أعاني من مرض البوليميا منذ الصغر، فهل هناك علاج يخلصني من تلك الحالة؟

2015-10-21 00:58:24 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أشكر موقعكم الأكثر من رائع، وأنا حقا سعيدة لأني عثرت على هذا الموقع المتدين الذي يساعد الآخرين بخبرات من أناس متعلمين ومتخصصين.

أنا فتاة في الصف الثالث الثانوي، عمري 17 سنة، والكبرى بين أخواتي، ومخطوبة منذ ثلاث سنوات، وزواجي سيكون -بإذن الله- آخر هذه السنة.

مشكلتي بدأت منذ أن كنت في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، عندما بدأت أهتم بمظهري، فقد كنت بعد تناولي للطعام أسرع للحمام -أكرمكم الله- لأتقيأ ما أكلت، وبعد فترة قصيرة اكتشفت أمي ذلك، فنصحتني وعاتبتني، وكل فترة تنصحني، لكني كنت أعلم أن هذا لا ينفع معي، فأنا لا أستطيع السيطرة على نفسي، وقد أخبرتني أمي بأنها عانت من ذلك التصرف في صغرها لمدة شهر واحد فقط ثم توقفت، وأصبحت تتناول الطعام بانتظام، وأصبح جسمها جميلا ومناسبا لعمرها وطولها، وظللت على هذا الحال إلى أن أصبحت في الأول الثانوي.

عندما أصبت بالمس اكتشفت بأن هذا المرض يسمى البوليميا، وله علاج، وهو معروف عند الأطباء، فبحثت عن العلاج وقرأت عن دواء يسمى البروزاك، وأحببته لأنه لا يزيد الوزن، ولا يسبب الإدمان.

في الواقع قبل أن اكتب هذه الرسالة صليت صلاة الاستخارة، لأنه لا يعلم أحد بعد الله بإصابتي بهذا المرض سواي أنا وأمي، وفي الغالب أتقيأ مرة كل يوم إلى أربع مرات حسب حالتي النفسية، وهذه الفترة أحس أنها خفت قليلًا جدًا، وأدعو الله أن يشفيني ويشفي المسلمين، ويهيئ لنا سبل الشفاء والحياة الصحية المطمئنة.

علمًا بأنني لا يمكنني أن أذهب للطبيب النفسي أبدا؛ لأني أعتقد أن أمي (وأبي خاصة) سيرون هذا الأمر سخيف، وسيقولون لي: فقط قللي من تناولك للطعام.

حاولت التخلص من هذه العادة عدة مرات، لكنني لا أكون طبيعية في اليوم الذي أتأخر فيه عن التقيؤ، وأشعر بالدوخة، ولا أعلم ماذا أفعل؟ ولا أستطيع التفكير، ولكن بمجرد أن أتناول الطعام أعود لطبيعتي وأنشط.

أنا أعتبركم بمثابة الطبيب النفسي، وأريد شراء الدواء، ولكن أريد معرفة الجرعة لمثل حالتي، وما هي مدة العلاج اللازمة؟ وما هو العلاج السلوكي بشكل مبسط الذي علي الالتزام به خلال فترة العلاج؟ وهل سيساعدني إخبار أهلي وأصدقائي بهذا على العلاج؟ وكيف يمكنهم مساعدتي؟

أنا أفكر أن أشتري هذا الدواء من مصروفي، ولكنه غال، ولا يمكنني تحمل شراءه لأكثر من شهر، فبماذا تنصحوني؟

علمًا بأني أتناول طعاما كثيرا، وإذا تركت التقيؤ سأصبح بدينة جدًا، لأن جسمي قابل للزيادة بسرعة، وأنا أحب أن يكون مظهري غير شاحب، وجسدي رشيق، وأن أتناول طعاما مفيدا.

بارك الله فيكم، وأزاح همكم، وفرج كربكم، وعافاكم وأحبتكم، ورزقكم الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل.

وشكرًا لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

أنت بالفعل قد يكون لديك بدايات لأعراض اضطراب الشهية العُصابي، والذي يُعرف باسم (بوليميا Bulimia)، وهذا الأمر يمكنك حقيقة تجاوزه والسيطرة بصفة تامة، بشرط أن تكوني واضحة جدًّا مع نفسك، أن تُدركي أن هذا السلوك سلوك مرفوض تمامًا، وأن تقتنعي بوزنك وجسدك، وأن تسألي الله تعالى أن يعطيك الصحة والعافية.

سلوكيًا أيضًا ننصحك ألا تأكلي لوحدك، تناولي وجبات الطعام مع أهلك متى ما كان ذلك مُتاحًا، وقولي لنفسك: (أنا يجب أن أتعامل مع الطعام مثل بقية أعضاء الأسرة)، فهذا مهمٌّ جدًّا، وعليك ألا تذهبي إلى الحمام أبدًا بعد الأكل، فهذا يُمنع تمامًا؛ لأن هذا قد يكون مدعاةٍ للغثيان ثم التقيؤ أو التقيؤ المقصود.

إذًا هذا السلوك يمكن ضبطه، ويمكن التحكُّم فيه، ويمكن لك أن تتخلصي تمامًا أنت فيه.

أحد العلاجات السلوكية أيضًا هي: حُسن توزيع الوقت، النوم المبكر، الاجتهاد في الدراسة، والتفكير الإيجابي، وأنت بفضلٍ من الله تعالى مُقدمة على الزواج، نسأل الله تعالى لك حياة زوجية طيبة، كما أن مشاركاتك الأسرية أيضًا يجب أن تكون واضحة وجيدة وفعّالة، لأن ذلك يُبعد تفكيرك عن الطعام.

وأرجو تجنب قراءة ما يُثار ويُصور في بعض المجلات النسائية حول المرأة وشكلها، والجمال والنحافة وأي شيء من هذا القبيل، هذا أرجو أيضًا ألا تشغلي نفسك به كثيرًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا حقيقة أريدك أولاً أن تذهبي إلى طبيبة المركز الصحي، فأنت لست محتاجة للطبيب النفسي، اذهبي لطبيبة الرعاية الصحية الأولية، دعيها تقوم بفحصك، وتُجري لك الفحوصات المختبرية المطلوبة، ووضحي لها ما تعانين منه، وإن شاء الله تعالى سوف تجدين منها مساندة كبيرة، ويمكن أن تصف لك عقارا يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، جرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم تتوقفين عن تناوله.

طبيبات الرعاية الصحية الأولية -الحمد لله تعالى- على إلمام تام بهذه العلة، إذًا ليس هنالك حاجة للذهاب إلى الطبيب النفسي، ولكن لا أنصحك أبدًا أن لا تتناولي دواءً دون أن تصفه لك طبيبة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net