خوفي من الأمراض جعلني أبحث عن سبب كل وعكة تداهمني!

2015-10-13 04:39:12 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا لكم على هذا الموقع الرائع.

أنا فتاة عمري 27 سنة، عزباء، أعيش مع أهلي في ظروف طبيعية -الحمد لله-، ومرتاحة، لكنني أعاني من مشكلة، وأحتاج إلى مشورتكم.

في رمضان شعرت بدوخة، ونبض في جسمي واهتزاز، راجعت طبيبا، فأخبرني أنني أعاني من اكتئاب وقلق وتوتر، ووصف لي دواء الـ (بغازول)، فتحسنت -والحمد لله-، ولكن بعد شهر ظهرت خطوط حمراء خفيفة على الثدي الأيمن والفخذين، وعند الفحص أخبرتني الطبيبة أن تلك الخطوط بسبب تمدد الجلد، نتيجة فقدان الوزن.

صرت الآن أوسوس كثيرا، وأبحث يوميا عن أي شيء قد يظهر على جسمي، فأنا أخاف جدا من الأمراض، ووجدت شامة سوداء صغيرة في العنق، ولم ألاحظها من قبل، فخفت أن يكون مرض السرطان؛ لأن كل تفكيري متوجه لهذا المرض، وهذا الشعور والوسواس حرمني الشعور بالحياة، حيث أقضي كل وقتي في البحث عن الأمراض الخطيرة في جسمي.

ومن شدة التفكير في الأمر صرت أشعر بحكة في العنق والصدر، ففكرت في مراجعة طبيب، وقد أخبرت أهلي، فقالوا: إنه وسواس، كما أنني أعاني من قلة النوم.

أريد أن أعود إلى سابق عهدي بنفسي، فأنا -والحمد لله- أحافظ على صلواتي، سامحوني على الإطالة، وأنتظر شرحا مفصلا لحالتي، وفقكم الله.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Bassma .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

الخوف ابتلاء ومن الأمراض الخطيرة، أو تصور وجود أمراض خطيرة، من أكثر أعراض الاكتئاب النفسي المنتشرة، وأيضًا الوساوس القهرية تكون عادةً أيضًا جزءاً من الاكتئاب النفسي، وطبيعة الانشغال الزائد بأن هناك مرضاً خطيراً - مثل السرطان - يُنبئ بالبُعد النفسي لهذا الشيء، إذ أن مريض السرطان الحقيقي عادةً يكون عنده شيءٌ من الإنكار لوجود المرض، ويحاول أن يُقلل منه، ودائمًا يحاول إنكار وجود السرطان عنده، على العكس تمامًا، الشخص المصاب برهاب السرطان أو الخوف من مرضٍ خطير يُضخم هذا الشيء تضخيمًا شديدًا، ويحاول أن يثبت بشتى الطرق أن ما عنده سرطان، ويأخذ هذا تفكيره كله.

فيا ابنتِي: ما تعانين منه هو عرض من أعراض الاكتئاب النفسي والوسواس القهري، وقد ذكرت أنك راجعتِ طبيبًا في بلدك (المغرب) وأعطاك دواء، وتحسَّنت على هذا الدواء، ولكن لا أعرف هل توقفتِ من استعمال هذا الدواء أم لا؟ لأنه عادةً الاكتئاب النفسي يتطلب الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر؛ حتى لا ينتكس المريض وتعاوده أعراض الاكتئاب النفسي مرة أخرى.

ما تعانين منه الآن ما هو إلَّا امتداد لما شخَّصك به الطبيب في المغرب، وليس مرضًا جديدًا، أو تطورًا خطيرًا في صحتك، ونقصان الوزن قطعًا جزء أيضًا من الاكتئاب النفسي، وقد تكون الخطوط التي ظهرت في البطن أو تحت الثدي - كما ذكرتْ الدكتورة - ناتجة من نقصان الوزن الشديد.

كل هذا يصُبُّ في خانة أنك تعانين من اكتئاب نفسي، أرجو أن تراجعي الطبيب مرة أخرى، إمَّا أن ينصحك بالاستمرار في الدواء الذي وصفه لك، أو يزيد لك الجرعة، أو أن يُغيِّر الدواء وينقلك إلى دواء آخر؛ لأن كل هذا يصُبُّ في مصلحة أنك ما زلت تعانين من مرض الاكتئاب النفسي، وليس هناك مرض آخر.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

www.islamweb.net