خوفي من أن أحسد الآخرين أثر علي، فماذا أفعل؟
2015-06-26 07:22:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
مشكلتي أنني أخاف من أن أحسد الآخرين، ومن كثرة ما تتداول هذه الكلمة في محيطي أصبح أي شيء سيء يحصل؛ أحس أنني كنت أنا السبب فيه، أصبحت متوترة جدًا من هذه الظاهرة، وعرقلت مساري الدراسي بشكل كبير، وأصبحت أبتعد عن الجميع خوفًا من إيذائهم.
أعينوني، جزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ imane حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أولاً: أختنا الكريمة: ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ما رواه ابن عباس -رضي الله عنهما- عنه –صلى الله عليه وسلم-أنه قال: (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا). وقال ابن كثير في تفسير الآية: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} [الكهف: 39] عن بعض السلف قولهم: من أعجبه شيء من حاله، أو ولده، أو ماله، فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله). وهذا دليل على أن قول: (ما شاء الله) تقي من الضرر بإذن الله تعالى.
ثانياً: أختنا الكريمة: لا يمكن أن ننسب كل ضرر أو شر إلى العين، فإرادة الله تعالى ومشيئته وقدره فوق كل ذلك. فلا توهمي نفسك وتنسبي الأحداث التي تحدث أمامك أنك سبب فيها؛ لأنه لا يوجد دليل على صحة ذلك، وربما لأنك تأثرت بما يدور حولك في هذا المجال.
ثالثاً: تجاهلي الفكرة تماماً ولا تصدقيها، فربما تكون فكرة وسواسية سيطرت على تفكيرك، فحاولي مواجهتها بمخالطة الناس والتفاعل معهم، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم. وإذا كان الحسد هو تمني زوال نعمة الغير، فكيف يعترض الإنسان على قسمة وعطاء رب العباد لعباده؟ وإذا أعجبك شيء تتمنينه لنفسك؛ قولي: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، واعلمي أن الله تعالى قادر أن يعطيك مثل ذلك بل أكثر منه، هذه المعاني ينبغي أن تواجهي بها الفكرة، ولا تستسلمي لها، بل حقريها، ولا ترتدي الثوب الذي تريدك أن ترتديه؛ فإنه ثوب وهمي.
بارك الله فيك وجعلك من المحسنات.