أريد إرشاداتكم في معاملة ابنتي الكبرى
2004-09-22 12:57:31 | إسلام ويب
السؤال:
Assalamulaikum wr wb، I apologise for writing in english but please reply back in arabic.
When i was pregnent with my first child i was having problems and not stable emotionly، That had an impact on my daughter and my relationship with her، Ever since i Am trying to brindge the gap، Today i have 3 Girls، Yet the feeling to the first one is not harmonious like the other two please help me by the will of allah. becasue i do not want my relationship to be with my daughter like it was between me and my mum . because harshness and strict manners in raising the childern is something in our family، But not in my husbands، So my eldest love her father\'s side and not my side، Even though i am doing my best with the girls...but some hints will inshaallah help me
Jazakum allahu khairan
=============================
عندما حملت في ابنتي الكبرى كانت لديّ بعض المشكلات، ولم أكن مستقرة عاطفياً وقد أثّر ذلك على ابنتي وعلى علاقتي معها، ولكنني أحاول من وقتها معالجة الأمر، والآن صار عندي ثلاث بنات ولكن شعوري نحو البنت الكبرى مضطربة ويختلف عن شعوري نحو البنتين الصغيرتين.
أرجو مساعدتكم إذ لا أريد أن تكون علاقتي بابنتي كتلك العلاقة التي كانت بيني وبين أمي؛ حيث أن العنف والتزمت في تربية الأبناء موجود في عائلتي بخلاف عائلة زوجي. ولذا فابنتي الكبرى تحب أقارب أبيها ولا تحب أقاربي رغم أنني أبذل قصارى جهدي في تربية بناتي.
إنني في حاجة إلى إرشاداتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ UMMSHADEN حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والذرية، وأن يرزقنا السداد والرشاد، وأن يجعل لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين.
لا شك أن المشكلات التي تعترض مسيرة الحياة الزوجية تؤثر سلباً على الأبناء، إذا لم نعالجها بعيداً عن سمعهم وبصرهم، ولذا جعلت الشريعة البيوت تقوم على المودة والرحمة، والرمال المتحركة لا تُنبت شجراً، ولا تخرج ثمراً، وقد وصت الشريعة بالمرأة خيراً، وخففت عليها التكاليف، خاصةً في فترة الحيض والحمل؛ وذلك لما يحصل لها من تغيرات وأزمات نفسية.
وقد ثبت أن الطفل يتأثر بمزاج أمه وهو في بطنها، فيسعد لفرحها ويضطرب لانزعاجها وغضبها، ويعرف الطفل وهو في بطن أمه إن كانت الأم سعيدة به أو غير راغبة فيه، ويعبر عن ذلك بالتمرد المبكر، وكثرة البكاء، والعناد، والعصبية، ورفض لبن الأم، إلى غير ذلك من التصرفات التي تشعرين ببعضها، وتُعانين من آثارها، ولكن بعد تقوى الله أوصيك بما يلي:
1- زيادة جرعات العاطفة والاهتمام بالبنت الكبرى، فإن الكلمة الطيبة واللمسة الحانية لها آثارها العظيمة.
2- عليكِ بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ...) والعدل مطلوبٌ في كل شيء، حتى في البسمة والقبلة والنظرة.
3- على الوالد أن يذكر هذه الفتاة بضرورة الاحترام والطاعة لأمها، وهكذا أنتِ أيضاً للأخريات؛ لأن المهمة مشتركة.
4- تجنبي العنف، فإنه يولد مثله، ولا يصلح في تربية البنات؛ حتى لا تعتاد، فيؤثر ذلك على حياتها مستقبلاً.
5- نوصيك بكثرة الدعاء لهذه الفتاة، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وتجنبي الدعاء عليها.
6- شجعي كل بادرة تحسن، واحرصي على ذكر محاسنها أمام الأهل، والثناء عليها، وتجنبي الشكوى منها أمامهم، ولا تعلني عجزك ويأسك من إصلاحها.
7- تذكري أن جرح الجسد عمره أيام وأشهر، لكن جراح الروح والمشاعر يستمر أثرها ما دامت الحياة.
8- اطلبي من أخواتها احترامها وتوقيرها؛ فهي الكبرى.
9- إذا كانت الوالدة حية، فاطلبي منها العفو والدعاء؛ لأن الإنسان يجني ثمار العقوق في الدنيا، ونسأل الله أن يرزقك عفوها وبرها.
10- العنف والتزمت لا ينفع في هذا الزمان، ونحن يجب أن نربي أبنائنا لزمان غير زماننا.
11- كوني قدوةً حسنة لأولادك، فكما قال معاوية رضي الله عنه لمؤدب أولاده: (ليكن أول ما تبدأ به تأديب أبنائي تأديب نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينيك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت).
ولست أدري كم عمر هذه الفتاة، ولكن يظهر لي أنها صغيرة، والأمل في إصلاحها بإذن الله كبير، وعلينا أن نلاعب أبناءنا سبعاً، ونؤدبهم سبعاً، ونصحبهم سبعاً، فإذا أصحبت الفتاة في عمر (15) سنة فالصواب أن تتخذها الأم صاحبة ومستشارة لها، تحترم رأيها وتراعي مشاعرها.
وتذكري أن البنت ليست كالولد، فهي تحتاج لجرعات كبيرة من العواطف، حتى في كبرها؛ لتعصمها من الانحراف والبحث عن العاطفة في مكانٍ آخر، وقد ثبت أن الفتاة تعيش بطريقة تمازج فيها بين دلع الطفولة، والعناد والرغبة في فرض شخصية الكبار، والأم الناجحة تراعي الجانبين، فمن الخطأ أن نقول للفتاة أنت كبيرة، ولا داعي للدلع (الدلال)، ومن الخطأ أن نتدخل في كل صغيرة وكبيرة من أمورها، فكوني مرنةً معها وأعطيها الثقة، واحرصي على متابعتها دون أن تشعر، وذلك بدافع الحرص عليها، ولكن ليس بطريقة التحقيقات المملة، بل بطريقة المكاشفة والملاطفة، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الذرية.
والله ولي الهداية والتوفيق.