هل يعيب الخاطب أن يكون واصلا للناس وكريما معهم؟

2015-09-30 02:10:47 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أود أن أشكركم على كل ما تفعلونه، وأن يجعله الله في ميزان حسناتكم أجمعين، وأن يوفقكم الله في الخير.

تقدم لخطبتي شاب في الثلاثينيات من عمره، ويشهد له بالأخلاق الحسنة، وهو بار بأمه، لكنه كثير التواصل مع الآخرين، ويساعد كثيرا، وهو صديق مقرب لجيراننا، ويمن عليهم بسخاء، لدرجة أني أشعر بأنه يخاف منهم ويعطيهم من الهدايا ما هو كثير وغال.

واستخرت الله مرتين، وبعد ذلك حلمت به بأنه يخبر أختي وزوجة خالي بأنه سعيد معي جدا، وأنا كنت خجلة، ولكنني سعيدة أيضا، وكنت مرتاحة في بداية الأمر، ولكن سرعان ما ترددت، لأن أمي لا تريده بسبب وصله الدائم والزائد للناس.

أريد أن أعرف ماذا أفعل؟ وهل أقبل به؟ مع العلم أني لم أتحدث معه من قبل.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا، ولكم في طاعته الآمال.

ننصحك بعدم التفريط في الشاب حسن الأخلاق، والبار بأمه، والفاعل للخير، والمحبوب بين الناس، وخير الناس أنفعهم للناس، ومن كان في حاجة إخوانه كان الله في حاجته.

ونتمنى أن يقوم أولياؤك بالتعرف عليه، والتأكد من صلاته وصلاحه، مع اصطحاب الإيجابيات التي وقفتم عليها، ومن حقكم أن تسألوا وتسألوا، فليس هناك داع للاستعجال، وقد أحسنت بصلاتك للاستخارة، وتكرارك لها، فإن فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولا مانع من تكرارها.

وقد أسعدنا حصول الارتياح والانشراح والقبول في البداية، لأن التعويل عليه، باعتباره الانطباع الأول، والتلاقي بين الأرواح، وهي جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الحلال والزواج، فاطردي وساوسه، وتعوذي بالله من شره، ولست ممن يعرف تفسير الأحلام، ولكنك على خير بحرصك على الاستخارة، وبما يظهر من قبول وارتياح في النوم وفي اليقظة، فأكثري من اللجوء إلى الله، فالأمر كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "أن الحب من الرحمن، وأن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم"، وإذا كان الحب من الرحمن؛ فما عند الرحمن من التوفيق لا ينال إلا بطاعته، وهو القائل: (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم)، وهو القائل في الزوجين: (وجعل بينكم مودة ورحمة)، والمودة أكبر من كلمة الحب وأعظم، فإذا وضعنا إلى جوارها الرحمة، جاء الإيثار والعطف والشفقة وغير ذلك.

ومع احترامنا الشديد للوالدة، إلا أننا لا نوافق أن يكون سخاء الرجل وبذله سببا لرفضه، والسخي قريب من الله قريب من الناس، والسخاء خلق جميل يغطي على العيوب، كما قال الشافعي: "وكل عيب يغطيه السخاء".

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونوصيك بالوالدة خيرا، ونكرر النصح بالقبول بالشاب، ولا مانع بعد الزواج من معاونته على الاعتدال في الإنفاق، وبالقرب منه سوف تتعرفون عليه، والمرأة هي أكبر من يؤثر على الرجل.

وأرجو أن تكوني عونا له على الاستمرار إذا كان سخاؤه بالطريقة الصحيحة، وفي المكان الصحيح، والله يقول: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه)، ولا تنزعجوا من إهداءاته للجيران أو لغيرهم، ولا تستعجلوا، وسوف تقفون على حقيقة أمره، ونتشرف نحن في موقعكم بالمشاركة في تقييم الأمور والتحاور معكم، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به.

سعدنا بتواصلكم، ويفرحنا وصول تفاصيل وإفادات تعيننا وتعينكم على اتخاذ القرار الصحيح، الذي نسأل الله أن يجعله سببا للسعادة والاستمرار والاستقرار.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

www.islamweb.net