أعاني من القلق والتوتر والاكتئاب، ما توجيهكم؟

2015-12-09 14:43:58 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أعاني من القلق والتوتر والاكتئاب، فأصبحت حياتي مرهونة بحالتي النفسية، فهي تؤثر على كل مجريات حياتي.

بدايتها كانت من صغري ثم ظهرت جلية عند بداية التفكير في الزواج، فبسبب كثرت التفكير والتوتر أصبت بحالة اكتئاب شديدة لم أستطع أن أتخلص منها بسهولة، وكدت أن أفسخ خطوبتي لولا أن يسر الله لي، فذهبت إلى طبيب نفسي ووصف لي دواء سيبرالكس 10 جرام والحمد لله تعديت تلك المرحلة، وأنهيت موضوع الزواج بسلام.

مشكلتي لم تنته، فأصبح التوتر والقلق يلازماني في كل أمور حياتي، حتى إنني أخشى أن أقوم بأي نقلة جديدة في حياتي، ولا أكثر من التفكير فأصاب بالتوتر والاكتئاب.

حصلت لي مشكلة في عملي قبل فترة، وبسببها تعبت نفسيتي، ولم أستطع أن أنام ولا أن آكل، وانخفض وزني بشكل ملحوظ، وأصبحت أشعر بتنميل وبرودة في الأطراف، ورجفة في القولون، وأصبحت كثير البكاء فحاولت أن أعود للسيبراليكس لعلي أن أرتاح عليه.

أخذت نصف حبة لمدة أربعة أيام، ولم أستطع أن أكمل لأني شعرت بزيادة في الأعراض فأوقفت الدواء، ولم أهدأ إلا بعد أن خفت المشكلة في العمل.

علماً أنها مشكلة عادية، وتواجه الجميع في أعمالهم، لكن المشكلة في طبيعة نفسيتي، أخشى من أن أواجه مشكلة كبيرة أو فقد عزيز، فكيف لي أن أتحمل وأنا لم أتحمل صغار المشاكل؟!

أرى الجميع يتحملون ويستطيعون التأقلم مع أي مصيبة أو أي تغيير في حياتهم ألا أنا فالخوف والقلق والاكتئاب يلازموني في كل صغيرة وكبيرة.

أشعر أن لدي قابلية للاكتئاب بشكل سريع، فهل يوجد علاج لحالتي وأشعر بتغير ملموس؟ وهل يوجد دواء أستطيع أن أتناوله حتى لو لم أكن مكتئباً، لكن ممكن أن يحسن من طريقة تفكيري وإدارتي للمشاكل.

هل ممكن أن تؤثر هذه الحالة على قواي العقلية مستقبلاً، وهل ممكن أن تتأثر أعصابي مستقبلاً بسبب كثرة التوتر؟

شكراً جزيلاً لكم، وبارك الله فيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أيها الفاضل الكريم: لا يوجد علاج دوائي يُغيِّر من أفكار الناس أو يُعطِّل مشاعرهم، ولا نريد أبدًا أن نرى مثل هذا الدواء.

أنت تتفاعل تفاعلات إنسانية لكن فيها شيء من المبالغة، فيجب أن تُراجع نفسك وتجلس مع نفسك، والفكر السخيف السلبي تُحَقِّره تمامًا، ولا تتبعه أبدًا، وتكون شخصًا واقعيًا، وتثق في مقدراتك، وتحاول أن تطوِّر من نفسك دائمًا، واجعل مشاعرك مثل مشاعر الآخرين، هذا الأمر تحت إرادتك تمامًا.

إنسان لا بد أن يخاف، لكن خوفه يكون معقولاً، الذي لا يخاف لا يحمي نفسه أبدًا - أخِي الكريم محمَّد - والذي لا يوسوس لا يكون منضبطًا، ولا يكون دقيقًا، والذي لا يأتيه شيء من الاكتئاب أو الضجر لا يحسُّ بالفرح والسعادة حين تأتيه، والذي لا يقلق لا ينتج.

أيها الفاضل الكريم: هذه طاقات إنسانية، لا، يجب أن تستفيد منها وتوجِّهها التوجيه الصحيح، الأمر يحتاج منك إلى تفكير، ويحتاج إلى مراجعات على هذا النسق، واجعل لحياتك هدفاً، ما هي أهدافك؟ كيف تصل إلى هذه الأهداف؟ الله تعالى حباك بطاقات.

غيِّر من نمط تفكيرك - أيها الفاضل الكريم - واحرص على الصلوات في وقتها مع الجماعة، هذه فيها فتح عظيم من حيث الترابط الاجتماعي، ومن حيث تطوير الذات والشعور بالأمان والطمأنينة، بجانب الأجر العظيم من الله تعالى.

بِرَّ الوالدين والاهتمام بشؤون الأسرة وجدناه من أنفع أنواع العلاج الذي يُعالج الاكتئاب والتوتر.

ممارسة الرياضة، نحن دائمًا نذكرها، ونحتِّم عليها، وننصح بها، لأن الرياضة تُساعد الناس بيولوجيًا، ليست عملية أوهام أو تقوية عضلات، إنما هي تقوية نفوس.

عليك بهذه الطرق وبهذه الوسائل، والعلاجات الدوائية تساعد، الـ (سبرالكس Cipralex) أو غير السبرالكس، يمكنك الآن أن تنتقل مثلاً إلى عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، ابدأ بتناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم (خمسون مليجرامًا) استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

www.islamweb.net