معتادة على شرب الماء أثناء الطعام..هل في ذلك ضرر؟
2024-01-27 23:37:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عادة أشرب الماء أثناء تناول الطعام، فهل من ضرر في ذلك؟ وكم من الوقت أنتظر حتى أشرب أو أتناول السوائل؟ لأني أخاف من التخمة، وظهور البطن، وأريد الاستفادة من القيمة الغذائية من الأكل الذي أتناوله.
اعتدت على تناول الطعام وأنا أمشي، مهما كان نوع الطعام، موزة، وجبة دسمة، فاكهة، حتى وإن تناولت الطعام جالسة بمجرد الانتهاء منه أبدأ في المشي في حديقة المنزل، فهل من ضرر في ذلك؟ وهل جسمي يستفيد من القيمة الغذائية مع طبيعتي هذه؟
جسمي متناسق، وكل ما أريده هو إنزال كيلوين من وزني، وأعاني من وجود كرش صغير، فأيهما أفضل: ممارسة تمارين سويدية في البيت أم الذهاب إلى نادي رياضي؟ وكم من الوقت الذي تنصحونني به في ممارسة الرياضة السويدية؟
هل فعلًا بعد نصف ساعة من التمارين يبدأ الجسم في حرق السعرات الحرارية، ولا فائدة قبل تلك المدة؟ وما هو الوقت المناسب لممارسة الرياضة؟ وكم من الوقت قبل وبعد ممارسة الرياضة أتوقف فيه عن تناول الطعام، ليستفيد الجسم من الرياضة؟
أشعر بأن بطني ينتفخ عندما أكون متضايقة أو أغضب، أو أكون مشغولة في العمل، فأشعر أنني أتنفس بطريقة غريبة، يصاحبها قلق، فما تفسير هذه الحالة؟ وكيف أتخلص منها؟ وأشكر لكم كل إجاباتكم الموقرة التي ترشد العقل والقلب إلى الصواب، بوركتم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يحتوي جسم الإنسان على كمية من الماء تزيد على الثلثين من وزنه، فحوالي سبعين بالمائة (70%) من الدماغ يتكون من الماء، وتسعين بالمائة (90%) من الرئتين تتكونان من الماء، وشرب الماء ضرورة لحيوية الخلايا وسلامة البشرة، وللتخلص من السموم والمواد الضارة في الجسم، إلَّا أنه في أثناء تناول الطعام قد يؤدي إلى عُسْر الهضم، ومراحل هضم الطعام تبدأ بالفم مع المضغ الجيد، وبعض الأنزيمات التي تهضم النشويات جزئيًا في الفم، ثم في المعدة، ثم في الأمعاء الرفيعة، وشرب الماء أثناء الطعام قد يؤثر في تركيبة وتركيز الأنزيمات الهاضمة، مما يؤدي إلى عسر الهضم والانتفاخ، ولذلك يوصى بشرب الماء على الأقل قبل 30 دقيقة من الأكل، أو بعده بحوالي 30 دقيقة، وفي حال العطش والرغبة في شرب الماء، يمكن تناول بعضه وبكميات قليلة أثناء الطعام.
والأصل في تناول الطعام والشراب الاعتدال في ذلك، فقد قال (ﷺ): «مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ. بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ».
والأصل كذلك في تناول الطعام هو الجلوس لتناوله، وهذا هو الهدي النبوي، وكان عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنه- غلامًا صغيرًا تربى عند النبي (ﷺ)، وذات يوم جلس يأكل مع النبي (ﷺ)، وَكَانَتْ يَده تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، يعني لا يأكل من أمامه، ولا يتأدب بآداب الطعام، فقال له النبي (ﷺ): «يَا غُلَامُ، سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» قال عمر: (فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ) متفق عليه.
ونزول 2 كجم من أسهل ما يكون لو تخلصنا من بعض السعرات الحرارية الزائدة، مثل السكر من العصائر أو المشروبات الساخنة، ومن بعض الأرز أو المكرونة لعدة أيام، ومن بعض الدهون في الطعام، ونكتفي بالخضروات المسلوقة بدون دهن أو زيت، مع إجراء التمارين الرياضة التي تفيد في تحسن اللياقة البدنية وتقوية العضلات.
والمشي وممارسة التمارين الرياضية لأكثر من نصف ساعة يساعد في حرق الدهون، وأقل من ذلك قد لا يحرق المزيد من السعرات الحرارية، ولكن يفيد الجسم ويحسن اللياقة البدنية.
وانتفاخ البطن وارد مع التعصب والانفعال؛ لأن القولون العصبي وما يصاحبه من انتفاخ يرتبط بالتوابل الحارة والوجبات الدسمة، وحالة الانفعال والتوتر التي تصاحب الإنسان، ويمكنك تناول مشروب ساخن من خليط مكون من مطحون (الكمون، والشمر، والينسون، والكراوية، والهيل، وإكليل الجبل، والقرفة/ والنعناع)، ويمكن إضافة الخليط إلى السلطات والخضار المطبوخة، مع زيت الزيتون، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص إن شاء الله.
وفقك الله لما فيه الخير.