الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أخي الكريم:
أولاً: الحمد لله أنك تخرجت ودرست التخصص الذي رغبته، فالكثير من الشباب يتمنى الوضع الذي أنت فيه، والحمد لله على حرصك على النجاح، والحمد لله على طموحك العالي ورغبتك الجادة في تحصيل العلم النافع.
وبداية نقول لك: لا بد من إعادة الثقة في نفسك بأنك قادر على المذاكرة والنجاح والتفوق، وأن قدراتك العقلية تؤهلك لذلك، واعلم أن الذي يتوقع النجاح ويعمل له؛ فإنه سينجح -إن شاء الله-، وبما أنك تملك المقومات الأساسية للنجاح فتحتاج فقط لتنظيم الوقت، وزيادة الدافعية للمذاكرة.
وأما موضوع القلق والخوف من عدم النجاح، فنقول لك: القلق المحمود هو الذي يعمل كمحفز ودافع للإنجاز والأداء الجيد، أما القلق غير المحمود هو الفائق عن الحدود، والذي يعمل كمثبط للأداء الجيد، لذلك حاول ضبط درجة القلق في الحدود المعقولة بعدم تهويل الأمور وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، وتذكر دائماً أن التوفيق بيد الله، وعليك أن تعمل بالأسباب، وترضى بالنتائج ما دمت أنك تقوم بواجبك حق قيام.
فالحياة تجارب وخبرات، فمن استفاد من تجاربه وخبراته الماضية؛ تقل أخطاؤه، وتتحسن تصرفاته، فنريدك أن تعتبر ما مضى صفحة قد انطوت بخيرها وشرها، ولا تندم على ما فات، بل ما زالت الفرص أمامك لمزيد من النجاحات، ولتكن نجاحات وخطط الآخرين دافعا بالنسبة لك، لا مثبطة ومحطمة، فأنت ما زلت في مقتبل العمر، ويرجى منك الكثير؛ فلا تيأس وتقنط في بداية المشوار، بل واصل المسيرة، واسع وخطط للمستقبل بخطى ثابتة وبروح متفائلة، وثق في الله فهو الموفق.
إليك بعض الإرشادات ربما تفيدك في التخلص من مشكلة الرهاب الاجتماعي:
1- عزز وقو العلاقة مع المولى -عزَ وجلَ- بكثرة الطاعات، وتجنب المنكرات. فإن أحبك الله؛ جعل لك القبول بين الناس.
2- عدد إيجابياتك، ولا تحقر ما تملكه من نعم وقدرات وإمكانيات، بل اعتز بها، واحمد الله عليها، ولا تنظر لمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظر للأقل منك، واعلم أن الناس الذين تتحدث معهم لهم عيوب ولهم أخطاء أيضاً.
3- استخدم روح الفكاهة في بداية الحديث مع الآخرين، وركز على محتوى الحديث أكثر من تركيزك على الأشخاص، وصفاتهم، ومناصبهم، ومكانتهم الاجتماعية.
4- لا تضخم فكرة الخطأ وتعطيها حجما أكبر من حجمها؛ فالحذر الشديد من الوقوع في الخطأ قد يساعد في وقوعه.
5- زوّد حصيلتك اللغوية بالقراءة والاطلاع والاستماع لحديث العلماء والمفكرين.
6- تدرب على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفهم من الأقارب والأصدقاء.
7- شارك في الأعمال التطوعية التي تجمعك بالناس، وإذا أتيحت لك فرصة للحديث عن نفسك؛ اغتنمها ولا تتردد.
8- قم بالتعليق على ما يذكره الآخرون من قصص، وحكايات، وأخبار بمزيد من الاستفسارات أو الأسئلة، وطلب التوضيح.
9- نوصيك بممارسة تمارين الاسترخاء العضلي، وتجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (
2136015) لخفض القلق والتوتر.
وفقك الله تعالى وسدد خطاك.