رفض والدي الزواج بمن تكبرني سناً

2004-12-15 05:36:31 | إسلام ويب

السؤال:
تعرفت على فتاة ووجدت فيها حسن الخلق والخلقة والتربية، متدينة ومن عائلةٍ جيدة، المشكلة أن أهلي رفضوا ارتباطي بها؛ لمجرد أنها تكبرني بـ 3 سنوات، رغم أنها لا تبدو أكبر مني سناً بشهادة الجميع، هل إذا قررت الزواج بها على سنة الله ورسوله أكون عاقاً لوالدي؟

أرجوكم انصحوني، فأنا أحبها، ولا أتمنى من الله غير أن يجمعنا ببعضنا البعض.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يعينك على بر والديك والإحسان إليهما، وأن يكرمك بزوجةٍ صالحة تكون عوناً لك على طاعته وطاعة أهلك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فأنا معك أن فارق السن ليس بالكبير، وأنه لا يشكل أي خطورة على مستقبلك الأسري والعائلي، بل قد يكون سبباً من أسباب الاستقرار، وإن رفض أهلك فأرى أن في رفضهم نوعاً من الغلو والتشدد، خاصةً وأن الأخت كما ذكرت من حيث الخلقة والخلق والنسب والدين، وهذه صفات فعلاً يتمناها أي شاب عاقل، لذا أرى إعادة محاولة إقناع أهلك بها، والاستعانة إن اقتضى الأمر ببعض المحبوبين لدى والديك؛ لمحاولة إقناعهم بها، وسماحهم لك بالزواج منها.

كما أوصيك بالدعاء والإلحاح على الله أن يشرح صدر والديك للموافقة والرضا بزواجك منها، فاجتهد في ذلك على قدر استطاعتك، وواصل الصبر والدعاء، والضغط عليهم من خارج الأسرة، عسى الله أن يشرح صدرهم للموافقة.

فإن أكرمك الله بموافقتهم ورضاهم عن زواجك منها فاحمد الله على ذلك، وإن لم يوافقوا رغم هذه المحاولات، فأرى أن تصرف النظر عنها، ولا تفقد والديك وأسرتك بسببها، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وتأكد أنها لو كانت من نصيبك، وأن الله قد قدّرها لك، فسيشرح صدر والديك، وتأكد أنها لو كانت من نصيبك فستكون لك، وإن لم تكن كذلك فلا يمكن أن تتزوجها بحالٍ من الأحوال، فخذ بالأسباب واستعن بالله، واجتهد في الحصول على موافقة والديك بالطرق المشروعة، فإن لم يوافقوا فلا تبع أهلك ووالديك بسببها، واعلم أنه بإكرامك وطاعتك لهم ولو على حساب نفسك فلن يضيع ذلك عند الله، وتأكد أن الله سيعوضك بأفضل منها ببركة برك بوالديك وطاعتك لهم، فلا يضحك عليك الشيطان ويدفعك لعقوق والديك حتى وإن كانوا مخطئين، فإن حق الوالدين علينا أعظم الحقوق بعد حق الله جل جلاله، والزوجة مهما كانت فإنها تأتي في المنزلة بعد منزلة الوالدين شرعاً، فاجتهد في الدعاء والأخذ بالأسباب، وإياك وعقوق الوالدين؛ لأن العقوق عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق للذي هو خير.


www.islamweb.net