أعاني من الخوف وقلة الثقة بالنفس وأعراض جسدية
2015-12-24 02:42:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حصلت عندي مشكلة قبل سنتين، وبعدها عانيت من دوخة وألم في فروة الرأس، ومغص شديد، وارتفاع في الضغط. وقد زرت طبيب الباطنية، وكتب لي دواء كنكور وأناترفيل (10) ملغ أول أسبوع، ثم أزيده (25) ودسبتالين، وتحسنت بعدها تقريبا، ولكن حاليا -وكل شهرين- تحدث عندي هذه الحالة، وخصوصا عندما أعاني من ضغوطات الحياة.
يحصل عندي مغص شديد، وانتفاخ في البطن، وقلة ثقة بالنفس، وشعور بأنني سوف أموت، وبعد ثلاثة أيام تزداد هذه الأعراض، ويحصل عندي أعراض الرهاب، وهي شعور بأنني فقدت الوعي، وذهبت إلى مكان آخر، وخفقان، وارتفاع في ضغط الدم، وتستمر الحالة لدقائق، ثم أعود لطبيعتي، ويعود ضغطي طبيعيا.
بعد الرهاب أعاني من الخوف من الخروج من المنزل، بحيث وصل عندي بأن أهلي أجبروني على الخروج إلى المول، وأحسست عند وصولي بضيق تنفس، وشعور بأنني سوف أفقد الوعي، وتشنج شديد في القولون وأسفل الظهر. ولكن بعد مدة زمنية أعود إلى طبيعتي، خصوصا عندما أقوم بقياس الملابس وإلهاء نفسي، ولكن عند العودة إلى المنزل والتفكير بما حصل لي أثناء الرهاب؛ يعود لي الخوف من الخروج، ولكن بنسبة أقل.
أرجو مساعدتي للتخلص من هذه الحالة نهائيا، وشكرا جزيلا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب.
أخِي: وصفك وصف جيد ودقيق لحالتك، وأقول لك: إن الذي تعاني منه في مجمله هو قلق المخاوف، لديك مخاوف مرضية، ولديك خوف اجتماعي، ولديك أيضًا ما يعرف برهاب الساحة، وهو الذي يظهر في شكل الخوف من الخروج من المنزل، وغالبًا الإنسان قد لا يجد صعوبة إذا خرج مع رفقة آمنة.
إذًا لديك قلق المخاوف، والقلق في حد ذاته يكون مصحوبًا بأعراض جسدية لدى كثير من الناس، ومن ذلك الخفقان، الانقباضات العضلية هنا وهناك والتي تظهر في شكل آلام جسدية.
أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تُواصل مع طبيبك، الطبيب الباطني يجب أن تزوره مرة كل ثلاثة أشهر مثلاً، وذلك حتى تتأكد من موضوع ارتفاع ضغط الدم.
أنت على عقار (كونكور Concor) وهو من الأدوية الممتازة جدًّا؛ لتخفيض ضغط الدم، وفي ذات الوقت يُعالج الخفقان وتسارع ضربات القلب، هو دواء ممتاز جدًّا ومفيد جدًّا.
أما من الناحية النفسية فالاهتمام بصحتك الجسدية سوف يساعدك ويعود عليك بشيء من الطمأنينة، وتسعى بعد ذلك في عدم الالتفات لهذه المخاوف، ولا بد أن تخرج وأن تتواصل مع الناس، وألا تعطِّل حياتك، وأن تذهب إلى مكان عملك، وأن تُصلي مع الجماعة، هذا كله مطلوب، وهو جزء من العلاج الرئيسي لحالتك، يعني أن تُصِرَّ على ما هو مضاد لما في خاطرك من حيث مواجهة المخاوف، وبالتدريج سوف تجد أن هنالك تحسُّنًا كبيرًا جدًّا قد طرأ على حالتك.
أخِي الكريم: التمارين الرياضية والتمارين الاسترخائية هي أيضًا من العلاجات المهمة جدًّا، وكذلك التعبير عن الذات، لا تحتقن –أخِي– من خلال الكتمان والسكوت عمَّا لا يُرضيك، صلاة الجماعة دائمًا أراها مفيدة، وأذكرها كثيرًا؛ لأنني أعرف أنها تُعالج الكثير من الرهبة والقلق والخوف، فاحرص عليها أخِي الكريم.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أبشِّرك أنه توجد أدوية ممتازة جدًّا لعلاج الخوف من هذا النوع الذي تعاني منه، بجانب الكنكور يجب أن تتناول عقارا يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) وعلمتُ من بعض الإخوة الكرام أنه متوفر في العراق، الجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) تتناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة واحدة ليلاً وتستمر عليها لمدة شهرٍ، ثم بعد ذلك في الجرعة العلاجية، وهي حبتان ليلاً، وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك اجعل الجرعة جرعة وقائية وهي حبة واحدة ليلاً لمدة خمسة أشهر، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا –أي نصف حبة– ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
الدواء لا شك أنه من الأدوية النافعة خاصة إذا التزمت بجرعته، ليس له آثار جانبية كثيرة، فقط ربما يُسبب لك بعض زيادة الشهية نحو الطعام، كما أنه قد يؤخر القذف المنوي عند الجماع، بخلاف ذلك ليس له آثار جانبية ملحوظة.
باركَ الله فيك -أخِي- وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.