أعاني من وجود شد في جسمي وأعصابي، فهل سبب ذلك الطاقة الزائدة في الجسم؟
2015-11-16 01:53:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشعر بأن جسمي وعضلاتي وأعصابي مشدودة جدا وتؤلمني، كما ويصيبني تعرق وبرودة في أطرافي، وهذه الحالة تنتابني بين فترة وأخری، وأعتقد أنها كهرباء زائدة مثل الصرع، وأفكر بأن أدفن نفسي في التراب حتى يسحب الكهرباء من جسمي ودماغي، فهل ما أفكر به صحيح أم خاطئ؟ وهل هي الكهرباء فعلا؟
وللعلم فأنا ليس لدي حالات أو أعراض صرع، بينما والدي كان يعاني من صرع ليس وراثيا، وأثناء النوم يصر بأسنانه، ويصدر أصواتا وآهات وكأنه يتألم، فعلمت من بحثي في الإنترنت أنه من الكهرباء الزائدة، وأنا ﻻ أعاني من هذه الأعراض، ولا من صرير الأسنان والأصوات.
علما بأني أعاني من نوبات هلع، وعندما بحثت عن سبب شعوري بالشد في جسمي وأعصابي، فلم أجدها إﻻ عند المصابين بالهلع، لكنه عندما ينتابني الشد والكهرباء ﻻ أشعر بالخوف وﻻ بالهلع، فلا أعتقد أن له علاقة بالهلع.
أحيانا أعتقد أنها طاقة زائدة، فألجأ للسير والمشي ﻷفرغ جسمي من الطاقة الزائدة، وأحيانا ألصق راحتي يداي بالجدار رغبة في أن أفرغ الكهرباء بالجدار، وأخذت هذه المعلومة من إحدى حلقات المحقق كونان.
وبالفعل أنا أعاني من الطاقة الزائدة والحماس لدرجة الجنون، فألجأ للمشي السريع، وأتمنی أن أركض وأقفز، لكن بيتنا عبارة عن شقة صغيرة، وﻻ توجد به مساحة ﻷفرغ الطاقة الهائلة من جسدي وأرتاح.
كما أنني لا أعاني من نوبات اﻻكتئاب، أي أنني ﻻ أعاني من ثنائي القطب، أنا في حيرة، ولكن أميل للاعتقاد بأن دائي فسيولوجيا وليس نفسيا.
شكرا لكم، لقد أزعجتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
الوصف الذي وصفتِه في رسالتك أول ما يُفكّر فيه الإنسان أنه لديك درجة بسيطة جدًّا ممَّا يُعرفُ بالاضطراب الوجداني ثُنائي القطبية من النوع المختلط، لكن تأكيداتك واضحة أنه لا تأتيك نوبات اكتئاب أو شيئا من هذا القبيل، وليس هنالك من وجهة نظرك ما يدل على وجود القطب الانشراحي.
عمومًا هذه احتمالية تشخيصية، حتى وإن كانت ضئيلة يجب أن نضعها في الاعتبار، والاحتمالية الثانية أن الموضوع هو قلق، وأصبح لك نوع من التخوف من مرض الصرع، لأن والدك –حفظه الله– يعاني من هذه العلة، وأصبح الأمر –أي إصابة والدك– مُهيمنا عليك، وتعرفين أن مرض الصرع في بعض الأحيان قد تلعب الوراثة فيه دورًا، فحدث لك نوع من القلق التلقائي حتى وإن كان ذلك على مستوى العقل الباطني.
الذي أراه -أيتها الفاضلة الكريمة– وحتى تتأكدي وتقتنعي وتطمئني: أن تذهبي إلى الطبيب، ودعي الطبيب يقوم بإجراء تخطيط للدماغ لك، حتى تتأكدي تأكيدًا واضحًا وقاطعًا أنك لا تُعانين من أي بؤرة صرعية نشطة أو غير نشطة.
الأمر الثاني هو: أن تحرصي على تمارين الاسترخاء، هذه الانشدادات العضلية، وهذه اليقظة الزائدة، كلها تُعالج من خلال التمارين الاسترخائية، فاحرصي تمامًا على تطبيق هذه التمارين على أصولها كثيرًا.
والأمر الثاني: قللي من المثيرات التي تحتوي على مادة (الكافيين Caffeine)، وقطعًا الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة، هذه كلها يجب أن تُقللي منها تمامًا، واحرصي على النوم الليلي المبكر.
حين تقابلين الطبيب، وبعد أن يقوم بإجراء الفحوصات كاملة أعتقد أنه في نهاية الأمر سوف يعطيك جرعة صغيرة من أحد الأدوية المضادة للقلق وللتوتر، وأعتقد أنها سوف تفيدك كثيرًا.
أرجو أن تطبقي ما نصحتك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.