فوبيا المستشفيات والأطباء تسبب لي القلق والتوتر، ما الخلاص من ذلك؟
2016-01-04 00:35:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لدي فوبيا شديدة من المستشفيات، وأنا قلق جدًا عندما أرى أو أدخل المستشفى، ويرتفع ضغط الدم عندما أكون عند الطبيب، وأكون متوترًا قلقًا خائفًا من كشف وتحاليل وغيره، وعندما أخرج من المستشفى يرجع الوضع طبيعيًا جدًا، والسبب بذلك وفاة أمي بالمستشفى بمرض عضال، ومن بعدها وأنا أوسوس بالأمراض والألم، وعندما أنسى يكون الوضع طبيعيًا جدًا، لكن عندما أفكر بالمرض فقولوني يتهيج، وتصبح حالتي يرثى لها، فكيف أتخلص من القلق والتوتر والتفكير بالمرض؟
وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الـ (فوبيا Phobia) أو الرهاب الاجتماعي يعني خوفا شديدا لا مبرر له من شيءٍ طبيعي، ولكن عند الشخص المعني يُسبب خوفًا شديدًا جدًّا، ومعه توتُّر وزيادة في ضربات القلب، ويؤدِّي إلى تجنب هذا الشيء، وعند التجنب تنتهي كل أعراض القلق والتوتر، وعادةً قد يكون بلا سبب، أو قد يكون ارتبط هذا الشيء بحادث معيَّن، وبعدها حدث الرهاب أو الفوبيا، وفي حالتك طبعًا رهاب المرض أو رهاب المستشفيات ارتبط بمرض والدتك.
علاج الفوبيا علاج نفسي في المقام الأول، وذلك بالمواجهة، فلا بد من مواجهة الفوبيا، السبب الذي يؤدِّي إلى الرهاب لا بد من مواجهته، ولكن بتدرُّجٍ واضح ومحسوب، بدرجة محسوبة، من الأقل خوفًا إلى الأكثر خوفًا، يكون هناك تحليل سلوكي لماهية درجة الفوبيا، هل مثلاً عندما تفكِّر في زيارة الطبيب؟ عندما تبدأ بالشروع في الذهاب إلى الطبيب؟ عندما تقترب من عيادة الطبيب أو المستشفى؟ عند المثول أمام الطبيب، تبرمج هذه الخطوات بصورة مبرمجة، وتبدأ في الخيال، في مواجهة كل من هذه الأشياء لعدة دقائق، ثم تتبعها بالاسترخاء، ومن ثم تتدرَّج إلى غيرها، حتى ينتهي الخوف بواسطة الاسترخاء، المواجهة هي التي تُبعد هذا الخوف؛ لأن في النهاية الخوف من الخوف، إذا فعلت هذا الشيء بتدرُّجٍ وبدقة وبطريقة محسوبة فيمكنك -إن شاء الله تعالى- تتخلص منه.
ابدأ بالموقف الأقل صعوبة، ابدأ في الخيال الأول، تصوّر أنك -مثلاً- ذاهب إلى المستشفى، أو ذاهب للطبيب، سوف يحدث عندك خوف في داخلك، ابدأ بالاسترخاء؛ لطرد هذا الخوف، وكرر هذا تدريجيًا، وافعل هذه التمارين بانتظام حتى -إن شاء الله تعالى- يذهب عنك هذا الخوف.
وفَّقك الله، وسدَّد خُطاك.