الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أنت بالفعل تعاني من نوع من المخاوف القلقية، وهذا النوع من الخوف يُسمى برهاب الساح، وفيه يحسّ الإنسان بالخوف حين يفقد أمان المنزل، أو في الأماكن المزدحمة، أو لا تكون معه رفقة آمنة، وبقية الأعراض من توتراتٍ وقلقٍ وشعورٍ باهتزاز الثقة بالذات، هي ناتجة من هذا النوع من الرهاب.
أيهَا الفاضل الكريم: هذا الرهاب يُعالج عن طريق العلاج السلوكي والعلاج الاجتماعي والعلاج الدوائي، فإن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي هذا أمر جيد، وإن لم تستطع أقول لك (سلوكيًا): يجب أن تحقر فكرة الخوف، وأن تعرف أنه لن يصيبك مكروه أبدا، واحرص على الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء؛ لأنها تعطيك دفعًا وثقة كبيرة جدًّا في نفسك.
ثانيًا: ضع برامج يومية للتفاعل الاجتماعي: الصلاة مع الجماعة في المسجد، ممارسة الرياضة الجماعية، مشاركة الناس في مناسباتهم، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، وأن تُصِرَّ على أن تخرج وعلى أن تتفاعل، وعليك أيضًا بأن تمارس التمارين الاسترخائية، هي ذات فائدة كبيرة جدًّا، إسلام ويب أعدَّتْ استشارة تحت رقم (
2136015) فيها الكثير من الإرشاد المبسط والذي يُساعد الناس إذا طُبق بصورة صحيحة.
أيهَا الفاضل الكريم: لا بد أن تكون شخصًا مُحفِّزًا لنفسك إيجابيًا، لا تجعل الفكر السلبي يتساقط عليك، إنما الفكر الإيجابي يجب أن تغرسه دائمًا، وأريدك أن تكون صاحب مشاركات إيجابية فيما يتعلق بتطوير الأسرة، والحرص على بر الوالدين، هذا كله يجلب لك الكثير من الخير -إن شاء الله تعالى-.
التوترات العضلية التي تشتكي منها أفضل علاج لها هو ممارسة الرياضة باستمرار، مع التوازن الغذائي، والنوم الليلي المبكر.
أيهَا الفاضل الكريم: لا شك أن المشاجرة مع أحد الوالدين أو كليهما أمرٌ مرفوض ومرفوض تمامًا، قال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانًا}، وقال: {ووصينا الإنسان بوالديه حُسنا} وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهنٍ وفصاله في عامين أنِ اشْكُر لي ولوالديك إليَّ المصير} وقال تعالى: {وبالوالدين إحسانًا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا * واخفض لهما جناح الذُّل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا}.
فيا أيهَا الفاضل الكريم: يجب أن تضع لنفسك المحاذير في هذا الأمر، ويجب أن تُعبِّر عن ذاتك؛ لأن الاحتقان والسكوت عن الأمور البسيطة كثيرًا ما يؤدي إلى هذا النوع من الانفعالات السلبية.
موضوع الزواج -أيها الفاضل الكريم- أسأل الله تعالى أن ييسِّره لك، وأسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة، ليس هنالك أبدًا مستحيل في هذا الأمر.
أيهَا الفاضل الكريم: أنا سعيد بتوقفك عن العادة السِّرِّيَّة، وأريدك قطعًا أن تكون أكثر حرصًا على صلاتك، والصلاة مع الجماعة فيها مجال علاجي عظيم جدًّا.
اهتزاز الثقة بالذات هو مفهوم خاطئ، ليس هنالك مؤشِّر لنقيس به الثقة في النفس، الثقة بالنفس تتأتَّى من خلال أن يسعى الإنسان أن يكون نافعًا لنفسه ولغيره.
أيهَا الفاضل الكريم: أنت محتاج قطعًا لعلاج دوائي، ومن أفضل الأدوية التي تعالج مثل حالتك العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، أنا متأكد أنك حين تقابل الطبيب النفسي سوف يصفه لك، أو أي دواء آخر يراه مناسبًا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنتم بخير.