أمي تعاني من حالة نفسية وأصيبت بالدرن فانتكست حالتها.
2015-12-01 00:22:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمي -الله يعافيها ويطيل عمرها- عمرها 56 سنة، كانت تستخدم 3 أنواع من الأدوية النفسية، هي جنبريد، والثاني لونه أصفر منوم، والثالث Dogmatil.
الحبوب استمرت عليها أكثر من 6 سنوات، أحيانا تتأثر نفسيتها، لكنها خفيفة، والعلاج نوعا ماً ناسبها.
وبعد هذه السنين قدر الله عليها بمرض الدرن، ووُصف لها علاج مرض الدرن، ومع هذ الحبوب تدهورت نفسيتها، وذهبنا بها لمستشفى نفسي، ووُصف لها cipralex حبة صباحا، وBenztropne حبة ليلا، وdogmatil حبتين صبحا ومساءا، وmIrzagen حبة ليلا، وحبوب منومة، حبتين صباحا ومساء، ومع الأسف كل أسبوع ونفسيتها تعبانة، يصيبها تفكيرٌ كثيرٌ، وأغلب الوقت لا تتكلم، وبعد استخدام العلاج هذا تأتيها رجفة باليدين، وتشقق بالشفة، فهل هذه أعراض جانبية؟ وهل العلاج مناسب لها؟ مع أنها مريضة بالسكر والضغط والكوليسترول، وتستخدم حبوبا للغدة الدرقية، ويوجد لديها نقص فيتامين (د).
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك - أخِي الكريم - على اهتمامك بأمر والدتك، ونسأل الله تعالى لها العافية والشفاء.
أخِي الفاضل: الأدوية المُحسِّنة للمزاج معروفة، والـ (سبرالكس Cipralex) واحد من أفضل هذه الأدوية، لكن أحيانًا حين يتم استعمال الدواء بجرعة غير كافية خوفًا من الآثار الجانبية للدواء؛ هذا قد يُعطِّلُ كثيرًا العملية العلاجية، في حالات الاكتئاب المتوسط أو الشديد جرعة السبرالكس يجب أن تُبنى تدريجيًا حتى تصل إلى 20 مليجرام في اليوم.
والأمر الآخر -أخِي الكريم-: بما أن والدتك لديها اضطراب في النوم؛ فيمكن أن تُعطى عقارا مثل الـ (ريمارون REMERON) والذي يعرف علميًا باسم (ميرتازبين Mirtazapine) بجرعة 15 مليجرام مثلاً ليلاً، (نصف حبة)، هذا سيكون دواء مفيدًا جدًّا بالنسبة لها.
وبقية الأدوية كالـ (دوجماتيل Dogmatil) قد لا تكون هنالك حاجة لها، أما الدواء الآخر وهو الـ (Benztropne) فهو دواء مضاد للرجفة، وفي مثل عمرها هذا الرجفة في اليدين لا بد أن تُشخَّص، هل هي مرتبطة بالأدوية؟ هل مرتبطة بحالتها النفسية؟ هل هي تعاني ممَّا يُعرفُ بالشلل الرعاشي أو علة باركنسون (Parkinson) كما تُسمى؟
فيا أخِي الكريم: التقييم الطبي أفضل، ومن حقكم أن تُناقشوا الطبيب الذي قام بفحصها لتعرفوا الحقائق كاملة.
بالنسبة لعلاج السكر والضغط والكولسترول: هذه علاجها ليس بالصعب أبدًا، المتابعة الطبية، تناول الأدوية الموصوفة، والتحوط والتحفُّظِ فيما يتعلق بالطعام ونمط الحياة، هذه مبادئ مهمة وضرورية جدًّا لعلاج السكر والضغط وارتفاع الدهنيات.
عجز الغدة الدرقية أو نشاطها لا بد أن يُصحح، لأن اضطراب الغدة الدرقية مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحالة النفسية للإنسان. كثير من النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب النفسي ربما يكون لديهم ضعف في إفراز الغدة الدرقية، والتعويض الهرموني سهل جدًّا.
إذًا المتابعة مهمة، وأعتقد أن أفضل طبيب ليُتابع والدتك هو طبيب الغدد والسكر، سوف يقوم -إن شاء الله تعالى- بترتيب العلاج الطبي لها بصورة صحيحة.
تعويض فيتامين (د) أمرٌ سهلٌ جدًّا، من خلال الكبسولات الأسبوعية التي يتناولها معظم الناس الآن في هذا الزمان.
وقطعًا الدفع الإيجابي، ورفع معنويات الوالدة، والاجتهاد معها، والإخلاص في بِرِّها، هذا قطعًا يجعلها تحسّ بمشاعر إيجابية، ويجب أن تُشعروها أنها عضوٌ فعال في الأسرة، أنها صاحبة الحكمة والرويَّة، وأن الجميع متشوق إلى أن يستمع إلى توجيهاتها ونصائحها والنزول إلى رأيها، إشعارها بكينونتها الحقيقية وأهميتها الحياتية، وأن دورها لم يتقلص، هذا مهمٌّ جدًّا من حيث الدفع النفسي.
فاحرصوا على ذلك -أيها الفاضل الكريم- ويا حبذا أيضًا لو جلستم إليها من فترة إلى أخرى، قرأتم عليها شيئًا من القرآن، ناقشتم معها أحد الأحاديث النبوية، هذا فيه خير كثير وكثير جدًّا لكم ولها.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.