توفيت أختي، فما هي الطريقة الصحيحة لإخبار ابنتها بهذا الخبر؟
2015-12-24 05:09:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكم، وجزاكم خيرا.
إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد أصابنا منذ أسبوع مصاب، فقد توفيت أختي بحادث سيارة -رحمها الله-، أسأل الله أن يغفر لها ويرحمها.
أختي كانت متزوجة، ولها طفلين -فتاة وصبي-، الصبي صغير قرابة العامين، والحمد لله إنه بخير، أما البنت فعمرها 8 سنوات، والآن هي بالمستشفى بسبب رضوض بسيطة، أسأل الله أن يحفظها ويحفظ أخاها، وإن شاء الله ستخرج ابنة أختي من المستشفى بعد أسبوع، فكيف سنخبرها بأن والدتها قد توفيت؟ وما هي الطريقة النفسية الصحيحة لإخبارها؟ وما واجبنا تجاه أختي المتوفاة؟ أسأل الله أن يغفر لنا ولها.
علما بأن والدهما -زوج أختي المتوفاة- قد تعرض لكسور من الحادث، وحالته الصحية ليست جيدة، وسيتابع علاجه بالخارج.
أرجو منكم أن تساعدونا، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، ومعذرة على التأخر بسبب المرض.
وأعانكم الله على مصابكم، وإنا لله وإنا إليه لراجعون، ورحم الله أختك، وصبركم على هذا.
مما ينصح به عادة من الناحية النفسية أن يخبر الأطفال وخاصة ابنة أختك وهي في الثامنة من عمرها، أن تخبر بوفاة والدتها، مع مراعاة طريقة الإخبار.
طبعا من الطبيعي أن نربط بين الوفاة والإصابات التي حدثت سواء للبنت أو والدها، وبالتالي والدتها التي توفاها الله تعالى بسبب الإصابات الخطيرة والشديدة التي تعرضت لها في حادث السيارة، ويمكن أن تخبر عن بعض الإجراءات التي تمت من ناحية نقل الأم إلى المستشفى إلا أن الإصابة كانت شديدة، مما سبب الموت، وربما يفيد أن تخبروا البنت من أن أمها لم تعاني من الآلام، وإنما تمت الوفاة بشكل هادئ ومن دون ألم.
ويفيد أن يطلب من البنت أن تدعو لأمها بالجنة، وأنها سبقتنا إلى جوار ربها بإذن الله، وهذه فرصة لتتعلم الطفل عن الموت، وهي في هذا العمر ستتفهم الأمر، على صعوبته.
كل هذا أفضل بكثير من عدم إخبارها كما يفعل البعض من أن يقال للأطفال بأن الشخص الذي توفي قد سافر لمكان بعيد وما شابه ذلك.
ولا مانع أبدا، بل من المفيد أن ترى الطفلة أفراد أسرتها يبكون ويشعرون بالحزن على فقدان الأم، فكل هذا طبيعي، وردة فعل طبيعية أمام الوفاة، ويمكن أن تخبر أيضا بأن الرسول الكريم قد بكى عندما توفيت والدته، أو عندما توفي ولده إبراهيم.
وربما أفضل من يخبر الطفلة أبوها، ويشرح لها كيف أنه أيضا أصيب بجراح بسبب الحادثة، إلا أن جراحه لم تسبب الوفاة، ولله الحمد.
وتشعر الطفلة عندها بأنها صحيح أنها قد فقدت أمها، إلا أن والدها موجود، وسيقوم بعون الله في رعايتها وأخيها الصغير.
واطمئنوا بأن الله قد وضع قدرة عجيبة من المناعة والقدرة النفسية في الأطفال، مما يمكنهم من تجاوز مثل هذه المصائب.
وفقكم الله، وغفر تعالى للسيدة التي توفيت، وكتب الشفاء لبقية المصابين.