طول فترة الخطوبة وآثارها السلبية على العلاقة العاطفية بين الخطيبن
2004-10-07 14:38:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شخص بسيط جداً في حياتي، وحساس، وقد تقدمت إلى خطبة فتاة ـ هي صاحبة أختيـ من سنة، وتمت الخطبة سريعا، وسافرت بعدها بأسبوع إلى البلد الذي أعمل به، وبقيت معها على اتصال بالتلفون، والرسائل.
وكانت بداية تعارفنا أنني كنت بزيارة أهلي ببلدي، ورأيتها في حفل زفاف أخي، وأعجبت بها! وبعدها سافرت، وبقيت أنا وهي على تواصل عن طريق الرسائل فقط قبل الخطوبة، وسافرت إلى بلد أهلي؛ حتى أحضر حفل زفاف أختي، ورأيتها، وكلمتها أنني أريد أن أتقدم إلى خطبتها، وهي متعلمة، ومتدينة، وعلى خلق، وتعمل أيضاً، فوافقت، واستخرت الله، وتمت الخطبة بسرعة فقط، وسافرت.
والآن أنا في بلد، وهي في بلد، ونحن مخطوبان، ولم نكتب الكتاب، أو العقد، ومع مرور الأيام بدأت أشعر أنني تسرعت، والآن لا أشعر بالحب، أو أي مشاعر تجاه خطيبتي بعد سنة خطبة فقط! فهل البعد هو السبب، أم بعض المشاكل التي كانت تحدث خففت مشاعري تجاهها؟ أرشدني، جزاك الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ خلدون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يرزقك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فإن المسلم إذا وجد فتاةً تناسبه واطمأن إلى دينها وأخلاقها، ووجد فيها ما يدعوه إلى نكاحها؛ يحرص على أن تكون العلاقات بعد ذلك شرعية، ويجتهد في إعداد نفسه لإكمال مراسيم الزواج، وخير البر عاجله، والإنسان يحتاج إلى إعفاف نفسه، وتزداد الحاجة إلى الزواج إذا كان الإنسان في بلد آخر بمفرده، ونحن في زمان الفتن والشهوات .
ولا شك أن طول فترة الخطوبة، والبعد عن المخطوبة يؤثر سلباً على العلاقة بين الرجل ومخطوبته، ولكن لابد أن تعرف أن هذه المشاعر السالبة أو هذا الفتور العاطفي سحابة صيف، ولا عبرة بها إذا لم تكن لها أسباب حقيقية واضحة، إما إذا كان مجرد مشاعر ووساوس، فأرجو أن تحترم ذلك الرباط، وتحرص على إتمام مراسيم الزواج، وليس من أخلاق المسلم العبث ببنات المسلمين كما يفعل بعض الشباب، حيث يخطب أحدهم فتاةً وسرعان ما يتركها ليخدع غيرها، وينسى هؤلاء أن الجزاء سوف يكون من جنس العمل، وكلنا لا يرضى أن يحدث هذا لابنته أو لأخته، والمسلم يحب لإخوانه ما يحبه لنفسه، ويكره لهم ما يكرهه لنفسه وأهله، والحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي، وهو الذي يصمد أمام المشاكل والأزمات، ويتحمل فيه كل طرف مسئوليات الحياة الزوجية التي أرادها الإسلام مودةً ورحمة وسكنٌ ولباس وستر، وليس على الحب وحده تُبنى البيوت، ولكن على رباط الإخوة ورعاية الحقوق والخوف من الله، والرغبة في زيادة عدد الموحدين المصلين.
وعليه، فالصواب أن تُعجل بأمر الزواج؛ لأن التأخير يسبب الملل والمشاكل، واجتهد في البعد عن المعاصي والمخالفات، فإن للمعاصي آثارها الخطيرة، وما عند الله من توفيق وسعادة لا يُنال إلا بذكره وطاعته، وعليك بالتوجه إلى الله، واعلم أن التوفيق بيده وحده.
ونوصيك وأنفسنا بتقوى الله، والحرص على غض البصر؛ لأن إطلاق البصر يؤدي إلى الحسرات، ويجعل الإنسان يتطلع في كل يوم إلى امرأةٍ جديدة، وإذا لم يحفظ الإنسان بصره أتعبته المناظر، وترَك الحلال -والعياذ بالله-.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.