أعاني من عدم الرغبة في قراءة القرآن وكتب العلم، ما النصيحة؟
2015-10-14 01:32:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
جزاكم الله خيراً
أنا شاب بعمر 33 عاماً، أعاني من مشكلة نفسية كبيرة منذ سنتين، وتتلخص فيما يلي:
-عدم الرغبة في فعل أي شيء مهما كان يسيراً، وإن فعلته أشعر بعده بالتعب والميل للنوم والانزعاج، وعدم الرغبة أبداً في الصلاة أو قراءة القرآن أو الأذكار أو الصيام ...إلخ، وإن قمت بتلك العبادات فبدون حضور قلب وبصعوبة بالغة.
-عدم الرغبة في قراءة القرآن -كما قلت- لا جهراً ولا سراً، ولا حتى بالنظر والتصفح، وإن حاولت القراءة أكره المتابعة وأتركه، وكذلك الكتب الأخرى!
-عدم الاستمتاع أبداً بالتكنولوجيا الموجودة انترنت-تلفزيون-كمبيوتر-موبايل، وقلة أو انعدام رغبة بالنشاطات اليومية المنزلية المعتادة، وانعدام رغبة بالاجتماعات العائلية أو الجلوس مع الزوار.
-كره سماع الأصوات العالية أو التسجيلات الصوتية أو صوت التلفزيون، والميل إلى الجلوس لوحدي، وقتل الوقت بالشرود أو المشي في الغرفة التي أقيم فيها ذهاباً وإياباً بتفكير أو من دونه.
-نسيان شديد وعدم تركيز وانخفاض القدرة العقلية.
-انعدام الرغبة بالقراءة أو الحفظ أو الدراسة أو الكتابة.
- باختصار انعدام الرغبة في أي نشاط جسمي أو عقلي بالإضافة لخمول وكسل عام، وفي أحيان قليلة يتحسن نشاطي قليلاً.
علماً أني أصف حالتي بأنها كسل نفسي! فما اسم مرضي بالتحديد في علم النفس-وأريد تسمية دواء أو عدة أدوية (عدة خيارات) تكون فعالة جداً، مع ترجيح أحدها إن أمكن، وتنتشلني من وضعي الصعب الذي أعيش فيه.
جربت العديد من الأدوية، بوصفة طبيب ولم تجد نفعاً أو كان تأثيرها ضئيلاً جداً (منها بيوفكسور وبروزياك وأنافرانيل وسيروسات).
قبل فترة السنتين كنت أتعالج من اكتئاب سابق بالباروكسيل، ووصلت إلى مرحلة جيدة من العلاج فقطعته وتركته، وكانت النتيجة هي ما سبق.
الآن لا أشعر بنفس شعور الاكتئاب الذي كنت عليه قبل السنتين، أي إن الدواء الذي أريده، يجب أن يكون للاندفاع الجسمي والعقلي أكثر منه لعلاج الاكتئاب.
أنا سوري مقيم حالياً في تركيا ولا أعرف الأدوية الموجودة فيها، فيستحسن ذكر الاسم العلمي للأدوية أو الاسم الذي يجب أن أذكره للصيدلي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من خلال وصفك لما تعاني منه، وهي كلها تتمثَّل في اكتئاب المزاج، أو اعتلال المزاج، فكل ما ذكرته في رسالتك يتمحور حول هذا اكتئاب أو اعتلال المزاج، فغالبًا مرضك يُسمى (Dysthymic Disorder) أو (عُسر المزاج)، وهذا ينطبق على كل الوصف الذي وصفته، وهو شعور بالاكتئاب يزيد على مدة سنتين، ويؤثِّر في حياة الشخص، وطبعًا يمكن أن يحدث نوبات اكتئاب مع عسر المزاج، وهنا يسمى (الاكتئاب المزدوج) أي: عُسر مزاج مع نوبة اكتئاب نفسي، وقد حصلت لك نوبة اكتئاب نفسي كما ذكرتَ، وتحسَّنتَ على الـ (زيروكسات Seroxat)، ولكن الآن عُسر المزاج لم يستجيب لكثير من العلاجات والأدوية التي ذكرتها، وهذا أمر معروف، أي أن عسر المزاج بصفة عامة لا يستجيب استجابة فعّالة لأدوية الاكتئاب النفسي، لأن عسر المزاج إمَّا أن يكون ناتجًا من ظروفٍ يعيشها الشخص، أو ناتجًا من صعوبات في الشخصية.
أخِي الكريم، لا يخفى عليك، فأنت الآن سوري الجنسية، مقيم في تركيا، تركت وطنك، وتعيش في ظروفٍ مهما كانت ليست كالوطن، فإنك تعيش في ظروف صعبة، وهذا يُشكِّل ضغطًا واضحًا عليك، نسأل الله أن يتحسَّن الوضع في سوريا قريبًا، وليس ذلك على الله بعزيز، وأن تعود إلى وطنك، هذا من ناحية.
أما من ناحية اقتراحي للأدوية التي قد تُساعدك، لأن تحسُّن الظروف ليس بيدك أنت، ولكن نسأل الله أن يُعجِّل بالنصر وبالفرج.
هناك اثنان من الأدوية قد يُساعدان في علاج عُسر المزاج، الدواء الأول يسمى (سيرترالين Sertraline) هذا هو الاسم العلمي، ويعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال Lustral)، بقدر خمسين مليجرامًا (حبة واحدة) يوميًا، ويجب أن تصبر لمدة شهرين حتى تعلم أن هذا الدواء آتى أُكْلهُ أم لا؟
أما الدواء الآخر فيعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) عشرة مليجرامٍ، أيضًا حبة يوميًا لفترة شهرين، وأنا أنصحك - مع تناول واحد من هذه الأدوية - ألا تستسلم لليأس، لا تستسلم للاكتئاب، ومهما كان الظلام فلا بد أن يكون هناك ضوء في آخر النفق.
وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.