هل القلق سببه اضطراب في الشخصية أم شيء عضوي؟
2015-10-26 04:41:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لا أعرف من أين أبدأ أو كيف أصف حالتي، ولكن أتمنى أن يصل كلامي بطريقة جيدة.
أنا إنسانة تأتيني فترات أعاني فيها من قلق شديد، وأصير مهمومة من أتفه الأشياء، أشياء من تفاهتها لا تستحق الذكر، فدائما مهمومة، وأي شيء ممكن أن يؤثر على نفسيتي ويضايقني، حتى يؤثر على شهيتي، فأعيش صراعا بين أني أتمنى أن أكون سعيدة، وبين حساسيتي الزائدة من أي شيء.
أغضب بسرعة، ومن أتفه شيء، وممكن أن أبقى لأيام غاضبة، ولا أتحدث مع أحد، أهمل أحياناً الصلاة، ولا أتقبل الآراء الأخرى أبدا، وإذا أحد انتقد شيئا أنا مقتنعة به أغضب، وأحيانا تكون ثقتي معدومة بنفسي، وأحياناً أشعر بالغيرة على أتفه الأشياء.
أحب أن أكون اجتماعية، وأختلط بالناس، لكن إذا حصلت اجتماعات أصبح لا أريد الذهاب، وأبدأ بالقلق، إلى أن ينتهي الاجتماع، ثم أندم على قلقي الزائد، حتى الدراسة كرهتها بشكل كبير، واليوم الذي أداوم فيه أنتظر بفارغ الصبر متى أرجع إلى المنزل، رغم أني إنسانة طموحة جداً، ولدي أحلام أريد أن أحققها، لكن أشعر بأني فاشلة في دراستي.
أكون متحمسة للمذاكرة، وأنوي أن أجتهد، وعندما أفتح الكتاب أذاكر بعض الدروس، ثم أشعر بالملل لدرجة أن أقفل الكتاب، ولا أستطيع الإكمال، فهل ممكن أن يكون سبب هذه الأشياء عضويا مثل فيتامين (د)؟
أتمنى مساعدتي؛ لأني أشعر بأني أستحق الأفضل ولا أستحق ما يحدث لي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم أنت تستحقين الأفضل، وإن شاء الله تعالى سوف تنالين ما تبتغين وتأملين.
ليست هذه الأشياء من نقص فيتامين (D) ولكنها سمات من شخصيتك، شخصيتك -كما وصفتها- شخصية قلقة وحسَّاسة، تتأثَّرين بالأشياء من حولك، ولا تستطيعين أن تنسي بسهولة، فمثلاً إذا أساء أحد إليك -كما تعتقدين- أو إذا سمعتِ شيئًا أغضبك، هذه سمات شخصية أدَّت إلى الشعور بالاكتئاب والتوتر، ممَّا أثر على أدائك في المذاكرة.
أكرر ليس نقص فيتامين (D) سببًا في هذه الأشياء، إنما هي سمة من سمات الشخصية، تحتاج في المقاوم الأول إلى علاج نفسي، إذا كان في الإمكان التواصل مع معالج نفسي لعمل جلسات نفسية دائمة، والتحدث معه أسبوعيًا، بشرح ما مرَّ بك من مواقف، وكيفية تصرفاتك فيها، ومن ثمَّ سوف يُعطيك واجبات ونصائح للعمل والتصرُّف في مثل هذه المواقف في الأسبوع الذي يليه، وهكذا باستمرار سوف تجدين -إن شاء الله تعالى- أنه حصل تحسُّنًا.
وهناك بعض الأدوية أيضًا التي تُساعد في التوتر والقلق، ولعل الدواء الذي يعرف بـ (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) خمسين مليجرامًا، قد يكون مناسبًا لحالتك، ابدئي بنصف حبة ليلاً قبل النوم لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة، وإن شاء الله تعالى مفعوله سوف يبدأ بعد أسبوعين، وسوف تشعرين بالتحسُّن في خلال شهرين، مع الجلسات النفسية، وبعد ذلك يمكن الاستمرار في تناول الدواء لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، حتى تحسِّي بالراحة التامة، وتواصلين دراستك بتركيز كبير، وبراحة نفسية، وإن شاء الله تعالى تنجحين وتعيشين حياة متوازنة ومستقرة.
وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.