شعوري بالكسل والاكتئاب هل هو بسبب نقصان فيتامين دال؟

2015-10-06 23:28:33 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعبت من الكسل لدرجة أني لا أتمنى أن أستيقظ من نومي، ولدرجةٍ من العجز إلى أني لا أريد أن أحرك شيئا أبدا -بدون مبالغة- وبالرغم من أني لا أفعل شيئا غالب يومي؛ إلا أني متضايقة جدا من كسلي ووضعي، وقد حاولت مرارا وتكرارا أن أضع جدولا لأنجز أعمالي، ولكن ما إن يأتي اليوم الثاني حتى أكسل وأكتئب.

وقد اكتشفت بأن لدي نقصا في فيتامين دال، فنسبته 13 تقريبا، ولذلك أنوي تناول حبوب هذا الفيتامين، فهل هذا هو سبب شعوري بالكسل والاكتئاب؟

وبسبب الاكتئاب والضيقة تركت حتى الصلاة التي ما كنت أتخيل يوما من الأيام أني سأتركها، وأمورا أخرى كقراءة القرآن، وغير ذلك من الطاعات، وقد حاولت أن أغير نفسي، ولكني عاجزة عن ذلك، ففي كل مرة أفشل، وأصابني اليأس.

هل أستطيع تناول حبوب البروزاك بدون وصفة طبية؟

ساعدوني أرجوكم، جعله الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فردا على استشارتك أقول:

1- لم تخبرينا منذ متى تعانين من هذا الكسل الشديد؟ وهل هناك في أسرتكم من هو مصاب بهذا الداء.
2- أكثري من الدعاء المأثور: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال).

3- ارقي نفسك بنفسك صباحا ومساء ببعض الآيات القرآنية والأدعية النبوية؛ فلربما أصبت بعين.

4- حافظي على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، ومنها ما رواه مسلم في صحيحه: (أن فاطمة اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها، وأتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم- سبي، فذهبت فاطمة تطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- خادماً، فقال: (ألا أعلمكما خيراً مما سألتما، إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعاً وثلاثين، وتسبحاه ثلاثاً وثلاثين، وتحمداه ثلاثاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم) قال علي -رضي الله تعالى- عنه: ما تركته منذ سمعته من النبي -صلى الله عليه وسلم- ، قيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: (ولا ليلة صفين).

5- مارسي الرياضة مع بعض زميلاتك في الأماكن الآمنة؛ فذلك أدعى أن تستمري، وخاصة رياضة المشي، فإن الرياضة تجلب النشاط للجسم.

6- احذري من ترك الصلاة؛ فالصلاة عمود الدين، وهي العبادة التي لا تسقط عن الرجال إلا في حال فقدان العقل، وعلى المرأة في أيام دورتها، أو نفاسها، أو فقدانها لعقلها، فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وأدي الصلاة ولو مع المشقة.

7- أنصحك بزيارة طبيب نفساني؛ فلعلك تجدين عنده بعض العقاقير الطبية التي تعينك على التخلص مما أنت فيه.

8- أفضل علاج للاكتئاب قراءة القرآن، وسماعه، وذكر الله الدائم، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّه أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

9- لا تكثري من النوم، وأعطي نفسك ما بين 6-8 ساعات يوميا لأن أي شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده وكما يقال: النوم يجر النوم.

10- لا تكثري من الأكل؛ فكثرة الأكل يجلب الكسل.

11- قومي بالمشاركة مع أمك وأخواتك في أعمال البيت فالعمل الجماعي يجلب النشاط، بخلاف العمل الفردي فقد يتكاسل الشخص عن أدائه.

12- لا تنزوي في البيت، بل شاركي في الأعمال والأنشطة الخيرية والدعوية والاجتماعية مع زميلاتك، وستجدين نفسك -بإذن الله- قد خرجت من دائرة الكسل.

13- لا تعطي نفسك رسائل سلبية -عاجزة، فاشلة-، بل أعطيها رسائل إيجابية (قادرة، نشيطة، منجزة)، فالرسائل السلبية تسبب الإحباط والهزيمة الداخلية، والرسائل الإيجابية تعزز الثقة في النفس.

