أعاني من عدم الخشوع في الصلاة، هل لذلك علاقة بالمس أو العين؟
2015-06-04 00:54:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أعاني من مشكلة كبيرة جدا بالنسبة لي، أنا شاب في عمر 21 عاما، الحمد لله ملتزم، حتى أني أحيانا أصوم الاثنين والخميس.
أعاني فقط من عدم الخشوع في الصلاة جماعة كانت أم مفردة، وأحيانا أضطر إلى أن أعيد صلاة الفجر خصوصا إذا نمت عنها، وصليتها في البيت، حتى أني بعد أن أفرغ لا أتذكر أني صليت بأي سورة، وأضطر لإعادتها. هل لهذا علاقة بالمس أو العين؟ وكيف يكون العلاج؟
ودمت، ودام خيركم، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبي عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك –أيهَا الأخ الكريم– في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لنا ولك الإعانة على ذكره وشكره وحسن عبادته، ونشكر لك حسن ثنائك ودعائك.
وأما ما ذكرته –أيهَا الحبيبُ– من شأن الخشوع في صلاتك، فاعلم –بارك الله فيك– أن للخشوع أسبابًا ينبغي الأخذ بها والاستعانة بالله سبحانه وتعالى على أداء هذه الصلاة على الوجه الأكمل والأتم، ومن تلك الأسباب: أن يقضي الإنسان حاجاته قبل صلاته؛ حتى لا يدخل صلاته وهو منشغل القلب بشيءٍ ما، ولذلك وردتْ السُّنَّة بالنهي عن الصلاة حال مدافعة الأخبثين، وجاءت السُّنَّة بالإرشاد إلى تقديم الأكل على الصلاة إذا حضر الأكل والنفس تتوق إليه.
ومن أسباب الخشوع أيضًا: أن يُزيل المصلي المُلهيات والمُشغلات التي قد تشغله أثناء صلاته، كالألوان والنقوش على الأرض التي يُصلي عليها –أعني على الفُرش– أو أمامه على الجُدران، أو نحو ذلك.
ومن أسباب الخشوع: أن يُكثر التفكُّر والتأمُّل في معاني الكلمات التي يقولها في صلاته، وفي حِكَمِ الأفعال التي يؤدِّيها في هذه الصلاة، من التواضع لله تعالى بالركوع والتأدُّب في الوقوف بين يديه حال وضع اليمين على الشمال في الصلاة، وتعظيمه سبحانه وتعالى، والانطراح بين يديه حال السجود، وتدبُّر الكلمات التي يقولها من قُرآنٍ وأذكارٍ، ففي الصلاة شُغل كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وننصحك –أيهَا الحبيبُ– بأن تقرأ مطوية صغيرة عنوانها (ثلاثة وثلاثون سببًا للخشوع في الصلاة) وهي متوفرة على الإنترنت للشيخ محمد المُنجّد، فقد جمع فيها الأسباب التي أرشدتْ إليها الشريعة لتحقيق الخشوع.
لا ننصحك بأن تُعيد الصلاة من أجل الخشوع، وإن كان بعض العلماء قد قال بإعادتها لأجل الخشوع، لكن الذي عليه الأكثرون أنها لا تُعاد لذلك؛ لأن هذا يؤدي إلى إعادتها ثانيةً وثالثةً، وهكذا. ولكن جاهد نفسك على أن تؤديَ هذه الصلاة على أتمِّ الوجوه وأقرب إلى ذلك، فسدد وقارب، ولا نظنَّ أن ما تعانيه إنما هو بسبب المسِّ أو نحو ذلك، وننصحك بأن لا تفتح على نفسك هذا الباب، فكثيرٌ من الناس يُبالغ، فكلما أصيبَ بشيءٍ نسبه إلى المسِّ أو العين، ونحن ننصحك ألا تفعل ذلك.
تحصَّن بالأذكار الشرعية في صباحك ومسائك، وعند نومك ويقظتك، وعند دخول الخلاء والخروج منه، وأكثر من ذكر الله تعالى عمومًا، واقرأ القرآن، فإن هذا شفاء -بإذن الله تعالى- من الأدواء والأمراض، وثق بالله تعالى، وأحسن التوكل عليه، وستجد حالتك تتحسَّن بإذن اللهِ.
أرشدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه مسلم إلى ما يفعله المُصلي إذا غلبه الشيطان على صلاته ولبَّسها عليه، فقد جاء في صحيح مسلم أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، يلبسها عليَّ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ذاك شيطان يُقال له خِنْزَب، فإذا أحسَسْتَه فتعوَّذ بالله منه، واتْفُل على يسارك ثلاثًا) قال عثمان: ففعلتُ ذلك فأذهبه الله عني.
فهذا من جُملة الهدي النبوي ممَّا تحتاجه أنت –أيهَا الحبيبُ– إذا أكثر الشيطان عليك بالوساوس ولبَّسَ عليك الصلاة، فتعوذ بالله منه، قل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) واتْفُل على يسارك ثلاثًا، وسيُذهبه الله تعالى عنك.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.