رغم تقربي إلى الله، وابتعادي عن المعاصي، إلا أنني أمارس العادة السرية
2015-11-08 22:32:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم، نفع الله بكم وبارك في جهودكم
أنا فتاة عمري 18 عاما، من أُسرة محافظة -الحمد لله-، محافظة على الصلاة وملتزمة دينياً -ولله الحمد-.
مشكلتي هي أن والدتي ليست قريبة مني، فأنا مارست العادة السرية منذ الصغر، ولم أكن أعرف عنها شيئاً حتى كبرت، لم أكن أعرف لماذا أفعل ذلك أصلاً، أمي لا تتحدث معنا في هذه المواضيع، مع أنني أحياناً أحتاج أن أتحدث معها بمثل هذه المواضيع الحرجة، لا أقصد أنني أريد أن أفضح نفسي، وأخبر والدتي بالأمر، ولكنها منذ بلوغي -علماً أنني بلغت في الصف السادس-، لم تخبرني شيئاً عن الأمور الحساسة، فكنت أبحث عن كل شيء بنفسي، وبالتأكيد أحياناً لا أجد الجواب الكافي.
في السنوات الأخيرة اكتشفت أن لدي بعض الأخطاء في طريقة الغسل من الحيض، ولكنني أصلحتها -ولله الحمد-، ولا أعرف لماذا يعتبرون التحدث بهذه المواضيع عيب وجريمة، فإذا لم تعلمني أمي فمن يعلمني؟
أنا الآن متذبذبة، فأنا أترك العادة ثم أعود لها بعد فترة، وأنا مستغربة من حالتي، فأنا -الحمد لله- أصلي ولا أشاهد الأفلام ولا أسمع الأغاني، فلماذا لا أستقيم؟ هل حالتي طبيعية أم أنني أشتكي من شيء غير طبيعي؟
كما أن دورتي الشهرية غير منتظمة، فتأتي شهرا وتنقطع شهرا أو شهرين ثم تعود، وهكذا، هل يوجد سبب لها؟ أنا خائفة جداً أن يؤثر هذا علي صحياً ونفسياً، وكيف أتقرب إلى الله أكثر؟
أنا ختمت القرآن قبل أشهر، ولا أريده أن يكون حجة عليّ، وكيف أستغل وقتي بطريقة جيدة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة العاقلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال وأن يحقق في طاعته لنا ولكم الآمال، وأن يكثر من الحريصات على نشر الوعي الشرعي، بما فيه من أقوال وأفعال، ونسأل الله أن يوفقك ويفقهك، ويكتب لك الحلال.
لقد أسعدتنا استشارتك، ونشاركك الاستغراب، ونرفض الخجل الذي يمنع من تعلم أحكام الشرع، ونذكر بان الصحابة والصحابيات لم يمنعهم الحياء من التفقه في الدين، ولله در من قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: هل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ فأجابها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله:" نعم إذا رأت الماء، وجاءت من تسأله عن كيفية الغسل من الحيض، وشرح لها حتى الدقائق، لكنها لم تفهم، فما كان من أمنا عائشة -رضي الله عنها- إلا أن جذبتها ووضحت لها الأمر.
ومن هنا يتضح أن ما يحصل في مجتمعاتنا من منع للحديث حول تلك الأمور، أمر مرفوض شرعا، ورحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من أن يتفقهن في الدين.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تجتهدي في التفقه في الدين، لتكوني عونا لأخواتك وزميلاتك في بيان هذه الأمور، ولا يمكن للعادات السلبية أن تزول إلا بتعاون أمثالك مع الجهات الشرعية والعلمية، فالساحة كبيرة والتعاون مطلوب، ونسأل الله أن يثبتنا ويفقهنا في الدين.
______________________________
انتهت إجابة: د. أحمد الفرجابي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-،
وتليها إجابة: د. منصورة فواز سالم -طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة-.
تبدأ مرحلة البلوغ عند الفتيات ما بين 12 إلى 13 عاما، بكبر حجم الثديين عند الفتيات، ثم تحول شعر العانة إلى اللون الأسود، ثم نزول الدورة الشهرية بدون انتظام في السنوات الثلاث الأولى بعد دورة البلوغ، ثم تنتظم بعد ذلك في عمر 16 عاما، وعدم انتظام الدورة الشهرية حتى عمر 18 يشير إلى خلل في التوازن الهرموني، وضعف التبويض، ويحدث ذلك بسبب تكيس المبايض، وعدم خروج البويضات من تحت جدار المبايض السميكة.
والوزن الزائد والسمنة هي السبب الرئيسي في اختلال التوزازن الهرموني، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وهي السبب الرئيسي في تأخر الدورة الشهرية، ومن المهم العمل على إنقاص الوزن في المرحلة القادمة من خلال حمية غذائية، تعتمد على تناول المزيد من الخضروات الطازجة والمسلوقة، مع البروتينات المشوية من الدجاج واللحوم والأسماك، والحبوب، وترك الحلويات والسكريات والمقليات والمشروبات الغازية والعصائر والتمور والعسل والشيكولات.
ويساعد تناول حبوب جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا، ولمدة لا تقل عن 6 شهور، في ضبط الدورة الشهرية، وإنقاص الوزن، ولإعادة التوازن الهرموني، وبالتالي إعادة تنظيم الدورة، يمكنك تناول حبوب منع الحمل ياسمين، التي تناسب الفتيات كما تناسب السيدات المتزوجات لمدة 3 إلى 6 شهور، 21 قرصا كل شهر، والانتظار حتى تنزل الدورة الشهرية، ثم تكرار الشريط التالي، ثم يمكنك تناول حبوب دوفاستون التي تساعد في التوازن الهرموني، وفي بناء بطانة الرحم، وجرعتها 10 مج، تؤخذ قرصا واحدا مرتين يوميا، من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة ثلاث شهور إلى ستة.
وننصح بتناول حقنة من فيتامين ( د ) 600000 وحدة دولية في العضل، وتكرر كل 6 شهور، وشرب المزيد من الحليب، وتناول حبوب الكالسيوم والأحماض الدهنية أوميجا 3، وحبوب الحديد، وفوليك أسيد Ferose F، مع المداومة على تناول حليب الصويا والفواكه والخضروات، وحليب الصويا، وشرب أعشاب البردقوش والمرمرية، وهي تغلى مثل الشاي، وهذا مفيد في علاج الإمساك، ويحسن الهضم والتبويض، وبالتالي انتظام الدورة -إن شاء الله-.
وبعد مرور تلك الفترة من العلاج والحمية، ومحاولة إنقاص الوزن شهور، يمكنك إجراء التحاليل التالية للوقوف على حالة الهرمونات وهي: FSH - LH PROLACTIN- TSH-FREET4-FSH-LH - ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم 21 من بداية الدورة، وعمل السونار على المبايض، خصوصا في منتصف الدورة، وهي أيام التبويض، ومتابعة الحالة مع طبيبة متخصصة في هذا المجال.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.