بعد التزامي بالصلاة والحجاب أصبت بخوف وفزع وشكوك في العقيدة
2015-08-20 02:07:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من مشكلة الخوف والفزع، والشكوك في العقيدة التي تأتيني بعد استيقاظي من النوم، وللتوضيح أكثر أنا اهتديت للصلاة ولبس الحجاب -والحمد لله- منذ 4 أشهر تقريبا، بعدما كنت مدمنة على سماع الأغاني وتاركة للصلاة، ولم أكن ألبس الحجاب، لكن بعدما اهتديت بحوالي شهرين أصبحت أعاني من حالة الخوف والفزع والشكوك في هذا الكون ووجوده، حتى أحيانا أحس أني في حلم، مع أني يوميا أقرأ عن علاج لحالتي لكني أفشل؛ لأني هذه الحالة تأتيني في الصباح.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zineb حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمدُ لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أنا سعيد جدًّا أن أتلقى هذا الخبر السعيد من شخصك الكريم أنك قد اهتديت إلى صلاتك ولبس الحجاب، وأصبحت أكثر التزامًا، نسأل الله تعالى أن يثبتك ويثبتنا على المحجة البيضاء.
أولاً: هذا التغيُّر العظيم الذي حدث لك لا شك أنه حدثٌ كبير في حياتك، حدث إيجابي، وربما تكونين قد اتخذت أكبر القرارات في حياتك بدخولك في دائرة الإيمان والالتزام بالدين، ولا شك أن الإنسان حين يخطو مثل هذه الخطوة يدخل في تأمُّلات وتفكير وفي تصوِّرٍ، الإنسان ينتقل للحقيقة وينتقل للواقع، وبما أن النفس البشرية في حدِّ ذاتها هشَّة فقد تظهر على الإنسان بعض الأفكار الدخيلة، وهي جزء من التأمُّل الإنساني، لكنها قطعًا تتشعب وتُدخل على النفس بعض الوساوس.
ما يحدث لك الآن من خوف وفزع وشكوك حول عقيدتك هو مجرد وسوسة، وعليك أن تغلقي هذا الباب - باب الشيطان - بأن تُكثري من الاستغفار، وأن تستعيذي بالله تعالى من الشيطان، وأن تجعليه يخنس ويخنس إلى الأبد -بإذنِ الله تعالى-.
وبصفة عامة الفكر الوسواسي - أيًّا كان نوعه - يجب أن يُحقَّر، ويجب ألا تسترسلي في نقاشه، يجب أن تتجنبي تمامًا الخوض في نقاش أمور العقيدة التي تكون فوق طاقة الفكر الإنساني، نحن لا نحجر على عقول الناس، ولا نقول للناس اتبعوا فقط، التأمُّل والتفكُّر والتدبُّر مطلوب، لكن كثيرًا من الأمور المتعلقة بالعقيدة هي فوق عقولنا وفوق حدود إمكانياتنا البشرية.
يا أيتهَا الفاضلة الكريمة قللي تمامًا من هذا الاندفاع الوسواسي من خلال تحقيره تحقيرًا تامًّا، وأيضًا أنصحك حقيقة أن تكوني في صحبة الأخوات الصالحات من النساء، وبعد الله تعالى أن تستعيني بالداعيات، هذا أمرٌ مهمٌ جدًّا، الدعم النفسي والدعم الروحي والدعم الإيماني مهم جدًّا، خاصة حين ينتاب الإنسان شيء من الارتياب والشك والوسوسة، وهي الحالة التي تمرين بها أنت الآن، وأنا متأكد أن شكوككِ حول الكون ووجوده هي مرحلة إيمانية، مرحلة إيمانية طيبة جدًّا، لأنك فيما مضى كنت لا تفكرين حتى في الكون وكيف خُلق وهكذا، الآن أنك دخلت في هذه المرحلة التأمُّلية ممَّا قد يؤدي إلى شيء مما نسميه باضطراب الآنية، يعني الإنسان يحسُّ بالحقائق من بُعدٍ ويحسُّ بشيءٍ من التغرب عنها. فهذه ظواهر عادية جدًّا، ومن خلال ما ذكرته لك -إن شاء الله تعالى- تتخطين هذه المرحلة.
أيتها الفاضلة الكريمة انطلقي في آفاق الحياة، اجعلي لنفسك خططا حياتية مستقبلية، أحسني إدارة وقتك، وكوني دائمًا متفائلة.
أنا أعتقد أنه ربما يكون لديك أيضًا قابلية لشيء من الوساوس أصلاً، لذا تناول دواء بسيط مثل الـ (زيروكسات Seroxat) والذي يعرف باسم (ديروكسات Deroxat) في المغرب، ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) سيكون أمرًا طيبًا جدًّا، ابدئي بنصف حبة يوميًا (عشرة مليجرام) لمدة شهرٍ، ثم اجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر.
وأنا أؤكد لك من جانبي أن هذا الدواء دواء سليم، وليس إدماني أبدًا، وليس له تأثير على الهرمونات النسائية، وبهذا - أيتها الفاضلة الكريمة - أكون قد عرضت لك وجهة نظرنا التشخيصية وكذلك السبل والوسائل العلاجية والتي يجب أن تتكامل مع بعضها البعض حتى تؤدي إلى النتائج المرجوة، وهي التعافي التام.
نسأل الله تعالى لنا ولك ولجميع المسلمين العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.