14- كوني واثقة من نفسك أنك قادرة على اجتياز هذه المحنة، وابدئي بالخطوة الأولى، وستجدين أن عجلة النشاط تحركت، وستكون بطيئة في البداية، لكن سرعتها ستزداد يوما بعد يوم ولن تتوقف -بإذن الله-، أما التسويف فسيبقى حتى يرحل العمل من يوم لآخر.

أسأل الله أن يشفيك ويعافيك إنه سميع مجيب.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الشيخ الدكتور/ عقيل المقطري - مستشار العلاقات الأسرية والتربوية-.
وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

افتقاد الطاقات الجسدية قد يكون له عدة أسباب، منها بالفعل الاكتئاب النفسي، والقلق النفسي.

ومن الناحية الاجتماعية بعض الناس لديهم تطبع تكاسلي-سامحيني في هذا القول- لكنها حقيقة، يعني: بعض الناس يستمرئون سهولة الحياة، ويميلون إلى الاعتمادية على الآخرين ممَّا يُسبب لهم التكاسل التام.

وهنالك أسباب عضوية تُؤدي إلى التكاسل، ومن أهمها ضعف إفراز الغدة الدرقية.

أيتها الفاضلة الكريمة: الخطوات التي يجب أن تتبعينها:
- اذهبي إلى الطبيب مرة أخرى -طبيب الرعاية الصحية الأولية- وأكملي فحوصاتك، وتأكدي من وظائف الغدة الدرقية لديك، وكذلك مستوى الهيموجلوبين، إن كان هنالك أي خلل يجب أن يُصحح.
- الخطوة العلاجية الثانية هي: تنظيم الوقت، وتنظيم الوقت يجب أن يشمل النوم الليلي المبكر، هذا مهم جدًّا.
- النوم الليلي المبكر يُجدد الطاقات في أثناء النهار، وهذا أمرٌ لا شك فيه، مع ضرورة تجنب النوم النهاري.
- ضرورة ممارسة أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة.
- ومع ضرورة التوازن الغذائي، هذه كلها يجب أن تُؤخذ كرزمة واحدة وتُطبق دون تكاسل أو نُقصان.

هذه النقاط -أختِي الكريمة- هي التي أود أن أركز عليها، وأعتقد أنها هي جوهر الأمر من حيث الحلول التي طرحناها عليك.

وفيما يتعلق بالاكتئاب: يجب ألا تقبليه، حسِّني مزاجك، أسقطي على نفسك أفكارًا إيجابية، ضعي لنفسك مشاريع مستقبلية، فالحياة بخير، والدنيا بخير، والمسلم مُكرَّم، وهنالك أشياء طيبة جدًّا على مستوى التفكير وعلى مستوى المشاعر والأفعال يمكن أن نُسقطها على ذواتنا؛ ممَّا يجعلنا نحسُّ بالتعافي والطاقات الإيجابية. احرصي على هذا المبدأ.

بالنسبة للـ (بروزاك Prozac): لا مانع من تناوله، فهو يُحسِّنُ المزاج بالفعل، ويزيد الدفع النفسي والجسدي، فإذا كان عمرك أكثر من ثمانية عشر عامًا تناولي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناوله، أما إن كان عمرك أقل من هذا العمر؛ فيجب ألا تتناولي هذا الدواء.

بالنسبة لفيتامين (د): يجب أن تتناولي العلاج التعويضي، وهذا سهل جدًّا، وإن شاء الله تعالى حين يتحسَّن مستواه في الدم؛ سوف يُحسِّنُ أيضًا من طاقاتك -بإذنِ الله تعالى-.

أختمُ بما ذكره أخونا الدكتور عقيل المقطري، وهو الدعاء، فالدعاء عظيم، والدعاء مهم، والدعاء مفرِّج للكرب، والدعاء يُجدد الطاقات النفسية، مثل هذا الدعاء المأثور العظيم: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال) احرصي عليه، وكوني متيقنة من إجابة الله لك، وأسأل الله أن ينفعك به.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد، وكل عامٍ وأنتم بخير.

www.islamweb.net