أبكي ندما إذ فرطت في فتاة أحببتها... فماذا أفعل؟
2015-06-02 04:38:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
كنت أحب فتاة، إذا قلت لحد الجنون يكون قليلا، وهي تحبني، ولكن أعلم بأني ما زلت طالبا جامعيا، ولا أستطيع خطبتها الآن، أو خلال سنة أو سنتين، وهي أكبر مني بسنتين تقريبا، يعني من الصعب أن تنتظرني خمس سنوات أو أكثر.
فأنا قلت لها بأني لا أستطيع خطبتها، وذكرت الأسباب، ومنها أني لم أنتهِ من الدراسة، وليس لدي عمل، ولا أملك منزلا.. إلخ؛ لذلك لا أريد أن تنتظرني سنين، وممكن في الأخير لا أجد عملا، أو لا أكوِّن نفسي؛ فأظلمها، وقد لا تأتيها فرصة للزواج، وهي اقتنعت بكلامي بصعوبة.
بعد أشهر قليلة تقدم لها شخص، ووافقت وخُطبت، وأنا أصبحت شبه ميت ويائس من الحياة، والدموع لا تفارق وجهي؛ لأني أحسست بالندم لأني فرطت بالفتاة التي أحبها، والآن كل ليلة أبكي كالطفل عليها، ولا أعرف ماذا أفعل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عابر سبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ويصلح الأحوال، ونسأل الله أن يعمر قلبك بحبه سبحانه، ويحقق لك الآمال.
لعل في الذي حدث الخير الكثير، فاحمد ربك القدير، وتب إليه مما حصل من تجاوز، ونبشرك بأنه تواب رحيم، ونتمنى أن تنظر إلى الجانب الآخر لترى نعمة الله عليك، فالفتاة أكبر منك بسنتين، وهذا مما لا يقبل عند العائلة، أيضا الفتاة غير منضبطة في علاقاتها، وهذا مما يشوش على مستقبلك واستقرارك، لو أنك تزوجت منها، فكون العلاقة نفسها لم تكن شرعية.
رغم تقديرنا لصعوبة ما تجد إلا أن الأصعب كان في انتظارك إذا تماديت، ولم تنتبه وتعود إلى الصواب، فالعلاقات العاطفية قبل الزواج وخارج الأطر الشرعية؛ تهيئ لقاعدة الشكوك والفشل، وكيف يأمن الرجل على من كانت تكلمه وتتواصل معه في الخفاء، والعجيب أن الشيطان الذي يجمعهم على العصيان، هو الشيطان الذي يأتي ليشوش عليهم.
أرجو أن تعلم أن الحياة لا تتوقف لأجل فتاة، وندعوك إلى طي الصفحة تماما، واملأ نفسك باليأس منها، وعمر قلبك بحب الله، واشغل نفسك بما يرضيه، واعلم بأن كل صور التواصل ومستوياتها مرفوضة، وابتعد عن أماكن وجودها، وتخلص من كل ما يذكرك بها.
واعلم أن الشيطان يذكرك بها ليجلب لك الأحزان، فتعوذ بالله من شره، وعامله بنقيض قصده، واستحضر عقلك، واستجمع قواك، وتوكل على ربك ومولاك، واعلم بأن الصالحات كثيرات، ولا تقبل إلا بصاحبة الدين من الأبكار الصغيرات، اللائي لا تعرف الواحدة منهن سوى زوجها وحبيبها.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يهديك ويصبرك ويوفقك.