أعاني من كثرة التفكير والسرحان وبعض الهلاوس، فما العلاج؟
2015-10-22 00:34:07 | إسلام ويب
السؤال:
أعاني من كثرة السرحان والتفكير وهلاوس، يعني أحس بوجود شيطان بجانبي في كل مكان، مع العلم بأني ملتزم بالأذكار صباحاً ومساءً والأدعية، وأعلم أن لا أحد يملك لي ضراً أو نفعاً إلا الله، وأن الشيطان يخاف مني لأني أحفظ المعوذات وآيات قرآنية؛ مما يجعلني قادراً على قهره، ولكن لا أعلم لماذا يتطرق ذهني لتلك الأشياء!
كنت مقبلاً على العلم بدرجة كبيرة جداً وكانت لي أهداف وأمنيات؛ كل ذلك ذهب! وأجد صداعاً شديداً في رأسي منذ عام، مع العلم بأن عيني سليمة ولا يوجد بي أي أمراض جسدية، ولكن أخي كان أعتدى عليّ جنسياً وأنا كثيراً ما أغضب وأفكر في هذا الموضوع، فهل هذا هو السبب؟
وما هو العلاج؟ لأني لا أقدر على مصاريف دكتور نفسي!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لم تذكر عمرك الآن، ومتى كان التحرش الجنسي من جانب أخيك معك، لأن كثيرًا من الدراسات الآن أثبتت أن التعرض للتحرش الجنسي في الصغر يكون من عوامل حدوث الاكتئاب مستقبلاً، وواضح أنك تعاني من أعراض قلق وتوتُّرٍ واكتئابٍ، وكما ذكرت قد يكون التحرُّش أحد العوامل لحدوث ما تعاني منه، والحمد لله تعالى أنك شخص ملتزم ومحافظ على صلواتك، وتقرأ القرآن – كما ذكرت؛ فهذا -إن شاء الله تعالى- يُساعدك كثيرًا، خاصة في مجال القلق والتوتر، لأن الصلاة والذكر تؤدِّي إلى السكينة والاطمئنان.
ذكرت أنك لا تستطيع تحمل تكاليف العلاج النفسي، وإن كان هذا هو الأفضل، لأنك قد تحتاج مع العلاج الدوائي لجلسات نفسية، خاصة في موضوع التحرش الجنسي لمساعدتك في التعامل أو التخلص من هذا، لأنه كما ذكرت يُلازمك إلى الآن وتفكِّر فيه باستمرار، فهذا قد يحتاج إلى جلسات نفسية لفترة من الوقت، وقد تُساعدك كثيرًا لمجرد الكلام عن هذا الموضوع، مع شخصٍ مُحايد لا يحكم عليك، وذكر التفاصيل، وإخراج كل ما بداخلك وتفريغه، هذا في حد ذاته علاج.
وأتمنى أن تستطيع أن تجد معالجًا نفسيًا وتتحمَّل تكاليف العلاج النفسي، وإن لم تستطع فيمكنك استخدام بعض الأدوية التي تُساعد في علاج القلق والتوتر والاكتئاب، وهناك دواء يُسمَّى تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) خمسين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم حبة بعد ذلك ليلاً (خمسين مليجرامًا) وسوف يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، ويحتاج إلى شهرين حتى تشعر بالتحسن من معظم الأعراض التي تعاني منها، وبعد ذلك يمكنك الاستمرار في تناوله لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، وإذا شعرت بالتحسن وزوال هذه الأعراض يمكن التوقف عن تناوله بعد ذلك.
وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.