لا يأس من رحمة الله مهما بلغت الذنوب
2015-07-12 05:45:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا بعمر ٢٢ سنة، منذ يومين قمت بالعادة السرية قبل موعد السحور بساعتين، يعني في الثلث الأخير من الليل، في اليوم التالي قررت ألا أفعلها، وتذكرت الحديث الذي يقول: (إن الله ينزل في الثلث الأخير من الليل فيقول: هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له...), فظننت أن الله سينزع رحمته عني، لأنه بينما كان يقول ذلك كنت أفعل المعصية، وأتجاهل ما يقوله.
أصبحت تلك الفكرة راسخة في ذهني، فكلما حدث لي شيء سيء في حياتي أو حتى أقوم بشيء ما فلا يأتيني النجاح المتوقع، وتأتي في رأسي تلك الفكرة، أن هذا بسبب أن الله نزع رحمته من حياتي.
أنا أظن أن هذا غير صحيح، ولكن إتيان تلك الفكرة في الأوقات السيئة في حياتي يربكني، وتلك الوساوس المتعلقة بالعادة السرية تحدث معي كثيراً، ولكن بأشكال مختلفة، وهذه إحداها، فلا أعلم هل أتجاهلها ومع الوقت ستختفي أو ماذا أفعل؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرجباً بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ويتوب عليك، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
ننصحك بأن تجدد التوبة كلما ذكرك الشيطان بأعمالك وأفعالك، حتى يكون الشيطان هو المخذول، واشغل نفسك بطاعة الله، واتبع الرسول، وثق بأن الله يمهل ويستر ويرحم، بل ويعطي من يؤمن ومن يكفر، وعليك أن تسارع لتدخل نفسك في رحمة الرحيم، واعلم أنه سبحانه لم يسم نفسه تواباً إلا ليتوب علينا ولم يسم نفسه رحيماً إلا ليرحمنا، وهو القائل عن نفسه (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى).
لا شك أن الابتعاد عن المعاصي خير من معالجة التوبة، وهذا الشعور ينبغي أن يلازمنا جميعاً، والمؤمن يخاف من المعصية، وإن كانت صغيرة، لأنه يستحضر عظمة من يعصيه، بخلاف المنافق فهو الذي يستهين بالمعاصي.
أرجو أن يعلم الجميع أن ربنا غفار، يتجاوز ويستر، ولكن إذا لبس العاصي للمعصية لبوسها، وبارز الله بالعصيان فإن الله يهتك ويخذل ويفضح، (فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)، وإذا وقعت في خطيئة فعجل بالتوبة ثم بالحسنات الماحية، والحسنات يذهبن السيئات.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالبعد عن معاصيه، واطرد الوساوس بتجديد التوبة وكثرة الاستغفار، ثم أحيانا بالإهمال وعدم التوقف والتحسر والسلبية، لأن هذا ما يريده الشيطان، ليوصلك إلى اليأس من رحمة الرحيم، وإلى الإحباط المقعد عن العمل، وإلى الانطباع السيء عن النفس حتى يسد عليك طرق الأمل، فعامل عدوك الشيطان بنقيض قصده وتجاهل وساوسه.
سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.