لا أستطيع التوقف عن العادة السرية قبل الدورة الشهرية، فما العمل؟
2016-01-13 04:42:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 21 سنة، كنت أمارس العادة السرية منذ سنوات، وتركتها السنة الماضية -ولله الحمد-، ولكن تأتي أوقات لا أتمكن من السيطرة على نفسي، فأمارسها، وخصوصا وقت ما قبل الدورة، عندما تكون الهرمونات عالية، وأتعب نفسيا بعد ذلك، وهذه الأيام ازدادت الحالة، ونفسيتي تعبت جدا.
أنا أعرف أنها محرمة، وأعرف أضرارها، لكن -للأسف- رغم كل هذا ما أقدر أمنع نفسي، أتمنى الزواج، لكن لم يتقدم لي أحدا أبدا، وليس لي حيلة إلا الدعاء، فما العمل؟ وهل يجوز أن أمارسها ولو مرة واحدة في الشهر، ألا وهي فترة ما قبل الدورة؟ دعواتكم، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يؤسفني -يا ابنتي- معرفة أنك ما زلت مستمرة في ممارسة تلك العادة القبيحة, على الرغم من معرفتك بأضرارها وحرمتها, والحقيقة هي أن من كانت مثلك قادرة على الابتعاد عن هذه الممارسة سنة كاملة, ستكون قادرة على التخلص منها كليا -إن شاء الله تعالى.
ومن الواضح بأنك فتاة نقية وطاهرة, ترفض معصية الله, وتسعى لمرضاته, وفي داخلها الخير الكثير -إن شاء الله تعالى, وما طلبك للمساعدة إلا دليل على ذلك.
ولأساعدك في التخلص من تلك الممارسة القبيحة أقول لك: إن جسم الأنثى لا يحتاج إلى أي ممارسة قبل الزواج لتفريغ شهوته, فليس لدى الأنثى ما تفرغه؛ لأن البويضة التي تخرج من المبيض, تخرج مرة واحدة في الشهر فقط, ويجب أن تبقى في داخل الرحم, وهرمون الرغبة الجنسية -التستوسترون- لا يرتفع في دم الانثى بشكل ملحوظ, إلا في فترة التبويض -وليس قبل الدورة-، وهو ارتفاع نسبي بسيط وليس شديدا, فلا يلبث أن يعود بعد التبويض إلى مستوى طبيعي منخفض, ولعل في ذلك حكمة ربانية عظيمة, وهي أن تلتفت المرأة إلى تلك الفترة من الدورة, فتقبل على زوجها وتتجاوب معه, ليحدث الحمل وتستمر البشرية -بإذن الله تعالى-.
إن هذه الحقيقة العلمية, لا تعني بأن المرأة ليس لديها رغبة جنسية, لكنها تعني بأن رغبتها ليست ثابتة مثل الذكر, بل تتغير حسب أيام الدورة, وهي ليست رغبة عشوائية, بل رغبة مبرمجة وسهلة التطويع جدا؛ لأنها مرتبطة بالحمل والإنجاب, وتتحكم فيها العوامل العاطفية والنفسية بشكل كبير جدا.
إذا -يا ابنتي- إن شعورك بزيادة الرغبة الجنسية, وممارستك للعادة السرية قبل موعد الدورة بالذات, ليس له أساس علمي مقبول, فالهرمونات قبل موعد الدورة تكون في أدنى مستوياتها, عكس ما تظنين، والحقيقة هي أن ما يحدث معك سببه على الأرجح هو الحالة النفسية والعاطفية التي قد تحدث قبل الدورة؛ بسبب نقص الهرمونات, فالبعض من النساء قد يشعرن بتقلب المزاج, أو الحزن, أو العصبية, أوالتوتر, أو غير ذلك من المشاعر السلبية، وذلك قبل موعد نزول الدورة، وهذه المشاعر هي من ضمن أعراض متلازمة نسميها بمتلازمة ما قبل الدورة، وعدم التعامل بشكل جيد مع هذه التقلبات المزاجية والمشاعر السلبية، هو الذي قد يدفع بالفتاة إلى بعض التصرفات الخاطئة والضارة, بل وحتى الخطرة في بعض الأحيان؛ وذلك بهدف التخفيف من هذه المشاعر والبحث عن المتعة, فهنالك من تلجأ مثلا إلى تناول كميات كبيرة من الأطعمة، خاصة الأطعمة الدسمة والحلويات، وهناك من تلجأ إلى التسوق بشكل مفرط، وهنالك من تلجأ إلى ممارسة العادة السرية، وهكذا.
تكثر العادات السيئة عند كثير من الفتيات في فترة ما قبل الدورة, ويكون الهدف منها كلها هو البحث عن المتعة, حتى لو بشكل مؤقت, وذلك هربا من المشاعر السلبية وتقلبات المزاج.
