أحببت فتاة عبر الفيس بوك وأريدها خطبتها وترك ابنة عمي، ما نصيحتكم؟
2016-01-25 23:04:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرًا لجهودكم، وجزاكم الله خيرًا.
أنا طالب أبلغ من العمر 23 سنة، سؤالي مكون من شقين، الأول: كنت قد خطبت ابنة عمي قبل سنتين، ولكن كنت صغيرًا واختلفت طريقة تفكيري، فهي امرأة أمية لا تكاد تعرف القراءة والكتابة، وأفكر في تركها، فبماذا تنصحونني؟ وهل عليّ إثم إن تركتها لكون الخطبة استمرت طويلا؟
أما الشق الثاني فهو إني التقيت بفتاة على الفيس في أحد القروبات الثقافية، وبقيت أراقبها سنة أو أكثر فأعجبت بها كثيرًا لدرجة التعلق فهي ذكية وواعية وذات أراء سديدة، وشخصية جذابة، وعندما أرسلت إليها إحدى الفتيات وجدت أنها معجبة بي أيضًا، وقد رأيت صورتها فاستمر أعجابي بها وزاد أكثر، ولا مانع لديها أن نلتقي ونتعرف أكثر، وأعطتني عنوانها بالتفصيل كي أسأل عنها لو أحببت هي من مدينة أخرى، وهناك شيء بالنسبة لي لا يعد عائقًا، وهو أنها أكبر ب 4 سنوات، فماذا تقولون، وبماذا تنصحونني؟
ولكم فائق الشكر والتقدير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ العاشق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، ويرضيك به ويحقق في طاعته الآمال.
لا يمكن أن تكون فتاة الانترنت التي تكبرك في السن أفضل من بنت العم التي لم تحادث الرجال، وإن كان في تعليمها نقص فلا مانع من تدارك الخلل حتى لو من خلال مناهج تعليم الكبار، ويمكن أن تتعلم وتستطيع أن تعلمها بعد الزواج منها، والمهم في المرأة هو أن تعرف ما تصحح به عقيدتها وعبادتها وتعاملاتها، وخاصة مع زوجها وأطفالها، مع ضرورة أن تكون على علم بمهارات الحياة، وأظن أنها سوف تتفوق جدًا في مهارات الحياة، وقد أجادت كثيرًا الأمهات والجدات القيام بأدوارهن في بيوتهن، بل وخرجن للأمة الأبطال والناجحات.
وأنت أول وأولى من يهتم بابنة العم، خاصة بعد هذا الانتظار الطويل، وكان بإمكانك أن تعتذر من البداية حتى لا تضيع عليها الوقت والفرص، والناس عادة لا يفكرون في الفتاة إذا كانت مخطوبة ولا يجوز للإنسان أن يخطب على خطبة أخيه.
أما بالنسبة للفتاة التي تعرفت عليها في الأنترنت، ولا مانع عندها في أن تقابلك للتعارف فلا نؤيد السير معها في هذا الطريق، وعليك أن تستغفر الله؛ لأنك مشارك في الخلل، بل عليك أن تتوب وتتوقف، واعلم أنك ستجد معارضة كبيرة من أهلك؛ لأن عمر الفتاة أكبر منك والزواج ميثاق غليظ، ومشوار الحياة طويل، والمسألة ليست كما تتخيل، فتمهل وقدر لرجلك قبل الخطو موضعها، واعلم أن قرار الزواج يحتاج إلى دراسات متأنية، ولا بد من إشراك أهلك في قرار الزواج، ونفضل الإكمال مع بنت العم، والاجتهاد في تعليمها القرآن والأمور الأساسية التي عليها قوام الحياة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بسلوك الطرق الشرعية الصحيحة، وأسس حياتك على قواعد الشرع الحنيف، واعلم أن البدايات الخاطئة لا توصل إلى النتائج الصحيحة.
سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يملا قلبك بحب قريبتك التي انتظرتك طويلا، وأن يجمع بينكما على الخير، وأن يجعل ارتباطك بها سببًا لجمع الشمل وتأليف القلوب، وأن يغفر لنا ولكم الذنوب.