هل هناك علاج للرهاب من ركوب الطائرة؟
2015-08-11 05:42:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم وفي جهودكم.
سؤالي: هل هناك علاج للرهاب من ركوب الطائرة؟ أرجو مساعدتي لحل هذه المشكلة، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرض الرهاب من الأماكن المغلقة متعدد الأشكال، ومنه الرهاب من ركوب الطائرات، أو السيارات، أو المصاعد، ومنه الرهاب من بعض الحيوانات والزواحف، وغير ذلك كثير، وهو خوف ناتج عن وجود الشخص في مكان ضيق أو مغلق. وهو ما ينتج عن القلق والتوتر الشديد؛ نتيجة لارتفاع هرمون الخوف (Adrenaline).
والأعراض الأساسية لهذه الحالة هي الخوف من التقييد، والخوف من الاختناق في الغرف الصغيرة، الغرف المقفلة، أو السيارات. والمصابون بهذا الرهاب لا يخافون بالضرورة من هذه الأماكن بحد ذاتها، بل من ما قد يحصل لهم إذا احتجزوا في هذه الأماكن.
والخوف والقلق المصاحب لهذا المرض يؤدي إلى زيادة هرمون الخوف أو هرمون (أدرينالين) الذي بدوره يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية في الجلد، وهذا يؤدي إلى الشعور بسخونة الوجه حتى في الأجواء البادرة.
وأفضل النتائج لعلاج الرهاب يمكن الحصول عليها من خلال -أولا- التفكير الإيجابي، والتساؤل بين الرابط بين ركوب الطائرة وبين الخطر المتوقع منه، خصوصا وأن ركوب الطائرات من أكثر وسائل النقل أمانا حتى أكثر من ركوب الدراجات، وذلك من خلال أبحاث ميدانية تم إجراؤها بهذا الخصوص، وبالتالي يتم فك الارتباط بين هذه الأماكن وبين الخطر المتوقع منها بمجرد التفكير في الموضوع من باب عقلاني، ويتم ذلك بواسطة التفكير الإيجابي، واستحضار الصور الباعثة على الطمأنينة.
وهناك علاج سلوكي من خلال التعرض المتدرج للمواقف التي تخافها، أو تشعر معها بالخوف والرعشة، وزيادة نبض القلب، مع سخونة الوجه أو الضيق، مثل: الجلوس لفترة أطول في مكان مغلق، أو في السيارة، والتعود على التواجد في المطارات حتى بدون حجز الطائرة، ومحاولة ركوب الألعاب الهوائية في مدن الملاهي؛ للإقلال من الخوف والقلق من ركوب الطائرة الفعلي.
والعلاج الدوائي يتم من خلال بعض أنواع مضادات الاكتئاب مثل بروزاك (prozac 20 mg) مرتين يوميا لمدة شهر، ثم مرة واحدة يوميا لعدة شهور، كما أن حبوب (indral 10 mg) مرتين يوميا تقلل كثيرا من الإحساس بالقلق والخوف، وتؤدي إلى تنظيم ضربات القلب. والتعود على الذكر وتلاوة القرآن، ففي تلاوة القرآن سكينة وطمانينة قلب، وراحة بال، وكلما استشعرت المعاني؛ هدأت نفسك، واستراح بالك، وتيقنت أنه {لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}.
وفقك الله لما فيه الخير.