والدتي تعاني الاضطراب الوجداني، فهل تكتفي بعلاج الديباكين؟
2016-01-19 00:32:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
الوالدة أصيبت باضطراب وجداني منذ خمس سنوات، أول نوبة تعالجت بزيبركسا، وتوقفت عنه بعد شهر تقريباً، في النوبة الثانية استخدمت زيبركسا خمسة أيام، وتلاشت النوبة تدريجياً بعد اليوم الخامس، والنوبة الثالثة والرابعة ذهبت من نفسها، وكانت الثالثة لمدة أسبوع، والرابعة لمدة أربعة أيام تقريبا، الخامسة كانت أشد نوبة، فدخلت المستشفى وتعالجت بأربع أو خمس جلسات كهرباء، بالإضافة للأدوية.
عند خروجها من المستشفى لم ترتح للأدوية، راجعنا طبيباً ماهراً، أعطاها أبلفاي، فبدأت بجرعة أقل من 5 ملجرام حتى يتعود الجسم على العلاج لمدة ثلاثة أيام تقريباً، وارتفعت تدريجياً حتى وصلت 10 ملجرام، ثم نزلت 7،5 ملجرام بعد عدة شهور، والآن عادت 5 ملجرام، بالإضافة لديباكين كرونو 1000 جرام، حبتين يومياً مساء طيلة المدة السابقة، معدل الاستمرار على أبلفاي وديباكين مدة 10 أشهر بالتمام، و-الحمد لله- صحتها جدا جيدة، ومنتظمة على الدواء، ولم تتوقف عنه خلال عشرة شهور إلا يومين أو ثلاثة أيام تقريباً.
الآن تريد تخفيف الأبلفاي والتخلص منه، ولا مشكلة لديها بالاستمرار بالديباكين، فهل الاستمرار على الديباكين يكفي لعلاج حالتها؟ وهل لديكم نصائح بخصوص حالتها؟ لأنني يا دكتور بعيدة عنها، وأخاف أن تنتكس حالتها، ولا أحد يستطيع التعامل معها إلا أنا، وهل مرت عليكم حالات استمرت على الديباكين وحده ولم تنتكس؟
شكراً، وآسفة على الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر والدتك التي بالفعل هي في حاجة للاهتمام والعلاج.
الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (Bipolar Affective Disorder) من الأمراض التي يمكن علاجها، لكن بعض الناس يرتكبون أخطاء، وأهم خطأ يرتكبونه هو عدم الالتزام بالعلاج والمتابعة مع الطبيب، ووالدتك بفضلِ الله تعالى استجابتها استجابة ممتازة لأدوية بسيطة جدًّا، وهي: الـ (دباكين Depakine) بجرعة ألف مليجرام في اليوم، وجرعة صغيرة من الـ (إبليفاي Abilifu).
أنا حقيقة يجب أن أُثني كثيرًا على الطبيب الذي وصف لها هذه التركيبة العلاجية، لأنها تركيبة مثالية، تركيبة ممتازة، قليلة الآثار الجانبية.
أنا حقيقة أتبع المدرسة المتحفِّظة التي تقول أن المريض يجب ألا يُعدِّل من علاجه أبدًا ما دام استفاد منه استفادة إيجابية إلَّا بعد مرور سنتين من الاستقرار النفسي والوجداني والتوازن المزاجي التام.
أرجو ألا تكون فكرتي هذه مُحبطة لك، فنحن نريد لوالدتك الخير، بل أريدك أن تُعززي لديها أهمية الالتزام بالعلاج، ويجب أن تفهم أن هذا الدواء نعمة عظيمة.
نحن لدينا أُناس يتناولون ثلاثين مليجرامًا من الإبليفاي، وألفين وخمسمائة مليجرام من الدباكين، وثمانمائة مليجرام من (الليثيوم Lithium)، ومائتي مليجرام من الـ (لاميكتال Lamictal)، وبالرغم من ذلك لا تكون استجاباتهم جيدة.
أنا حقيقة أريدك أن تُشجعي والدتك على الاستمرار على نفس التركيبة العلاجية، وألا تستعجل الأمور، والإبليفاي دواء نقي جدًّا، لأنه لا يؤثِّر على الهرمونات النسائية، وسليم بالنسبة للقلب وكل الأجهزة الجسدية، اجعلي والدتك تستمر على علاجها، ويجب أن تفهم أن الجرع التي تتناولها جرع وقائية وليست علاجية، فلا تحرم نفسها من هذه النعمة العظيمة.
نصائحي لها أن تعيش حياة طبيعية، أن تلعب دورها الأسري، ودورها الريادي في الأسرة، وألا تُعامل كإنسان مريض أو عاجز، لا، تقوم بواجباتها الاجتماعية، تقوم بكل شيءٍ، وأنصحها بالنوم الليلي المبكر، لأن اضطراب النوم أو عدم انتظام المريض في النوم بصورة صحيحة يؤدِّي إلى الانتكاسات في بعض الأحيان، هذه ملاحظة بسيطة لكنها مهمة، نُريد لساعتها البيولوجية النومية أن تكون في حالة الاستواء والتنظيم التام، لأن هذا يُساعد في تنظيم إيقاعات الدماغ، وكذلك المواد الكيميائية، وهي الموصِّلات العصبية التي يُعتقد أنها تُسبب هذه الاضطرابات.
الوالدة طبعًا يجب أن تُجري فحوصات دورية عادية كل ثلاثة إلى أربعة أشهر: فحص السكر، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى الكولسترول في الدم، وظائف الغدة الدرقية، هذه فحوصاتٍ روتينية مهمة، وأنا متأكد أن طبيبها سوف ينصحها بذلك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.