سوء معاملة أستاذتي لي سبب لي القلق والاكتئاب

2015-08-04 01:35:06 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في العشرينات من العمر، مهندس، تخرجت منذ حوالي 6 أشهر، أعاني من أرق واضطرابات في النوم في غالب الأحيان، منذ حوالي السنة٬ وأثناء أطروحة تخرجي عرفت مشاكل عدة مع أستاذتي، إذ كانت تهينني، وتنعتني بالمتسخ؛ مما حز في خاطري، وأحسست بالإهانة والاحتقار، وقلة الحيلة.

علما أنه لم يكن لدي الخيار لاستبدالها بأستاذ آخر، المهم أثناء مدة الأطروحة كنت أعاني من الأرق، وضيق الصدر، والحزن الشديد، وكنت واعيا بأنه ربما قد أصابني اكتئاب، أتناء هذه المدة ازدادت معاناتي، حيث انفصلت عن فتاة كنت أحبها لأنها كانت تخلق المشاكل لننفصل، ومما زاد من معاناتي أنها ارتبطت بشخص آخر؛ فأحسست كذلك بالاحتقار، وعدم الرجولة.

المهم بعدما حصلت على شهادتي زرت طبيبا، فقال لي: عندك اكتئاب، وأعطاني مضاد اكتئاب، ومضاد مخاوف، لكني لم أتناولها؛ لأني سمعت أنها خطيرة، بعدها ذهبت لطبيب آخر، وطالبني بتحاليل كاملة للدم، وقال لي عندك نقص في فيتامين (د) ومكروب هيليكوباكتر بيلوري.

المهم تناولت الأدوية، وأكملت تناولها في 17/06/2015، ما زلت أعاني مع المرض رغم أني أقوم بالرياضة، والصبر، وكلما أوتيت من قوة.

أريد منك دكتور تشخيصا لحالتي، ونصائح، جزاك الله خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عرباوي كمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أن الذي أصابك هي نوبة قلقية حادة أدَّت إلى اضطراب النوم، وكل هذا نتج من عدم قدرتك على التكيف أو التواؤم حين كنت تُقدِّم أطروحتك، والذي يظهر لي أن شخصيتك شخصية لطيفة، ولكنها حسَّاسة، لذا لم تتحمَّل ما جرى، وتحولتْ التوترات النفسية التي أصابتك إلى توترات عضلية ممَّا أثَّر على عضلات القفص الصدري وجعلك تحسُّ بالضيق في الصدر.

ومشاعرك بالفعل هي مشاعر فيها شيء من الكدر؛ لأنك حقيقةً ربما تكون فسَّرت الأمور بصورة تأويلية سلبية جدًّا، لا أعتقد أن أحدًا حاول أن يحتقرك –أيها الفاضل الكريم– هذا ليس دفاعًا عن الأطراف الأخرى، لكن أستطيع أن أستشفَّ ذلك من رسالتك.

وجود نقص فيتامين (د) هو أمر شائع، وكذلك وجود الـ (هكتوباكتر) كجرثومة تُصيب المعدة، وهذه علاجها سهل جدًّا، وتعويض فيتامين (د) أيضًا أمر سهل جدًّا، فأرجو أن تقوم بذلك، وأريدك أن تعيش حياة صحية: تنام مبكرًا، تعتمد على التوازن الغذائي، تكون إيجابيًا ومتفائلاً، تحرص على عباداتك، وهذا سوف يساعدك تمامًا.

إذًا تشخيص حالتك أنها عدم قدرة على التكيف ظهر في شكل أعراض اكتئابية وقلقية خفيفة، مع شعور بالضجر الداخلي نسبةً لسوء التأويل الذي سيطر على وجدانك.

أيها الفاضل الكريم: إن ذهبت إلى طبيب نفسي أعتقد أن ذلك سوف يفيدك كثيرًا، أنت محتاج لأحد محسِّنات المزاج مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) والذي يسمى تجاريًا (ديروكسات Deroxat) في المغرب، والجرعة التي تحتاجها جرعة صغيرة، هي عشرة مليجراما، تتناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها عشرين مليجرامًا –أي حبة كاملة– ليلاً، وتتناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها عشرة مليجراما ليلاً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجراما يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الديروكسات.

وأرجو أن تدعمه بدواء آخر بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا –أي كبسولة واحدة– لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونحن في أيام الخير والرحمة والبركة والعتق من النار، أسأل الله لك ولنا ولجميع المسلمين المغفرة والرحمة والعتق من النار.

www.islamweb.net