الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على الثقة في إسلام ويب.
أيتها الفاضلة الكريمة: بعض الناس تحدث لهم تراكمات نفسية كبيرة قبل النوم، وتحدث لهم ذكريات، وتأتيهم أفكار هنا وهناك، وشيء من أحلام اليقظة، وهذا قطعًا يصرف انتباههم عن النوم، ويُسبب لهم القلق والتوتر، وأعتقد أنك من هذا النوع.
هذا -إن شاء الله تعالى- ليس دليلاً على وجود اكتئاب، لكنَّه دليل على وجود قلق نفسي، فكوني معبِّرة عن ذاتك، ولا تكتمي، ولا تحتقني، وتجاهلي هذه الأعراض تمامًا، ومن المهم جدًّا أن تمارسي التمارين الرياضية، أي تمارين رياضية مناسبة بالنسبة لك، كما أن وجبات الطعام ليلاً يجب أن تكون خفيفة، واحرصي على أذكار النوم، وطبِّقي تمارين الاسترخاء التي أوردناها في الاستشارة رقم (
2136015).
وتجنبي النوم النهاري، فالنوم النهاري نوم مزعج جدًّا بالنسبة لمن هم في عمرك، وليس بالنوم الصحي، واعتمدي على النوم الليلي المبكر، فالنوم ما بين الصلاتين - صلاة العشاء وصلاة الفجر- هو الأفضل من حيث: الاستقرار البيولوجي للإنسان، الراحة النفسية، تنمية وترميم خلايا الدماغ، الإفرازات الهرمونية السليمة، واستواء مستوى إفراز الموصِّلات العصبية التي يحتاجها الإنسان من أجل صحته النفسية والجسدية، وهذا كله يحدث في أثناء الليل، فاحرصي على ذلك -أيتها الفاضلة الكريمة-، وأريدك أيضًا أن تكوني إيجابية التفكير، هذا يُساعدك -إن شاء الله تعالى- ويزيل ما بك.
لا بأس -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تتناولي أحد مضادات القلق البسيطة التي تُحسِّن النوم، فمثلاً هناك عقار يعرف تجاريًا باسم (ريمارون REMERON)، ويعرف علميًا باسم (ميرتازبين Mirtazapine) بجرعة خمسة عشر مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ أو شهرين، سيكون كافيًا جدًّا، وهو ليس تعوديًّا، وليس إدمانيًا، والجرعة صغيرة جدًّا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.