عند الذهاب لأي مكان أو الخروج مع أحد يأتيني خوف وأعراض أخرى
2015-08-02 05:44:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شخص عمري 22 سنة، وأعاني من القلق المستمر، والتوتر والخوف المصاحب للقلق، علماً أنها لم تكن موجودة، وأصابتني قبل سنتين أو ثلاث، وكانت الأعراض خفيفة جدا، والآن زادت.
ما أعاني منه الآن: قلق من كل شيء مصحوب بالخوف، كنت أخرج وأذهب مع الناس وأنا طبيعي جداً، لكن كانت الأعراض خفيفة، يعني غثيان، وأسيطر على وضعي، وأستمر بالذهاب، أما الآن لا أقدر أن أذهب لأي مكان، وذلك بسبب القلق.
الحالة تصيبني عند الذهاب لأي مكان، أو الجلوس مع أحد غريب لوحدي، أو الذهاب معه، وتصيبني عند الذهاب مع الناس المقربة جداً لي داخل المنطقة التي أعيش بها أو خارجها.
الأعراض التي تصيبني عند الذهاب:
1- ضربات القلب تزيد.
2- أتثاءب كثيرا وأشعر بالنعاس.
3- الشعور بالغثيان.
4- عدم القدرة على فتح العين.
5- الدوخة والتقيؤ.
6- النوم.
7- التجشؤ.
8- الذهاب لدورة المياه -أكرمكم الله-.
الأعراض التي تصيبني عند الانتظار، فمثلا الذهاب لخارج منطقتي، أو أي شيء فيه انتظار مثل النتيجة، هي نفس الأعراض السابقة، بالإضافة إلى عدم النوم –الأرق-.
علماً أن الحالة أصابتني منذُ ثلاث سنين، لكن هذه الفترة ازدادت بشدة لدرجة عدم القدرة على الذهاب خارج المنزل لا مع أقرب الناس لي، ولا مع الغريب.
علماً أني أضغطُ على نفسي، وأذهب مع الغريب والقريب لأي مكان يتعبني، والجلوس معهم؛ لكي أتحسن، ولكن لم أتحسن أبدا، بل ازدادت معي الحالة، فما الحل؟
تعبت جداً، وأتمنى طريقة للتخلص من هذه الحالة من دون أدوية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كل الأعراض التي ذكرتها من غثيان، وآلام في المعدة، وتجشؤ، وخفقان في القلب، هي أعراض من أعراض القلق والتوتر النفسي، وذكرتَ أنها تحدث بدرجة أكبر عند الخروج من المنزل والذهاب إلى خارجه، وتطورتْ بعد أن كانت تحدث عند الذهاب أو التحدث مع الأغراب فقط، الآن صارتْ تحدث مع الأقرباء والقريبين منك أيضًا، فهي أعراض قلق وتوتر نفسي ومخاوف مصاحبة لما يُعرف بالـ (فوبيا) أو (رهاب الساحة) أو (رهاب الخروج من المنزل).
واضح من الأعراض التي تعاني منها والمدة التي ظلَّت هذه الأعراض معك، ولكن كنت أريد أن أعرف أشياء أخرى عن درجة الإعاقة التي سبَّبتها لك هذه الأعراض، وما هي طبيعة عملك؟ هل أنت ما زلت تدرس وعمرك الآن اثنان وعشرون سنة؟ وفي أي مرحلة؟ وهل سبَّبت لك هذه الأعراض أن تترك الدراسة؟ أم أنك مواصل في دراستك أو عملك؟ لأن هذا ضروري في تقييم الآثار المترتبة لهذه الأعراض ودرجة الإعاقة المترتبة عنها.
العلاج عادة يستحسن أن يكون علاجًا دوائيًا ونفسيًا، وتُعطى عادةً الأدوية التي تزيد نسبة (السيروتونين) في الدم، وهي أدوية معروفة ولا تؤدي إلى الإدمان، ولكن نزولاً عند رغبتك وأنك لا تريد أن تتناول أدوية فإذًا العلاج الآن المتاح لهذه الحالة هو ما يُعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، ولكن في حالتك يجب أن يكون تحت إشراف معالج ومتخصص كفؤ، وعلى دراية واسعة بهذا النوع من العلاج؛ لأنه يتطلب مراحل مُحددة، وقيادتك لفترة معينة، حتى تتخلص من هذه الأعراض تدريجيًا بالتدرُّج، وحتى تختفي الأعراض وتعود تعيش حياة طبيعية، ومهما وصفته لك لا يمكن أن تُطبقه بنفسك، لأن هذا يتطلب تطبيقًا عمليًا بالخروج المتدرِّج المنضبط من المنزل بدرجة معينة مع جلسات للاسترخاء النفسي، ولذلك أنصحك باللجوء إلى مُعالج نفسي على دراية بهذا العلم في منطقتك.
وفقك الله، وسدَّد خُطاك.