حياتي أصبحت بدون هدف وأخاف من الأمراض، أفيدوني
2015-08-30 14:32:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع، وأحب أن أقول لكم: إنني من حين لآخر أقرأ استشاراتكم، ولأول مرة أتجرأ على الكتابة لكم.
أنا فتاة اجتماعية عمري 23 سنة، متدينة، أصلي وأحافظ على أذكاري، منذ سنتين حصلت على دبلوم تطوير المعلومات، بحثت عن وظيفة ولم أجد فجلست في البيت، أخرج مع صديقاتي من حين إلى آخر.
مشكلتي صارت بأنني أرهق نفسي كثيراً، وأخاف من الأمراض لأنني أجريت عملية إزالة ورم غدي ليفي بالثدي سابقاً، وكان ورماً حميداً -والحمد لله-، كما أخاف أن أفقد أي شخص من أفراد عائلتي، وأخاف من المستقبل، وليس لدي أي طموح، ولا أفكر أبداً بأي شيء إيجابي، وعندما أستمع لدعاء أي شخص بأن أصبح عروساً، أقول في نفسي: وهل سأعيش إلى ذلك اليوم ويكون عندي بيت وأطفال؟ حتى صرت أخاف من الأحلام في الليل، خاصة أنني رأيت مناماً بأن شعري مقصوص، مع العلم أن شعري طويل، وعندما فسرت ذلك المنام لم يكن خيراً.
أشعر بالخوف والملل الشديد من هذا الوضع، رغم أن الجميع ينظرون لي بأنني إنسانة مرحة وخلوقة، وأصبحت أخاف من النوم حتى لا أرى مناماً يزعجني، فحياتي أصبحت بدون هدف وتفاؤل.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وسام حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
رسالتك واضحة جدًّا ومعبِّرة، فلا تُقللي أبدًا من مقدراتك والتي هي واضحة جدًّا.
تدارستُ رسالتك، ولا أعتقد أن لديك مرضاً نفسي حقيقي، لديك ظاهرة، هي ظاهرة قلق المخاوف، وقلق المخاوف يأتي للإنسان إذا كان حسَّاسًا وبطبيعته لديه الاستعداد لأن يكون قلقًا.
أيتها -الفاضلة الكريمة-: المفروض هو أن تكوني إيجابية التفكير، ولا تكوني حساسة، وعبِّري عمَّا بداخلك، عبِّري عن كل ما هو في وجدانك، لا تكتمي، تجنبي الكتمان والاحتقان النفسي، وقطعًا يمكن أن يحدث هذا التفريغ النفسي من خلال تواصلك مع من تثقين فيهنَّ من صديقات، مع والدتك، أو مع خالتك، وهكذا، فإذًا التعبير عن الذات أمرٌ مهمٌّ جدًّا، خاصة أن تفاعلك الاجتماعي العام يوضِّح أنك مرحة وأنك متفاعلة وأنك فتاة متميزة، وهذه السمات وهذه الصفات التي يعتقدها الآخرون عنك يجب أن تكون دافعًا وحافزًا إيجابيًا بالنسبة لك، فلا تُقللي من قيمتك، وارتقي بنفسك.
من المهم أن تجعلي لنفسك أهدافاً، أنت بعد أن تحصَّلت على دبلوم تطوير المعلومات بحثت عن وظيفة ولم تجدينها وجلست في البيت، أعتقد أنه سيكون من الأفضل لك أن تطرقي أبوابًا أخرى، مثلاً: المزيد من الدراسات العليا، الانخراط في أعمال اجتماعية أو خيرية، الذهاب لمراكز تحفيظ القرآن، هذا كله يجعلك تتطورين اجتماعيًا بصورة مطردة وجيدة وإيجابية جدًّا، وضعي أيضًا مشاريع مستقبلية: ما هي الأهداف التي تودين الوصول إليها؟ وما هي آمالك في هذه الحياة؟ وما هي الآليات التي توصلك إلى أهدافك وتُحقق لك آمالك؟ هذا أيضًا نوع من التفكير الإيجابي والجيد.
أنصحك أيضًا بأن يكون لك وجودًا حقيقيًا داخل الأسرة، كوني عضوًا نافذًا ونافعًا وفاعلاً وإيجابيًا داخل الأسرة، هذا أيضًا يولِّد عندك الكثير من الثقة في النفس، واحرصي على النوم الليلي المبكر، فهو يُحسِّنُ كثيرًا من الصحة النفسية والجسدية، واحرصي كثيرًا على أذكار النوم، فهي مطمئنة وتُزيل قلق المخاوف.
بالنسبة للأحلام: لا تشغلي نفسك بها، سلِ الله تعالى خيرها، واستعيذي بالله من شرِّها، ولا تحكي الحلم أبدًا، واتفلي وقتها ثلاثًا على شقك الأيسر، وأعتقد حتى تُحسِّني نومك وتزيل هذه الأحلام، هذا يحدث من خلال: التعبير عن الذات -كما ذكرنا سلفًا- وفي ذات الوقت تجنب النوم النهاري، وعدم تناول أطعمة دسمة ليلاً، وعدم تناول الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساءً، هذا كله يجعل الأحلام وينام الإنسان -إن شاء الله تعالى- نومًا هادئًا وهانئًا ومطمئنًا.
أيتها -الفاضلة الكريمة-، لا مانع أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وأنت تحتاجين الدواء بجرعة صغيرة جدًّا، وهنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (ديروكسات Deroxat CR)، ويعرف أيضًا تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي 12.5 فقط، تتناولينها يوميًا لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء، والدواء سليم جدًّا، وليس إدمانيًا، ولا يؤثِّر على الهرمونات عند النساء.
باركَ الله فيك، وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.