كيف يكون التعامل الأمثل مع الرجال على اختلاف مقاماتهم؟
2015-09-10 01:04:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
كيف أتعامل مع الرجال عموماً بشكل لا أهين رجولتهم؟
مثلاً كيف أتعامل مع أبي كرجل وأخي وجاري وزميلي والرجل الغريب وغيرهم عدا الاحترام لجميع الناس والتقدير وحسن التعامل؟
أرى أن الرجال في هذا الزمن أصبحوا يفتقرون إلى الثقة بالنفس أو(الرجولة) عندما يتعاملون مع الإناث بشكل عام، وأنا مقتنعة أن جزءاً من الخطأ يقع على عاتقنا كنساء، فنحن نعاملهم بطريقة لا نشعرهم برجولتهم أو شيء من هذا القبيل.
بما أني لا أفهم أين المشكلة؟ أريد أن توضحوا لي من وجهة نظر رجل ما هو الشيء الذي يزعج الرجل في طريقة تعاملنا معه، والأسلوب الذي يحب أن تعامله به النساء؟ وكيف أشعر الرجل بأني أحترمه وأقدر رجولته بالرغم من اختلافنا في الرأي؟
مثلاً كيف أتعامل مع رجل لا أطيقه بدون أن أتعرض لرجولته، ونفس الشيء مع رجل أحبه، وعلاقة الزوجة مع الزوج كيف تحسسه بأنها تثق فيه كرجل وتحترمه كرجل، وأن تذمرها وانزعاجها ليس تشكيكاً في رجولته وقوته، وإنما بسبب أسلوبه؟
يقول البعض: إنه مع الوقت والتجارب سنعرف كيف نعامل الناس، ولكن مع الوقت يصبح سوء الفهم والفجوة بين الرجال والنساء والناس بشكل عام أكبر وأكبر، ولا نسمع بعضنا لنفهم الطرف الآخر.
آسفة جدا إذا أسأت التعبير، أو كانت طريقة طرحي غير لائقة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ المحبة في الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي النساء والرجال، وأن يصلح الأحوال، ويحقق الآمال.
أعجبني هذا السؤال الذين يلمس تغيرا سلبيا مزعجا وحواجز كثيرة تكسرت بفعل المسلسلات، وتداخل الثقافات، حتى حصل تبادل كامل للأدوار في بعض الأحيان، وتقدمت المرأة وتأخر الرجل، حتى أصبح الأمر مزعجاً للمرأة وللرجل، وامتلأت حقائب النساء بالأدوية المعالجة للصداع أو المهدئة للأعصاب، وكل ذلك لأنها تخطت أدوارها، وكما قال بعضهم: كانت المرأة تمشي على رجل واحدة، وفجأة أصبحت لها ثلاثة أرجل، وأما الرجل فكأنه طائر قص منه الجناح.
أرجو أن تعلم المرأة أن جاذبيتها في أنوثتها وفي انزوائها إلى حافة الطريق، وفي تقديم رجلها وتعظيمه، وهذا هو الذي يناسب طبيعة المرأة التي تسعد عندما تكون إلى جوار رجل قوي، وفيه مصلحة للرجل الذي ينتشي عندما يقدم ليتولى مهامه الصعبة في الحياة، ودور المرأة أماً، وبنتاً، وأختاً، وزوجةً كبير في إعادة الأمور إلى نصابها.
مما يسهل المهمة في تصورنا الإسلامي انتفاء روح العداء بين الرجل والمرأة، لأن الشريعة رتبت الأدوار، فكان نصيب الرجل معروفاً، ويتمثل غالباً في المهام الخارجية.
الإسلام لا يمنع المرأة من أن تعلن عن وجهة نظرها، ولكن ليس برفع الصوت، وليس في الإسلام ما يحول بينها وبين الرفض، ولكنه الرفض الناعم، وقوة المرأة في أنوثتها.
لا يخفى على أمثالك أن تعامل المرأة مع المحارم مختلف، ومن خلال تعاملها مع محارمها تتعرف على أغلب طباع الرجال، ولكن حين تضطر للتعامل مع الرجل الأجنبي؛ فإن الشريعة تضع لذلك قواعد كما قال تعالى: ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً).
التزام المرأة بهذا المعيار الشرعي يعين الرجل على التماسك، ويدفعه نحو معاني الرجولة، بل إن تمسك المرأة بحجابها يجبر الرجل على أن يفسح لها طريقها، ويقوم بخدمتها، (فسقى لهما)، فتتحقق في الرجل الرجولة والمروءة، ولا تملك المرأة عند ذلك إلا أن تقدر رجولته، وتعجب بشهامته، كما قالت أفرس النساء: ( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين).
لكي نعيد للرجولة بريقها:
لا بد أن تنسحب المرأة إلى أدوارها، فتربي على الرجولة، وتخرج الرجال، فوراء كل عظيم امرأة، وكثيراً ما كنا نسمع ونحن صغار وشباب: اذهب مع عمتك، وسافر مع خالتك، بل كانت الخالة تنادي: تعال يا محمد ورحب بالأضياف، وكانت الزوجة تقول: لا أستطيع أن أخرج حتى يأذن زوجي، فيشعر الرجل عموماً أن مكانه في المقدمة.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننتظر منك ومن أمثالك بل ومن الباحثين الاجتماعيين والتربويين أن يبحثوا عن مواطن الخلل حتى نعيد التوازن لمجتمعاتنا، ولن يحدث ذلك إلا بالعودة للدين، والالتفاف حول قيمه، والتمسك بثوابته، حتى لا نذوب في غيرنا، ونحن أمة ينبغي أن تؤثر ولا تتأثر، وتقود ولا تقاد.
نسأل الله أن يبرم لأمتنا أمر رشد، يعز فيه أهل طاعته، ويهدى فيه أهل معصيته، ونكرر لك الشكر على فكرة الاستشارة، ونسعد بدوام التواصل مع موقعك.
حفظك الله وسددك، ووفقنا جميعا لما يحب ويرضى.