أعاني من ألم أسفل الظهر والرقبة تسبب في حرماني من السعادة، ساعدوني
2015-05-11 03:38:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أعاني من ألم في مؤخرة رأسي وأعلى الرقبة، مع ألم ممتد من الكتفين واليدين، وأوقات أحس بتنمل اليدين، ويصل الألم إلى نصف الظهر، وإذا كنت مستلقية وفجأة وقفت ومشيت، أحس بدوخة شديدة، وعندي ألم في أسفل الظهر، خصوصا إذا جلست على الأرض أو على أي شيء صلب.
عملت أشعة لأسفل الظهر، وتبين لدي التهابا في الفقرتين الأخيرتين في الظهر، وبالنسبة لألم الرقبة تكلمت مع الطبيبة، وأخبرتني أن الدوخة والتنمل شيء طبيعي، بسبب الالتهاب والشد في الفقرات العلوية، مع عمل أشعة وضحت ذلك، وأستخدم الأدوية التالية: celebrex- فيتمين بي - prolax er -reparil.dragees، بالإضافة للجبيرة المتحركة للرقبة.
كذلك أعاني من الإحساس بعدم الطمأنينة في العلاج، والشك القاتل في وجود أمراض خطيرة وخبيثة، وعندي توتر دائم وقلق ومخاوف في الحياة، من أهمها الإحساس بالموت في أي لحظة، أو الإصابة بالأمراض المستعصية، أوقات كثيرة أعاني من الأرق بسبب التفكير، حتى فكرت أن أستشير طبيب نفسي، أرجو النظر لمعاناتي التي تسرق مني حلاوة الأيام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ esraa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيراً على التواصل مع إستشارات إسلام ويب، أرجو أن تطلعي على الإجابة التي زودك بها الأخ الدكتور محمد حمودة استشاري الروماتيزم والأمراض الباطنية، فقد ذكر لك أدق التفاصيل حول حالتك وما هو مطلوب منك، أما فيما يخص الجانب النفسي، والذي يتمثل في افتقار الطمأنينة مع وجود مخاوف حياتية، خاصة فيما يتعلق بالموت أو الخوف من الإصابة بالأمراض المستعصية، كما أن اضطراب النوم لا شك أنه أحد الأعراض النفسية التي نلاحظها في حالة المخاوف والقلق.
أنا أعتقد أنك بعد أن تقابلي الطبيب المختص في أمراض الروماتيزم، سوف تطمئنين كثيراً؛ لأن الكشف المباشر والشرح والتفصيل يأتي من خلال المقابلات المباشرة، وهذا يبعث فيك طمأنينة كثيرا، ومن جانبي أقول لك لا تقلقي لا تتوتري، أسأل الله تعالى أن يعافيك، لا تحتقني نفسياً، عبري عن ذاتك وتجنبي الكتمان، وكوني إيجابية في التفكير، إيجابية في حياتك، نظمي وقتك، أدي صلاتك في وقتها، عليك بالدعاء والذكر، وأكثري من التواصل الاجتماعي، ضعي لنفسك برامج حياتية بسيطة وميسرة تساعدك على حسن إدارة وقتك، وهذا قطعاً يصرف انتباهك عن هذه المخاوف والتوترات.
الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص فيه شيئاً، الأعمار بيد الله، اجعلي قناعتك على هذا الأساس، وأنا متأكد أنها أصلاً على هذا الأساس، لكن ذكرت ذلك لك من قبيل التذكر، بر الوالدين يبعث الطمأنينة في النفوس، فأحرصي على ذلك، عليك بالغذاء المتوازن، النوم الليلي المبكر، وممارسة أي تمارين رياضية ممكنه تناسب الفتاة المسلمة، من خلال هذه الإجراءات والتفاصيل التي ذكرناها أعتقد أنك سوف تحسين بشيء من الأمان والطمأنينة.
وحتى تكتمل الصورة أعتقد أن تناول أحد مضادات قلق المخاوف سوف تساعدك كثيراً، وسوف يقوم الطبيب بوصف أحد هذه الأدوية لك، وأعتقد أن عقار ديلوكستين ويعرف باسم سيمبالتا بجرعة 30 مليجرام ليلاً، وهذه جرعة صغيرة جداً، سيكون هو أحد الأدوية المناسبة جداً لحالتك، ومدة العلاج هي ثلاثة أشهر، بعدها تجعلين الجرعة 30 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عن تناول الدواء، هذا العلاج مقترح من جانبي فقط، لكن الخيار للطبيب الذي سوف يقابلك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
---------------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-،
وتليها إجابة: د. محمد حمودة -استشاري أول - باطنية وروماتيزم-.
