ضاع ما مضى من عمري مع الاكتئاب، فهل أستطيع التعويض؟

2015-06-15 00:33:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

الدكتور محمد عبد العليم، الله يعطيك العافية.

بعد سنتين تقريبًا من التواصل مع صفحة إسلام ويب، الحمد لله خرجت من حالة الاكتئاب والتوتر والرهاب بنسبة أكثر من 80%، وهذا بفضل الله ثم بفضلكم.

أخذت علاج (زولفت) لمدة عام، وعلاج (اندارال) لمدة شهرين أو ثلاثة، ولكني –بالمجمل- خرجت بفضل الله ثم بفضلكم من كل معاناتي.

الاكتئاب -يا دكتور- أخذ مني وقتًا طويلًا، من قبل استشارتكم ب 4 سنوات، وخلال هذه الفترة توقفت حياتي الدراسية، والآن عمري 28 سنة، وأحاول أن أعوض ما فاتني من تأخير، ولكن مشكلتي أني لا أعرف كيف أرتب أولوياتي؟ ولا من أين أبدأ؟!

أمر آخر -يا دكتور-: أنا أشعر بتعب جسدي وإرهاق، وعندي القولون، فكيف أجدّد نشاطي الجسدي؟ لأني طوال فترة الاكتئاب وأنا أعاني من كسل وخمول، رغم أني الآن مرتاح نفسيًا نوعًا ما، لكني أشعر أني جسديًا كأني كهل!

تقبلوا حبي واحترامي.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أنا أعتقد أنني مطمئنٌّ تمامًا أنك بخير؛ لأن مستوى تفكيرك هو تفكير إيجابي، أنت ترى أنك قد ضاع منك بعض الزمن، وتريد أن تُعوِّض ذلك، وأنا أقول لك: لا تيأس على ما مضى أبدًا، ظرفك كان مُقدَّرًا، والاكتئاب بالفعل يُعطِّل الإنسان نفسيًا واجتماعيًا وفكريًا ووجدانيًا، وفيما يتعلق بالدراسة كذلك.

الآن –أخِي الفاضل– اعْقِد النيَّة، وضع الآليات التي تُوصلك إلى أهدافك، وحُسْنُ إدارة الوقت هو المطلوب، لا مساومة، لا تردُّد، لا تقاعس، هذه يجب أن تكون شعاراتك، ويجب أن تكون هي آلياتك من أجل أن تصل -إن شاء الله تعالى- إلى ما تبتغيه.

أيها الفاضل الكريم: عمْر الإنسان يجب أن يقضيه بالصورة التي يكون فيها نافعًا لنفسه ولغيره، وإن وضعت ذلك هدفًا لك، فسوف تُنجز، لا تستسلم أبدًا للمشاعر المثبطة أو المشاعر السلبية أو الأفكار غير الراشدة، وسخِّر دائمًا النشاط الفعلي، النشاط العملي، وهذا سوف يُغيِّر مشاعرك، وسوف يُغيِّر أفكارك، وهذا في حدِّ ذاته هو ما أريده لك، يعني أن تُصِرَّ على الإنجاز.

أنا أعتقد أنك في حاجة لممارسة الرياضة، الرياضة ثبت الآن علميًا أنها تزيل الإرهاق الجسدي، تزيل الإرهاق النفسي، تُجدد الطاقات الجسدية، تُجدد الطاقات النفسية، وتجعل الإنسان -إن شاء الله تعالى- في حالةٍ من الحيوية التامة.

خذ الأمر بجدِّيَّةٍ، ومارس الرياضة بصورة صحيحة، وإن كنت لا تستطيع أن تُمارسها لوحدك، فاذهب إلى أحد الأندية المتخصصة؛ لأن الالتزام في هذا الأمر هو الذي يُحدد درجة استفادتك منه، والرياضة أثرها تراكمي، يعني لا يبدأ الإنسان ثم يتقاعس، لا بد من الاستمرارية لتتحصَّل على الفائدة التراكمية، هذا مُهمٌّ جدًّا.

بالنسبة لموضوع المستقبل والدراسة: أيها الفاضل الكريم، خطِّط، وضع لنفسك برنامج تنضمُّ من خلاله إلى أحد المرافق الدراسية، الآن -الحمد لله تعالى– أصبحت المرافق الدراسية كثيرة جدًّا، التخصصات كثيرة جدًّا، وليست مرتبطة بالعمر أبدًا، ودائمًا تُوجد وسائل لاختصار المسافات ولاختصار الزمن.

أنا سعيد جدًّا أن نيَّتك وتفكيرك يتماشى تمامًا مع التفكير الإيجابي، وهذا هو الذي أريده لك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net