لم أشعر بارتياح لها كما في الرؤية الأولى، ما تفسير هذا؟
2016-01-11 03:25:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ذهبت لرؤية فتاة من أجل الزواج، وأنا أبلغ من العمر (32) عامًا، وفي أول مقابلة لي كنت أشعر بالقبول والارتياح، ثم جلست معها مرة أخرى فلم أجد نفس القبول والارتياح، فهل هذا من الشيطان أم ماذا؟ أريد تفسيرًا لما حصل معي، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فردًا على استشارتك أقول:
- فعليك التأكد من أن هذه الفتاة صاحبة دين وخلق؛ لأن ذلك هو ما أوصانا به نبينا عليه الصلاة والسلام حين قال: (تنكح المرأة لأربع: لدينها، وجمالها، ومالها، وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) ومعنى تربت يداك الدعاء بالفقر، فلا خير في امرأة لا دين لها ولا خلق، ولا بركة في امرأة تكون سببا لفقر زوجها.
- بقية الصفات نسبية؛ لأنها تختلف من نظر إلى نظر، فما كان عندي جميلا قد يكون عندك قبيحا، ثم إن الصفات الثانوية سرعان ما تزول وتضمحل، وهي تابعة لصفتي الدين والخلق، فالجمال جمال الروح، والزوجان إنما يلتقيان بأرواحهما لا بأجسادهما، كما قال عليه الصلاة والسلام: (الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).
- ارتياحك في المرة الأولى قد يكون ناتجا لفرحتك وسرورك، وعدم ارتباككما، لكن عدم الارتياح في المرة الثانية قد يكون مرده إلى أمر نفسي عندك، أو أنه حدث عندها نوع من الإرباك، أو كانت لها مشكلة غيرت بعضا من صفاتها وملامحها، وقد يكون الحض الأوفر للشيطان الرجيم الذي لا يحب أن يرتبط اثنان بالحلال؛ فلا تعر هذا الشعور أي اهتمام، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم طالما وهذه الأخت قد توفر فيها الدين والخلق.
- لا تجعل التردد يتسلل إلى نفسك، ولا تجعل له سبيلاً، فأنت قد أقدمت على خطبتها، ووافقت ووافق أهلها، وهذا يدل على أن كلا منكما كفؤ للآخر، وعليك أن تنظر في محاسن صفاتها، وتمعن النظر فيها؛ فذلك سيدفع عنك وساوس الشيطان.
- قرار الزواج بيدك وليس بيد شخص آخر، لكني أوصيك أن تصلي صلاة الاستخارة، وهي ركعتان من دون الفريضة، بحيث يكون قلبك غير ميال لأحد الطرفين (الموافقة أو الرفض) ثم ادع بالدعاء المأثور، وابق على ما أنت عليه من أمر الخطوبة، فإن استمرت أمور الخطوبة وما بعدها إلى أن يتم العقد بيسر وسهولة، ولم يحدث أي تعقيد؛ فاعلم أن الله قد اختارها زوجة لك، وإن تعسرت؛ فاعلم أن الله قد صرفها عنك.
- قد يحب الإنسان أمرا وفيه شر له، وقد يكره أمرا وفيه الخير الكثير، كما قال تعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
- اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه؛ فالله يعلم ولا نعلم، ويقدر ولا نقدر، وهو علام الغيوب.
- تضرع إلى ربك بالدعاء وأنت ساجد، وفي أوقات الإجابة أن يلهمك الرشد، وأن يختار لك ما فيه الخير، وأن يجنبك كل شر وضير.
أسأل الله تعالى أن يوفقك، وييسر أمرك، ويسعدك؛ إنه سميع مجيب.