----------------------------------------------------------------
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
لم تذكري كم هو عمرك -يا أخت إسراء- وهذا مهم جدا بالنسبة لنا؛ لأنك ذكرت أن الطبيبة أخبرتك أن هناك التهاب في أسفل الظهر، وكذلك ذكرت أن الطبيبة أخبرتك أن هناك أيضا التهاب في منطقة الرقبة، فإن التهاب العمود الفقري يحصل في سن الشباب، ولذا يجب التأكد تماما أن ما تقصده الطبيبة هو في الفعل التهاب في العمود الفقري؛ لأن الشد العضلي في الرقبة شائع جدا، خاصة عند الأناس الذين يعانون من التوتر والقلق، وكذلك الوضعيات المعينة كالجلوس الطويل أمام الكمبيوتر، وثني الرقبة للأمام يسبب أيضا شد عضلي مزمن في منطقة الرقبة، وهناك أيضا ما يسمى بالآلام العضلية الليفية fibromyalgia، كلها يمكن أن تسبب آلام في منطقة الرقبة، وخلف الرأس من الأعلى، وآلام أسفل الظهر، وآلام في مناطق أخرى من الجسم.
وفي الصورة الشعاعية في حالات الآلام العضلية يكون هناك استقامة في العمود الفقري الرقبي، وهذا يكون بسبب شد العضلات
عند كبار السن، ويكون السبب هو الاحتكاك بين الفقرات.
فإن كنت في سن الشباب، وكان هناك آلام في أسفل الظهر والرقبة في الليل، وفي الصباح يكون هناك إحساس بتيبس وتصلب في الرقبة وأسفل الظهر، وتتحسن هذه الأعراض مع الحركة، وتحريك الجسم، وخلال ساعة أو أكثر تخف الأعراض كثيرا، وأظهرت التحاليل أن هناك ارتفاع في سرعة ترسب الدم، أو ارتفاع في مؤشرات الالتهاب، فإنه هذا يشير إلى أن السبب في هذه الآلام هو التهاب في العمود الفقري، وهذا يجب التأكد منه عن طريق مراجعة أحد أطباء الروماتيزم، إن كانت الآلام تزيد مع الحركة، ومع الوضعيات المعينة، وأوقات التوتر، فهذه على الأكثر هو شد عضلي.
أما الفايبرومايالجيا فهناك أعراض متعددة، بالإضافة للآلام في منطقة الرقبة، وأعلى الظهر، وأسفل الظهر والكوعين والركبتين من الداخل، فيمكن أن تترافق هذه الأعراض مع أعراض أخرى، مثل الشعور بالتعب، وعدم تحمل لكثير من المجهود العقلي والعضلي، وقلة النوم، والشعور في الصباح أن الإنسان لم يعطيه النوم الراحة الكافية، فالنوم سطحي عند المريض، مع حالات من فرط النوم خلال النهار، وقد يشكو المريض من صداع، ونوبات هلع وخفقان والرهاب من الأمراض.
أما بالنسبة للشعور بالدوخة عند الوقوف السريع، فهو بسبب انخفاض الضغط الوضعي، ففي الوضع الطبيعي، فإنه عند الجلوس السريع من وضعية الاستلقاء، أو الوقوف السريع من وضعية الجلوس، فإنه يحصل ارتفاع بسيط في الضغط، لكي يضمن الجلوس وصول كمية كافية من الدم للدماغ، إلا أنه قد يحصل انخفاضا في الضغط، يسبب قلة تدفق الدم إلى الدماغ بشكل بسيط، مما يسبب دوخة بسيطة، أو الشعور بالقرب من الإغماء، ويدوم لعدة ثوان، خلالها يقوم الجسم بضخ الأدرينالين، لكي يحافظ على الضغط، فتخفي الأعراض، وينصح المريض بالجلوس ببطء من وضعية الاستلقاء، والوقوف ببطء من وضعية الجلوس.
أنا أرى أن تراجعي طبيب مختص بالروماتيزم؛ لكي يقيم حالتك تماما، فموضوع الالتهاب في الفقرات يحتاج لطبيب بهذا التخصص؛ للبت فيه، وهناك علاجات متطورة الآن، وتساعد على الحد من تطوره.
وعلاج شد العضلات يكون بالعلاج الطبيعي، وتصحيح وضعيات الجلوس، والأدوية المسكنة مثل التي تتناولينها، وكذلك معالجة الحالات النفسية التي قد تزيد من الأعراض، وهذه سيتطرق لها الأخ الدكتور محمد عبد العليم.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.