجد لديكم ما يزيل هذا الألم الذي انتابني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ رينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

ليس عيبا في الفتاة أن يرفضها رجل، وليس نقصا في الرجل أن ترفضه فتاة، وكل شيء بقضاء وقدر، فانشغلي بطاعة الله عز وجل، وتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان.

نتمنى أن لا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، فالشاب ليس أول رجل يغير رأيه، والخير فيما اختاره الله، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم.

أرجو أن تعلمي أن الرجل لم يتركك لعيب فيك، لأنه رضي بك، ولكنه ربما فعل ذلك لأجل زوجته أو لأجلك أنت، فأمامك فرصة لأن تكوني زوجة أولى، بل ربما ووحيدة عند رجل آخر، فلن تستفيدي من معرفة السبب، ونسأل الله أن يعوضك خيرا.

رغم تقديرنا لصعوبة الموقف؛ إلا أننا نذكرك بأن الأصعب والأخطر والمحزن هو تأخر مثل هذه القرارات، أو وقوع المرأة مع رجل متردد أو لا يملك قراره، فسرعان ما يفارق الزوجة فتعيش وحدها المأساة، وقد ترجع ومعها أطفال.

إذا كانت أخته صديقة لك؛ فسوف تعرفين أسباب قراره ولو بعد حين، فلا تحاصري نفسك وتلوميها، وثقي بأن فرص الحياة أمامك واسعة.

لقد سعدنا بتواصلك، ونطمع بالمزيد، ونشكر لك مشاعرك النبيلة وخوفك من أن تكوني سببا لحزن مسلمة، وفي هذا دليل على صفاء نفسك، ولن يضيع الله لك ذلك، فأبشري واصبري، وتواصلي مع موقعك.

وفقك الله للخير وسدد خطاك.

www.islamweb.net