رغم أن راتبي فوق الممتاز لكني مبذر ولا أحسن تدبيره... أرجو توجيهكم
2015-05-14 02:23:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أنا موظف وراتبي فوق الممتاز، ولكني شخص -بكل صراحة- مبذر ومسرف، أي أن الراتب لا يبقى أسبوعا معي، ومنذ أن يتم الإيداع أشتري هذا وذاك، وكل شيء غالي الثمن، وبعشرات الآلاف، أي كالساعة الفلانية، والهاتف الفلاني، والسيارة الفلانية كل شهر، وهذا سبب لي تأنيب الضمير، وأخاف أن ربي يعاقبني على ذلك، وخصوصا أخاف أن تأتيني ديون بسبب عدم المحافظة على المال، وأنا مقبل على الزواج، وهذا زاد الأمر سوءا، وأنا أريد تعديل الوضع، والنساء لايردن إلا الشيء الغالي الثمن.
أرجوكم، كيف أوفر وأدبر راتبي؛ لأني شخص لا أعرف ذلك؟ وما هي طريقة العمل على ذلك على المدى البعيد بعد سنوات؟ أخاف أن يضيع مستقبلي بسبب تبذيري للمال وأتشتت.
إخواني أصغر وأكبر مني، ورواتبهم أقل مني بكثير، وتستمر معهم منذ نزولها إلى نزول الراتب الآخر أو أكثر، وأحيانا أنا بنفسي أطلب منهم المال بسبب إسرافي وتبذيري، وهذا سبب لي الإحراج، ما هي نصائحكم.
بارك الله في موقع الشبكة الإسلامية، وجزاكم الله خيرا على جهودكم المباركة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يعينك على المحافظة على الأموال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.
لا يخفى على أمثالك نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن إضاعة المال، بل إن القرآن نهى عن الإسراف والتبذير، وعدّ المبذرين من إخوان الشياطين... فانتبه لنفسك، واشكر الله على النعمة، وتذكر أنك تسأل عن المال بين يدي الكبير المتعال، ولن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وفيها: (... وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه).
ولا نجاة إلا لمن أخذ المال من حله، ووضع المال في محله، فانتبه لنفسك، وأعدّ للسؤال جوابا، وللجواب سدادا وصوابا، وننصحك بما يلي:
1- اللجوء إلى الهادي الموفق سبحانه.
2- استحضار أهمية حسن التدبير، وحسن التدبير -كما يقال- نصف المعيشة.
3- عمل جدول لتحديد ما تحتاجه مع تحديد درجة الاحتياج، فهناك ضروريات، وهناك أشياء أقل أهمية.
4- معرفة أهمية الادخار.
5- الاشتراك في أنشطة مجتمعية، وشغل النفس بالمفيد.
6- مواجهة الحياة، وعدم الهروب من الواقع بالميل إلى الشراء.
7- الوقوف على أحوال الناجحين في هذا الجانب.
8- عدم النظر إلى ما عند الآخرين، وكلنا يتقلب في النعم، والسعيد هو من يتعرف على نعم الله عليه؛ ليؤدي شكرها، فينال بشكره المزيد.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وقد أسعدتنا فكرة السؤال، ونؤكد أنها البداية الصحيحة للتصحيح، ونسأل الله أن يعينك على التوفير، وأن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يضع في طريقك فتاة صالحة مرتبة ومدبرة، وأن يبارك لكم، ويلهمكم السداد والخير والرشاد.
وبالله التوفيق.