المعلومة التي أردت أن أوضحها لك: هي أن رغبتك بممارسة العادة السرية قبل موعد الدورة بالذات, ليست ناجمة عن رغبة جنسية حقيقية, بل هي انعكاس لحالة نفسية ومزاجية سيئة، تصيبك في تلك الفترة, ومعرفة هذه الحقيقة سيساعدك كثيرا في تجاوز المشكلة.
فلو أنك شغلت نفسك، خاصة في الفترة التي تسبق نزول الدورة, بأشياء يكون لها مردودا إيجابيا على نفسيتك ومشاعرك, وتجلب لك الرضا والمتعة, كممارسة هواية مفيدة, والانخراط بالأعمال الخيرية والتطوعية، وحضور حلقات الذكر وحفظ القرآن, أو أي عمل، أو هواية تشغل وقتك وتفكيرك وتشعرك بأهميتك, وبأنك منتجة وفعالة ومفيدة, لوجدت بأنك لم تعودي بحاجة إلى مثل هذه الممارسة, لأن المتع التي ستحصلين عليها من مثل هذه الأعمال الجميلة، ستكون أكبر وأدوم وأعمق.
لذلك أنصحك -يا ابنتي- بسبر أغوار نفسك, والبحث عما يجلب لك السعادة والرضا من عمل أو هواية, ثم احرصي على تنميته وتوجيهه التوجيه الصحيح.
وتأكدي -يا ابنتي- بأنك حين تسلكين طريقا صحيحا يقربك من الله, فإنه عز وجل سيكون إلى جانبك, وسيعينك عليه -بإذنه جل وعلا-.
أتمنى لك كل التوفيق.
-----------------------------------------------
انتهت إجابة: د. رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-،
وتليها إجابة: الشيخ/ أحمد الفودعي - مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
--------------------------------------------
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يُطهِّر قلبك، وأن يحفظك من الشرور والآثام، كما نسأله سبحانه أن ييسِّر لك الزوج الصالح الذي تقرَّ به عينك وتسكن إليه نفسك.
نحن نُدرك - أيتها البنتُ الكريمة - المعاناة التي يعيشها الشاب أو الشابة، وتوقان نفسه إلى الزواج، وهذه فطرة فطر الله تعالى عليها الإنسان، ولكن الشاب والشابة المسلميْن كُلما بذلا الجهد في تحصين أنفسهما والابتعاد عمَّا يُغضب الله تعالى عليهما، فإن الله يتولى تثبيتهما على الحق والخير، ويُثيبهما على هذا الجهد، فقد قال سبحانه وتعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا وإن الله لمع المحسنين}.
ثم إن الله عز وجل قد وعد من يستعفف ويسلك طريق العفَّة بأن يُغنيه من فضله، فقال سبحانه في سورة النور: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله والله واسع عليم}.
فنحن نقول لك: أمِّلي في الله تعالى خيرًا، وأحسني ظنَّك بالله، فإنه يقول: (أنا عند ظنِّ عبدي بي، فليظن بي ما شاء)، وأحسني مع ذلك العمل فيما بينك وبين الله، باجتناب ما حرَّمه عليك، وفعل ما فرضه عليك، والإكثار من ذكره واستغفاره وطاعته، وبذلك تأخذين بأسباب الفرج والرزق الحسن، كما قال جلَّ شأنه: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
فنصيحتنا لك أن تُكثري من الصوم - إن كنت تقدرين على ذلك - وأن تحفظي سمعك وبصرك عن المُثيرات، وأن تحاولي التعرُّف على النساء الصالحات، وتشغلي نفسك معهنَّ بالخير والشيء النافع من أمر الدين أو الدنيا، فإن النفس إن لم يشغلها صاحبها بالحق شغلته بالباطل، وما دام الإنسان مشتغلاً بالخير فإن ذلك يصرفه عن الشر، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {ما جعل الله لرجلٍ من قلبيْنِ في جوفه}.
أمَّا سلوك هذا الطريق الذي تسألين عنه وهو ممارسة العادة السرية، وهو الذي يُسميه الفقهاء بالاستمناء، فإنه ليس حلًّا ولا علاجًا لمشكلتك، فإنها لا تزيد الشهوة إلَّا اشتعالاً، ولا تُخرج صاحبها من المعاناة التي هو فيها، هذا مع ما فيها من المحاذير الشرعية، وأكثر العلماء يرون حرمتها مطلقًا، ولهذا نصيحتنا لك ألَّا تفكري فيها، وأن تُجاهدي نفسك للإعراض عنها، والأخذ بالأسباب التي ذكرناه لك لتجنُّبها.
استعيني بالله، وأكثري من دعائه، ولن يُخيِّبك الله.
نسأل الله تعالى أن ييسِّر لك الخير، وأن يُقدِّره لك حيث كان.