بعد شهودي جنازة أصبت باختناق ودوخة، فما تشخيص ذلك؟
2015-11-03 03:56:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الموقع الرائع والمميز، وللقائمين عليه كل التقدير والاحترام.
وزني: 136، وطولي: 173، أعيش في عذاب منذ شهر ونصف، وبعد ترك العادة السرية لمدة أسبوع؛ ذهبت إلى دفن جنازة أحد أقاربي فأصابتني عند باب المسجد حالة اختناق ودوخة وضغط في الصدر، وأحسست أني سأفقد الوعي وأموت، وظلت الحالة مستمرة إلى أن وصلت إلى البيت واستلقيت على الفراش، فقلّت بنسبة 20%، وظلت معي الحالة دائماً، وبعدها بأسبوعين مارست العادة السرية لمدة ثلاث مرات، وزادت الأعراض، وهي معي إلى الآن.
قبل هذا كانت تأتيني أعراض وكانت أخف بكثير من هذه الشدة بعد ممارسة العادة السرية، ولكن تذهب بعد عدة أيام وأعود إلى طبيعتي.
أنا الآن في عذاب، أعاني من ضيق في النفس، وضيق وكبت في الصدر، وضيق وغصة في الحلق وأعلى المريء، وضغط وضيق في البطن، وخفة ودوخة وقلة تركيز، وخفة في الأطراف، وخاصة الأرجل، وغبش في العيون، وأحس بوهج في العيون، وقلة تركيز، ووهن في الجسم، وخفة وضغط في الرأس والوجه والعيون، وأتعب من الركض أو حمل شيء ثقيل، وأحس مثل الكرة عند حلقي سوف تخرج.
وأعاني بعض الأحيان من حركات غريبة في اليدين والبطن والظهر، وتزداد الأعراض أثناء الأكل وبعده، لدرجة أني أصبحت لا آكل خلال الصباح، وتخرج مني غازات كثيرة من الفم والدبر، وخصوصا في الصباح، علماً أني لا آكل شيئا منذ أستيقظ إلى وقت العصر، وأعاني في بعض الأحيان من سحبة في الصدر لمدة ثانيتين، دائما متضايق، وأعاني من أحلام مزعجة بالنوم.
قبل 4 أيام ذهبت إلى طبيب صدرية فقال لي: لديك حساسية، ونسبة مرور الهواء من القصبات 72%، وأعطاني بخاخات للأنف والفم، وإلى الآن لم أتحسن.
قرأت استشارات على موقعكم الكريم عن بعض حالات تشبه أعراضها بعض أعراض حالتي، وكان الجواب القلق والاكتئاب، واشتريت دواء سيبراليكس 10ملغم، لكني لم آخذه خوفا من تعارضه مع أدويتي، ولكني الحمد لله لا أعاني من التوتر، وحياتي طيبة، وليس لدي مشاكل، ووظيفتي ممتازة وقريبة من سكني، وفي شركة مرموقة، وأصلي الصلوات، وعلاقتي طيبة مع الناس، ومؤمن بالله.
هل حالتي ستستمر معي؟ لأن طموحاتي تأثرت كثيرا، ولماذا ظهرت فجأة؟ أنا الآن آخذ دواء concore 5mlg لتسارع نبضات القلب، مع بخاخات الحساسية، ولم أتحسن.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك -أيها الفاضل الكريم- تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لميِّتكم ولموتانا وموتى المسلمين، وأن يرحمنا إذا صِرنا إلى ما صاروا إليه.
أيها الفاضل الكريم: لا شك أن الجنائز لها هيبتها، والموت له هيبته، والإنسان قد يدخل في حالة انفعالية في هذه المواقف، والذي حدث لك أنك قد أُصبتَ بنوبة هرع وقلق، قد يكون الأمر متعلقاً بما دار في عقلك الباطني، والشعور بدنو المنية في مثل هذه المواقف معروفة كسمة رئيسية من سمات الهرع والفزع النفسي.
بعد ذلك، بعد أن اختفتْ الحالة وأُجهضتْ؛ ظلّتْ لديك الأعراض النفسوجسدية (سيكوسوماتية) الواضحة جدًّا: شعورك بالضيق في التنفس، والكتمة في الصدر، والغصة في الحلق والمريء ... هذه أعراض مثالية جدًّا نُشاهدها في حالة القلق النفسي المرتبط بالوسوسة والمخاوف.
فيا أيها الفاضل الكريم: كل أعراضك التي ذكرتها -وأنا اطلعتُ عليها تمامًا- هي أعراض نفسوجسدية، مرتبطة بحالة الهرع التي أصابتك، ومن ثمَّ تبعها ما نسميه بقلق المخاوف.
أنت -إن شاء الله تعالى- بخير، والحالة بسيطة، ويمكنك أن تتجاوزها من خلال التجاهل، وأن تنطلق في الحياة بقوة وبإيجابية، وأن تُحرر نفسك من استعباد العادة السرية، لا خير فيها أبدًا ولا بركة.
عش الحياة بكل جمالها، بكل صفائها، مارس الرياضة، اقرأ.
الحمدُ لله تعالى أنت حريص على صلاتك، كن مرتبطًا بالمساجد وأهل الدين والصلاح، استمتع بحياتك، وخطِّط لمستقبلك بصورة إيجابية، وضع الآليات التي تُوصلك إلى مبتغاك ... هذا كله يعمل إزاحة تامة لقلق المخاوف.
والـ (سبرالكس Cipralex) بالفعل أنت محتاج له، وهو دواء رائع، بل هو قمة الروعة لعلاج هذه الحالات، وأنت لا تحتاج له -لا بجرعة كبيرة ولا لمدة طويلة- ابدأ بخمسة مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام- تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة -أي عشرة مليجرام- يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أما بالنسبة للــ (كونكور Concore)؛ فالبعض يستعمله ككابح لإفراز الأدرينالين (adrenaline) ممَّا يُقلل من تسارع القلب، لكن بجرعة خمسة مليجرام قد يُخفض ضغط الدم، اجعلها 2.5 مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم 2.5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله.
أسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.