هل ينبغي قراءة سورة البقرة للتداوي؟ وما أفضل وقت للقراءة؟
2015-11-05 00:51:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
ما حكم قراءة سورة البقرة، فأغلب المشايخ يقولون: إنها جائزة، وبعضهم يقول: إنها بدعة؟
وهل سورة البقرة عظيمة ومفيدة للأمراض العضوية، والنفسية، والروحانية، والمستعصية مثل: الخوف، والعين، والمس، وغيرها؟
وأيضا هناك قصص نجحت بفضل سورة البقرة فهل من الممكن أن أسمع الرقية الشرعية يوميا، أو لمدة شهور، أو لسنتين، وهكذا؟ وهل أسمعها بعد قيام الليل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
القرآن كله شفاء وليس كل أحد يحسن التداوي به، قال ابن القيم في زاد المعاد: " اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ اﻟﺸﻔﺎء اﻟﺘﺎﻡ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺩﻭاء اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻭاﻟﺒﺪﻧﻴﺔ، ﻭﺃﺩﻭاء اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻣﺎ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻳﺆﻫﻞ ﻭﻻ ﻳﻮﻓﻖ للاﺳﺘﺸﻔﺎء ﺑﻪ، ﻭﺇﺫا ﺃﺣﺴﻦ اﻟﻌﻠﻴﻞ اﻟﺘﺪاﻭﻱ ﺑﻪ، ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺩاﺋﻪ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺗﺎﻡ، ﻭاﻋﺘﻘﺎﺩ ﺟﺎﺯﻡ، ﻭاﺳﺘﻴﻔﺎء ﺷﺮﻭﻃﻪ، ﻟﻢ ﻳﻘﺎﻭﻣﻪ اﻟﺪاء ﺃﺑﺪا.
ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﻛﻼﻡ ﺭﺏ اﻷﺭﺽ ﻭاﻟﺴﻤﺎء اﻟﺬﻱ ﻟﻮ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﺎﻝ ﻟﺼﺪﻋﻬﺎ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ اﻷﺭﺽ ﻟﻘﻄﻌﻬﺎ؟! ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﻣﻦ ﺃﻣﺮاﺽ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭاﻷﺑﺪاﻥ ﺇﻻ ﻭﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻭاﺋﻪ ﻭﺳﺒﺒﻪ، ﻭاﻟﺤﻤﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﻤﻦ ﺭﺯﻗﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ".
وبالنسبة للرقية فقد يكفي مع اليقين، والصدق، والقبول سورة الفاتحة، أو المعوذات، أو البقرة ولم يجعل الله علينا في الدين من حرج فمن قرأ شيئا من القرآن انتفع به، ولا يشترط أبدا أن يقرأ الإنسان سورة كذا أو كذا مما يشق عليه وإن كانت نافعة، بل يرقي نفسه بما يخف عليه ولا يتملل عند قراءته.
ولم يقل أحد أبدا أن قراءة سورة البقرة بدعة وكيف ذلك وقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة - أي السحرة-؟ وتطرد الشيطان، وآية فيها لا يقرب من قرأها شيطان والآيتان من آخرها تكفي من كل شيء.
ولكن من تكلم في تكليف الناس ما لا يطيقون، وتعبدهم بما يشق عليهم ويجلب عليهم التسخط والملل.
وقراءة سورة البقرة نافعة ولا يشترط أن تقرأ في يوم أو ساعة بل قد تقسم على أيام، ولا يشترط فيها عدد، فإن شئت فاقرئيها كما شئت، وعليك بالمعوذات، والفاتحة، ودعوات الكرب، وإنزال حاجتك بالله وانتظار الفرج منه.
فرج الله كربك، ووقاك شر كل ذي شر.