مصابة بألم في الأسنان ولا بد من إجراء سحب للعصب فبماذا تنصحونني؟
2015-10-27 04:44:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد طرح مشكلتي جزاكم الله خيرا، عمري 21 عاما، لدي مشكلة وأنا حزينة جداً، فبسببها تدمرت حياتي، مشكلتي هي ألم قوي جدا بأسناني الأمامية، وأحد هذه الأسنان من الثنايا، والسن الذي بجانبه فجأة صار يؤلمني جداً.
لا أعلم ماذا حصل بأسناني، سألتهم أجابوني أنه التهاب في عصب السن، استمر الألم لمدة 4 أيام، وكنت لا أستطيع النوم بسببه، ولكني استطعت السيطرة على الألم بأخذ المضادات وزيت القرنفل فاختفى الألم تماماً خلال 4 أيام، ولكن بعدها بأسبوع حصل تورم فوق الأسنان التي كانت تؤلمني، فهو ألم قاسي، إذا لمسته يؤلمني ألماً مبرحاً، لم أهتم بالألم وقلت سوف يختفي مع الأيام -إن شاء الله- ولكني لم أتحسن، وبعد 3 أسابيع تقريبا تورم وجهي من جهة الأنف، وصارت أسناني التي تؤلمني بالبداية تتحرك وتهتز فأنهرت وبكيت، وجاءتني حالة نفسية، وأني سأفقد أسناني، المهم ذهبت إلى المستشفى، وأجرى لي الدكتور عملية في اللثة، واستخرج (كيساً) من فوق السن الأول والسن الثاني، وأيضا قام بعمل عملية اسمها (قطع ذروة السن)، وقال: لا بد من عمل سحب عصب للأسنان.
أنا محتارة جداً؛ لأنني إذا قمت بسحب العصب سوف يخرمون السن ويسحبون العصب، ما رأيكم هل أقوم بسحب العصب أم أتركه؟ مع العلم أن الدكتور قال لي: أن الأسنان المصابة مات فيها العصب ولذلك تكونت هذه الأكياس الدهنية، وإذا لم يسحب العصب سوف تعود هذه الأكياس بالظهور مجدداً، وسوف تأكل عظم الفك.
أرجوكم ماذا علي أن أعمل؟ أقسم بالله أني حزينة فأنا أبكي دائما، لأنني في مقتبل العمر وصغيرة، أرجوكم هل أقوم بسحب عصب الأسنان هذه أم لا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتهال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بكم أختي الكريمة في موقع استشارات إسلام ويب.
ليكن لديك علم أن أي ألم سني لا تفيد معه الأدوية سوى بتسكين الحالة ريثما نراجع الطبيب للكشف عن سبب الألم، وعلاج السن المسبب.
وأن أي ألم سني هو علامة إنذار بوجود تسوس أصبح قريبا من العصب، ويزاد هذا الألم كلما ازداد تقدم التسوس ضمن السن، حيث أن مراحل تطور النخر السني يكون كالتالي:
بداية أي نخر ضمن السن يكون غير مؤلم في المراحل الأولى للتسوس عندما ما يكون النخر ضمن طبقة الميناء السني كون هذه الطبقة خالية من النهايات العصبية، وعندما يمتد النخر ليصل إلى طبقة عاج السن يبدأ هنا الألم كون هذه الطبقة تحتوي على النهايات العصيبة، ويكون الألم في هذه المرحلة مثار أي لا يؤلم السن إلا عند تناول المشروبات الساخنة، أو الباردة، أو أثناء تناول الطعام، وفي هذه المرحلة يكون العلاج عند طبيب الأسنان بتنظيف النخر السني، ووضع طبقة من ماءات الكالسيوم لعزل الحشوة عن العصب وبعدها وضع الحشوة الدائمة (الحشوة المعدنية أو الحشوة اللاصقة التجميلية).
وإذا ما أهمل النخر فإنه يمتد ليصل للعصب السني، ويثار العصب (أي التهاب عصب حاد)، ويصبح الألم في هذه المرحلة عفويا، أي أن الألم يبقى مستمرا دون وجود أي إثارة من طعام أو شراب قد يزداد الألم أثناء النوم، وهذا ناتج عن احتقان الشعيرات الدموية ضمن الحزمة الوعائية العصبية في حجرة وقناة العصب المغلقة، وإن استعمال المسكنات في هذه المرحلة لا يفيد إلا لبضع ساعات ويعود الألم من جديد، ولا يكون الحل هنا إلا في نزع العصب عند طبيب الأسنان.
وإذا ما أهملت الحالة أكثر وبقي المريض يتناول العقاقير المسكنة فإن التهاب العصب الحاد يتطور إلى التهاب العصب المزمن، ويبدأ اللب السني (العصب السني) بالتموت ويختفي الألم في هذه المرحلة لفترة مؤقتة، حيت يبدأ العصب بالتعفن والتحلل ضمن الحجرة العصبية للسن، وينتقل هذا التعفن إلى العظم، ويتظاهر على الصورة الشعاعية للإسنان كيس ذروي صغير محيط بجذر السن يبقى هذا الكيس في طور الأزمان دون أي أعراض إلى أن يصاب بهجمة حادة تتسبب في انتفاخ المنطقة المحيطة بالسن والأوجه، وقد يقودنا الأمر بالنهاية إلى فقد السن (خلع السن).
أختي الكريمة: يجب عليك زيارة طبيب الأسنان، وعمل فتح لحجرة العصب السني، وعمل تنظيف الحجرة السنية وقناة العصب من الجراثيم الموجودة المسببة للتورم والناتجة عن تموت العصب (فالعصب لديك متموت ومتحلل أصلا أي لا يوجد عصب)، ولا يوجد أي خوف من حفر السن كون الحفر يكون من السطح الداخلي للسن الأمامي، ويكون غير ظاهر أثناء الكلام أو الابتسامة فلا تقلقي.
ويجب أن يترافق علاج العصب مع قطع ذروة السن، ولا يجوز عمل قطع لذروة السن قبل الانتهاء من علاج العصب، يجب عدم إهمال الموضوع، وإن ما وصلت إليه ناتج عن إهمال علاج الألم السني، وتذكري كقاعدة أساسية أنه في حالة الألم السني يجب مراجعة الطبيب فورا؛ للكشف عن السبب وعلاجه فورا، والذي يكون علاجا بسيطا غالبا في المراحل الأولى كما ذكرت لك سابقا.
أسأل الله لك التوفيق والسداد مع أطيب الأماني.