أختي تشكو من الخوف والقلق بسبب وقوع المدفأة، أريد العلاج المناسب لها

2015-06-18 04:53:54 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم أتمنى أن تكون بألف خير -إن شاء الله-.
عندي أخت تبلغ من العمر 37 عاماً، متزوجة، ولديها 4 أطفال، بدأت حالتها السيئة عندما كانت جالسة في بيت أهل زوجها، وكانت تاركة أولادها في بيتها في الطابق العلوي في فصل الشتاء، وفجأة سمعت صراخ أولادها فذهبت مسرعة إليهم وتفاجأت أن المدفأة قد وقعت على الأرض محدثة حريقا في السجاد، وعندما رأت هذا الوضع شعرت بخوف كبير وصرخت وتوقفت عن الكلام لمدة ساعة (مربوطة اللسان)، وبعد مرور سنتين من هذا الحادث بدأت أختي تشتكي من حالة غريبة، وهي: تبدأ بضيق في الصدر، والشعور بالاستفراغ، وخدران في اليدين والرجلين، ومن ثم يبدأ جميع جسمها يرجف بقوة لمدة بين 5 إلى 7 دقائق، وعندما تهدأ حالتها وتتوقف الرجفة يحدث لها ارتخاء وسخونة في الجسم.

هذه الحالة كانت تأتي من مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، واستمرت لمده شهرين، وبعد ذلك خفت وأصبحت تأتي مرة يوميا أو مرة يوما بعد يوم.

الرجاء يا والدي الفاضل أن توضح لنا حالتها، وأن تصف لها العلاج المناسب بحيث يكون سعره ليس غاليا لسوء الحالة المادية لهذه الأسرة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فدوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب وفي شخصي الضعيف، وأهنئك بقدوم شهر رمضان المبارك، أسأل الله تعالى أن يجعله لنا مغفرة ورحمةً وعتقا من النار، وتقبَّل الله طاعتكم.

أيتها الفاضلة الكريمة: ما مرَّ بأختك ليس بالأمر السهل من الناحية النفسية، فلذة أكبادها، فجأة حدث ما حدث من حريقٍ في السجاد، وهذا قطعًا من الناحية النفسية يُعتبر حدثًا ضخمًا جدًّا، الحمدُ لله على سلامتهم وأن شيئًا لم يحدث.

الذي حدث لأختك بعد ذلك نُسميه بُعصاب ما بعد الصدمة، أو عُصاب ما بعد الكارثة، وهو يظهر في شكل قلقٍ وتوتراتٍ، واستعادة ذكريات بصورة مؤلمة جدًّا حتى وإن لم تتحدَّث عنها، أي ذكريات ما حدث.

إذًا هناك ربط وثيق جدًّا بين التجربة النفسية السابقة وما يحدث لأختك الآن، وكما تُلاحظين أن الأعراض بدأت تِخفُّ نسبيًا – بفضل الله تعالى – وهذا هو التاريخ الطبيعي التطوري لعُصاب ما بعد الكارثة أو ما بعد الصدمة، أي أن الأمر يتلاشى مع مرور الزمن حتى يختفي.

أعتقد أن كل المطلوب هو أن تُطمئني أختك الفاضلة، وأن تجعلوها تتذكر أنه بفضل من الله تعالى قد كُتبتْ السلامة لأبنائها، وشجُّعوها لأن لا تنزعج لما حدث، وأن تنظر للحياة بأملٍ ورجاءٍ، وأن تُكثر من الدعاء، هذا فيه خيرٌ كثيرٌ لها.

وفي ذات الوقت شجعوها أيضًا أن تُعبِّر عن مشاعرها، ألا تكتم، في كل الأمور الحياتية، التفريغ النفسي دائمًا وسيلة عظيمة جدًّا لفتح محابس النفس السلبية، وهذا يجعلنا نحسُّ بالراحة، ويجعلنا نتقبل حتى الصعوبات الحياتية بشكل من العقلانية والاستعداد لوضع الحلول المناسبة.

أيتها الفاضلة الكريمة: يمكن لأختك أن تتناول دواءً بسيطًا جدًّا، هو مضاد للقلق في الأصل ويُساعد في هذه الحالات، وهو زهيد الثمن ومتوفِّرٌ في الأردن، الدواء تنتجه شركة (لون بك) الدنماركية، ويُسمى (ديناكسيت) أريدها أن تتناول حبة واحدة منه يوميًا لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، ثم تتوقف عن تناوله.

وأيضًا أختك إن تدرَّبتْ على تمارين الاسترخاء والتي أشرنا إليها في استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) أعتقد أن ذلك سيكون مفيدًا جدًّا لها.

نحن الآن قطعًا في موسم الخيرات، فنرجو أن ننهل منه، ونسأل الله تعالى أن يكتب لنا ولكم الثواب، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net