أحس أني فاشل وفاقد الثقة في نفسي، فماذا أفعل؟
2015-07-05 02:00:45 | إسلام ويب
السؤال:
أنا عمري 35 عامًا، جامعي، ومتزوج، ولدي أولاد.
مشكلتي تبدأ وأنا صغير، فلست أعلم ماذا أريد أن أكون؟ وليس لدي هدف محدد أسعى له، فمثلي مثل شباب كثير، حتى بعد تخرجي من الجامعة، فالحياة والظروف هي التي تسيرني رغمًا عني! بدأت الحياة العملية بالفعل، وهي من المهن الحرة المحترمة، وكنت أحس أن زملائي أفضل مني في العمل نفسه، ومرت السنين على هذا الحال، وسافرت إلى الخارج للعمل، وكنت وما زلت أعاني من صعوبة في التعامل مع الناس، أحس أن الناس لا تقدرني ولا تحترمني، ولو بتصرفات سلبية.
بحثت في نفسي: هل أنا مقصر في العمل؟ هل أنا أسيء لأحد؟ أجد الإجابة: لا، بل أنا أظلم نفسي أحيانًا كثيرة في سبيل الآخرين، ولا أحد يفهم ذلك، ولا يقدر ذلك، لدرجة أن أحيانًا كثيرة أجد نفسي سهلًا سهلًا بالمعنى السيء (أقصد أني أكون هشًا عند الناس)، مع أني أستطيع فهم ما يدور حولي جيدًا، وفهم الأشخاص جدًا بشكل صحيح، ولكن لا أستطيع التعامل معهم، فسألت نفسي: لماذا لا أستطيع التعامل معهم؟ فأجد الإجابة: حتى لا يصدر عني لفظ يخلق مشكلة في عملي أو حتى لا يغضب أحد مني، أو خوفًا من جرح شعور الناس.
والمشكلة الكبرى أني أنسى تفاصيل مهمة جدًا متعلقة بالموضوع الذي نتناقش فيه؛ مما يجعلني ضعيف الحجة.
فأنا أحس أني فاشل في عملي بسبب التعامل مع الناس في العمل، فأحس أني ضعيف الشخصية، وفاقد الثقة في نفسي، وإن كنت أتظاهر بغير ذلك، فلا أستطيع مواجهة الناس بالشكل المطلوب، وحتى وإن كان الحق معي؛ فلا أستطيع الكلام ولا التفكير، لدرجة أن الشخص الذي يواجهني ممكن يغلط في شخصي ولا أنتبه، ولا أرد عليه، وبعد الانتهاء من الجدال؛ أبدأ بالتفكير مع نفسي، ألوم نفسي بشدة؛ لأني فاشل، ولا آخذ حقي أو أدافع عن نفسي، ولكن قضي الأمر.
وعندما أحاول التكلم مع الأشخاص؛ أجد نفسي مثل الأخرس، أنسى كل شيء، ولا أستطيع التفكير، فرد فعلي بطيء جدًا، حتى في حقوقي المادية أخجل أن أطالب بها.
ساعدوني في حل المشكلة، فأنا مدمر نفسيًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أخي الكريم: المشكلة التي تعاني منها ربما ترجع إلى ضعف الثقة بالنفس، فإذا زادت ثقتك بنفسك؛ تتغير -إن شاء الله- تصرفاتك مع الآخرين إلى الأحسن.
فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب المشكلة؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك والتقييم المتضخم للآخرين، فحاول تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغيّر المقياس أو المعيار الذي تقيّم به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله عزّ وجلّ هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات. فالمظهر الخارجي والوضع الاجتماعي والاقتصادي وغيرها من الأمور الدنيوية ليست هي الأصل الذي يجعلنا نحترم الناس أو نخاف منهم.
لا تحقر -أخي الكريم- من قدراتك وإمكانياتك، فقد يكون ما لديك أفضل وأحسن من ما يمتلكه الآخرون، ونرجو منك عدم تضخيم فكرة الخطأ، وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء، وجلّ من لا يخطئ.
ولا تستعجل في الإجابة على الأسئلة المفاجئة، وحاول إعادة السؤال على السائل بغرض التأكد، ولا تضع نفسك في دور المدافع، بل ضعها في دور المهاجم، وفي المحادثات تعلم كيفية إلقاء الأسئلة، ومارسها أكثر من الإجابة على أسئلة الآخرين. واعلم أن الناس الذين تتحدث معهم لهم عيوب ولهم أخطاء أيضاً.
كذلك حاول تصوّر المواقف قبل حدوثها وضع لك طريقة معينة للقيام بتطبيقها إذا حدثت مثل هذه المواقف. مثلاً إذا سألني أحد عن شيء يخصني سأقوم بالخطوات التالية:
1- أقول له: تفضل، ماذا تريد أو ماذا تقصد؟
2- أسأله وأتأكد من طلبه.
3- أقول له: الأمر قد يحتاج لبحث أو يحتاج لوقت ... وهكذا بالنسبة لبقية المواقف.
وفقك الله وسدد خطاك.