ما الفرق المناسب بين الزوجين في العمر؟
2015-08-17 03:14:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ما الفرق المناسب بين الزوجين في العمر؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الفقير لعفو ربه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يقدر لنا ولك الخير، ويحقق الآمال.
الحب لا يعرف فوارق الأعمار، ولا يعترف بها، والتلاقي في عالم الزواج بالأرواح، وهي جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، وقد يكون للكبير في السن روح شبابية، والعكس.
ولا شك أن هذه المسألة لها علاقة بالأعراف والعادات، ولها تأثر كبير بالخلل التربوي في المجتمعات، حيث أصبحت مرحلة النضج متأخرة، وأصبحت تكاليف الزواج باهظة، فالشاب يكمل الدراسة الجامعيه في العشرينات، ثم يبدأ رحلة البحث عن وظيفة، والفتاة تكمل دراسته معه، وتبدأ رحلة التهيؤ لوظائف البيت والأمومة، وهذه الأوضاع الحادثة خلطت الأمور.
وإذا كان الإمام الشافعي قد رأى جدة عمرها في العشرين، كما أن الفرق بين عمرو بن العاص وابنه عبد الله كان إحدى عشرة سنة، وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من صفية وعمرها ثمانية عشر عاما، وكان النبي الزوج الثالث لها، وتزوج بعائشة وهي بنت تسع عليه صلاة الله وسلامه، فالفرق بيننا وبينهم كبير.
وهناك جانب آخر لا بد من مراعاته بالنسبة للمرأة، فسنوات الخصوبة عندها محدودة، بخلاف الرجل، ولذلك الأصل أن تكون هي الأصغر سنا، ونستطيع أن نقول: إذا كان الفرق بينهما بين 5 و3 سنوات فإن هذا قد يكون مناسبا، ولو أن الفتاة تزوجت بعد الثانوية من شاب انتهى من الجامعة فهذا قد يكون مناسبا لعصرنا.
وكم تمنينا لو نجحنا في اختصار سنوات التعليم الأساسية لتتزوج الفتاة في سن الخامسة عشر من شاب على أبواب العشرين سنة، وهذا يناسب المدن، أما القرى والأرياف فالنضج والاستعداد لبناء الأسرة يتقدم لكون الحياة بسيطة وغير معقدة.
وإذا نضجت الفتاة وأطاقت الزواج، وأعد الشاب نفسه بما يستطيع؛ فذاك هو الوقت المناسب، وأرجو أن يدرك الجميع أن في الزواج المبكر فوائد عظيمة، ومن واجبنا أن نهيئ الأبناء والبنات، وأن نعدهم لذلك مبكرا؛ حتى يتربى الطفل، ويسعى مع أبيه، ولا ندخل في الإشكالات الحاصلة اليوم، حيث تجد من الآباء من بلغ الخمسين، وابنه الأكبر بين العاشرة والعشرين، وهذا وضع يصعب معه التفاهم والتجانس خاصة في ظل الأمية التربوية المستحكمة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى لو انتبه طلاب الدراسات والمتخصصين والمهتمين من أمثالك لعمل دراسات ميدانية إحصائية، تعاون جهات الاختصاص على وضع الخطط الناجحة لمعالجة الخلل الاجتماعي.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.