تغير المزاج بعد ترك المسكرات .. أسبابه وعلاجه
2016-01-02 05:30:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله ،كنت شخصًا أحب المزاح، وكنت اجتماعيًا، ولا أحب الحزن، ولم أكن أعاني من أي شيء يذكر، لكني رافقت رفقاء السوء، وصرت أتعاطى الكبتاجون، والمسكرات بشكل مفرط لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات.
وبعدها من الله علي بالابتعاد عنها -بفضل الله- ثم بعزيمة مني، وتزوجت -الحمد لله- وصار لي تقريبًا ثلاث سنوات من تركها، لكن منذ أن ابتعدت عنها عانيت من قلق، وتقلب مزاج، وعصبية، وعدم الإحساس بالسعادة، ومرات أحس أني أطير من السعادة بدون سبب.
تقريبًا خفت الأعراض تلقائيًا ما عدا تقلب المزاج، والعصبية، وعدم الإحساس بالسعادة في كثير من الأحيان، وهذا الشيء أثر في علاقتي مع زوجتي، وأحس بعدم الاستقرار مع توفر وسائل الراحة، وفي أغلب الأيام أنام ولا أحس أني أرتاح إذا قمت من النوم، وصرت كثير التفكير والسرحان، والتشويش وتضخيم الأمور التافهة، ومرات أحس نفسي قوية، ومرات أحس أنها ضعيفة.
من الناحية الاجتماعية ليس عندي مشاكل في المناسبات الصغيرة والكبيرة بالنسبة للحضور، لكن إذا صرت محل أنظار الجميع يحمر وجهي، وأعرق، وأحس بحرارة في جسمي، ولا أستطيع أن أتكلم، وكأن لساني مربوط.
كذلك مع الزملاء في العمل لا أستطيع أن أمزح، ولا أتقبله إذا كانوا مجموعة من الزملاء أحاول أن أتهرب من التجمع إذا فيه مزاح، وحتى إذا مزحوا معي لا أقدر أن أرد عليهم، لا أعلم ما السبب، وكذلك مع الأقارب.
المشكلة صارت تقلقني مع الوقت لا أدري هل فترة التعاطي أثرت عليّ بالشكل هذا؟ علمًا أني لم أحس بالأعراض إلا بمجرد تركها.
أتمنى إفادتي وعذرًا على الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا لك على الكتابة إلينا بمثل هذا، أعانك الله، وخفف عنك.
وأحمد الله إليك أن عافاك من حبوب الكبتاغون والشرب... فنعمة التعافي والتوبة نعمة عظيمة، وخاصة إذا تذكرنا أن هناك أناسًا يدمنون فلا يستطيعون الخروج دون علاج تخصصي.
لا شك أن التعاطي والشرب وخاصة في مرحلة الشباب والتكوين، وخاصة إذا كان التعاطي والشرب شديدًا وطويل الأمد؛ لا شك أن كل هذا يسبب الاضطرابات العاطفية، أو المزاجية مما يتجلى ببعض الأعراض ومنها: الاضطراب المزاجي، والرغبة في الانعزال عن الناس، والذي قد يصل لحد الارتباك أو الرهاب الاجتماعي، وهذا ما يفسر احمرار وجهك، وقلقك عندما تلتقي بالناس.
ومما لا شك فيه أيضًا، أنك مع استمرار التعافي والانقطاع عن الشرب والتعاطي، لا شك أن جسمك ودماغك ونفسك ستتعافى من كل هذا، وإن احتاج الأمر لبعض الوقت.
تذكر بأن تجنب لقاء الناس لا يحل المشكلة، وإنما يزيدها تعقيدًا، فحاول أن لا تتجنب، وإنما أقبل على لقاءات الناس والحديث معهم، وسيخف الأمر مع الوقت.
وإذا لاحظت أن الأعراض الذي ذكرتها في سؤالك ما زالت مستمرة، وأنك تعاني منها، فأرجو أن لا تتردد في زيارة عيادة الطبيب النفسي لأخذ الرأي التخصصي، وهو بالطبع سيقوم بأخذ كامل القصة، وسيقوم بفحص حالتك النفسية، ومن ثم ينصح إن كانت هناك حاجة للعلاج الدوائي.
وفقك الله، وكتب لك الشفاء والصحة، والسعادة في الدارين.